أشارت نتيجة استطلاع للآراء في 25 دولة إلى أن العودة إلى العمل في المكاتب خمسة أيام كل أسبوع، كما كان معتاداً، قد ولّت للأبد! وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إن الموظفين والمديرين في الدول الـ25، الذين استطلعت آراؤهم، اكتشفوا أن العمل من المنزل في أتون تفاقم أزمة الوباء العالمي كان إيجابياً بالنسبة إلى الأداء، ورفاهية العاملين. وأضافت أن نسبة الموظفين العاملين باستخدام الهواتف من منازلهم ليوم واحد على الأقل أسبوعياً يتوقع أن يكون أكبر كثيراً مما كان عليه قبل اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد (كوفيد-19). وذكر باحثو المنظمة أن الإعلانات عن وظائف تتطلب العمل بالهاتف من المنزل شهدت زيادة كبيرة أثناء فترات الإغلاق من جراء تفاقم الأزمة الصحية. ولم تنخفض إلا بشكل طفيف بعد أن تم تخفيف القيود الصحية، التي تشمل الإغلاق. وأضاف الباحثون أن ما توصلت إليه أبحاثهم واستطلاعاتهم يدل على أن العمل عبر الهاتف من المنزل باقٍ، خصوصاً في البلدان التي قطعت شوطاً كبيراً في الاستعداد الرقمي. وزادوا أن التحول إلى العمل الهاتفي من المنازل ستكون له انعكاسات كبيرة على هياكل الاقتصاد؛ من الإنتاجية إلى حقوق العمالة، ومخصصات رعاية أطفال العاملين. وخلص باحثو منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أنه لكي تتمكن الحكومات من التأقلم مع هذه المتغيرات لا بد أن تضمن تغطية جيدة للاتصال بشبكة الإنترنت، وسن تشريعات تسمح للموظف بالعمل من منزله من خلال الهاتف، وتوفير التدريب اللازم لمن يمكن أن يفوتهم قطار العمل من بعد، بسبب أميتهم الرقمية، بما في ذلك النساء وموظفو الشركات الصغيرة. وقالت المنظمة إنه تنبغي حماية الموظفين من تكليفهم بأشغال باهظة في منازلهم، لئلا يحدث ذلك ضرراً برفاهيتهم وإنتاجيتهم. وقال الأشخاص الذين تم استطلاع آرائهم إن الحجم المثالي للتكليف العملي ينبغي أن يكون ما يكفي للعمل يومين إلى ثلاثة أيام كل أسبوع، لإحداث التوازن المطلوب للفوائد المرجوة، ومنها تقليل الحاجة إلى استخدام وسائل النقل العام، وضآلة ما يمكن أن يشغل الموظف أثناء ممارسته العمل من منزله. وأضاف الباحثون أن التجربة التي تراكمت للعاملين من بيوتهم في أتون الوباء العالمي سيكون لها تأثير كبير جداً في تنظيم العمل خلال السنوات القادمة.