تعد شركتا الدواء الأمريكيتان فايزر وموديرنا الأكثر شهرة وثراء حالياً في العالم، بعدما توصلتا إلى لقاحيهما المضادين لفايروس كورونا الجديد، الذي يسبب مرض كوفيد-19. ولا بد أن وراء كل منهما قصة. ولا بد أيضاً من أن اختراع اللقاح كان أسهل الصعوبات التي واجهت كلاً منهما. ومن الحقائق المعلومة أن فايزر كانت هي السباقة إلى إعلان اكتشاف لقاحها القائم على تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي (mRNA). لكن موديرنا تقول إن خبرتها الطويلة في هذه التكنولوجيا ستجعلها أكثر قدرة على البقاء في الريادة عالمياً. ويقول رئيس موديرنا ستيفن هوغ: لقد ظللنا نعمل في هذا المجال منذ بضع سنوات. نحن الذين خلقنا هذا المجال. وزاد: أن فايزر تصدرت المشهد بقدرتها على إجراء تجارب سريرية في وقت وجيز، وامتلاكها قدرات عالية على تصنيع كميات كبيرة من لقاحها. والواقع أن الحكاية ليست بهذه البساطة؛ فقد تم تأسيس شركة فايزر الدوائية في عام 1849. ونجحت الشركة في تطوير عدد لا يحصى من العقاقير، التي بات لا غنى لأية أسرة عنها. كما أن شريكتها في لقاح كوفيد-19، وهي شركة بيونتك الألمانية، ظلت تبحث في تطوير تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي منذ سنوات عدة. وفي المقابل فإن موديرنا تم تأسيسها في 2010. وهي لم تصنع أي دواء حتى الآن، باستثناء لقاحها المضاد لكوفيد-19. لكن هوغ يرى أن الخبرة الكبيرة لشركته في تلك التكنولوجيا ستجعلها قادرة على تصدر المشهد الصيدلاني العالمي بمرور الزمن. واستطاعت موديرنا بفضل لقاحها أن ترفع سهمها إلى أعلى مستوى بعدما بدا أن لقاحها سيكون ترياقاً فعالاً للوباء العالمي. لكنها تواجه شكوكاً في مستقبلها من جانب المستثمرين، والمتعاملين في الأسهم الذين يقولون إن منتجاتها القادمة لن تظهر قبل مرور سنوات؛ فضلاً عن أن لقاح موديرنا مهدد بانخفاض كبير في مبيعاته. وبسبب ذلك انخفض سعر سهم موديرنا نحو 29% بعدما ظل مرتفعاً على مدى 52 أسبوعاً في 9 أغسطس 2020. أما فايزر فانخفض سعر سمهما بنحو 13% في 17 أغسطس الماضي، بعد ارتفاع لازمه طوال السنة الماضية. لكن الرئيس التنفيذي لموديرنا سيتفن بانسل يرى أن تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي هي أكبر رصيد تملكه موديرنا، وسيضمن لها الصدارة في أي تنافس مع الشركات الأخرى في الفترة المقبلة.
غير أن هوغ أقر بأن فايزر سبقت موديرنا الى توزيع لقاحها بنحو شهر. وعزا ذلك إلى اعتماد فايزر على قوى بشرية كبيرة، ولقدرتها على الإنتاج الضخم في وقت قصير.
وفيما أعلنت فايزر أنها تعزم إنتاج 3 مليارات جرعة من لقاحها قبيل انتهاء السنة الحالية؛ فإن موديرنا ذكرت أنها لن تصنع هذه السنة أكثر من مليار جرعة من لقاحها. وأضافت أن الفارق بينهما سيتضاءل بحلول السنة القادمة، التي تعتزم موديرنا أن تزيد إنتاجها خلالها إلى 3 مليارات جرعة، بينما تعهدت فايزر بأن يصل إنتاجها في 2022 الى 4 مليارات جرعة. ويعتقد بانسل أن موديرنا ستتفوق على الشركات الأخرى حين يتعلق الأمر بإنتاج لقاحات مخلطة، بسبب اعتماد موديرنا على تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي. وأشار إلى أنها تعمل حالياً على إنتاج جرعة مختلطة للحماية من كوفيد-19 والإنفلونزا في وقت واحد. وتوقع أن يتم ذلك بحلول 2023-2024. وأضاف أن الشركة تعمل أيضاً على إنتاج جرعة ثلاثية المفعول للحماية من كوفيد، والإنفلونزا، والفايروس التنفسي المَخْلَوي (RSV). ولا يوجد أي لقاح في العالم مضاد للفايروس الأخير. وتعمل فايزر وشركات دوائية أخرى على ابتكار لقاح له، ولكن من خلال تكنولوجيا مختلفة. وقال بانسل إنه بما أن لقاح فايزر المضاد للفايروس التنفسي المخلوي لن يكون قائماً على تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي، فلن يكون ممكناً خلطه بأي لقاح مصنوع بالتكنولوجيا الأخيرة.
ويرى خبراء الأسواق المالية إن مداخيل شركة موديرنا المرتفعة حالياً ستنخفض كثيراً بحلول 2022؛ إذ إن دخلها الوحيد يأتي من لقاحها المضاد لفايروس كوفيد-19. ومن المتوقع أن يتغير وضع الوباء الحالي من عالمي إلى وباء محلي السنة المقبلة. لكن بانسل يقول إن شركته تتوقع أن يظل المسنون في حاجة مستمرة الى جرعات تنشيطية. بيد أن «كعب أخيل» بالنسبة إلى موديرنا، في مقابل منافستها العريقة فايزر، يتمثل في أنها على رغم امتلاكها أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا العلوم الحيوية؛ إلا أنها لا تملك طاقة إنتاجية تجعلها قادرة على تلبية طلبات السوق على لقاحها. وبالفعل انخفضت قيمة سهمها الأسبوع الماضي، إثر إعلانها أنها لن تستطيع هذه السنة سوى إنتاج ما يراوح بين 700-800 مليون جرعة، وليس ملياراً من الجرعات كما وعدت.
لا يمكن
أن يصاب من يخضع للقاح بفايروس
كوفيد- 19.
5
حقائق
مهمة عن لقاحات كوفيد
(«عكاظ»- جامعة
جونز هوبكنز)
موديرنا... حلم التحول إلى «عملاق»!
منذ يوليو الماضي انخفضت قيمة سهم موديرنا بنحو 51%، لتخسر الشركة نحو 100 مليار دولار من قيمتها السوقية. ومع أنها تزعم أنها صنعت كمية ضخمة كافية من العنصر الأساسي لتركيب لقاحها، إلا أنها لا تملك قدرة كافية لتعبئة اللقاح في قوارير زجاجية، لشحنه لعملائها حول العالم. وهو ما حدا برئيسها التنفيذي بانسل لتشبيه ما تتعرض له الشركة بأنها «آلام التسنين»، في إشارة إلى أنها شركة تكنولوجيا بيولوجية صغيرة تحاول أن تصبح عملاقاً عالمياً في تجهيز اللقاح وتصديره. وفي المقابل تملك فايزر طاقة لإنتاج 200 مليون جرعة لقاح سنوياً في أمريكا. ولديها مصانع للقاحاتها في 10 دول. وتعتمد موديرنا على شركات بعقود مقاولات لتعبئة لقاحها في قوارير زجاحية. وهي عملية تتطلب جهداً كبيراً من حيث مراقبة التعبئة، وضمان سلامة اللقاح، وفحص مدى تعقيم تلك القوارير. وتأتي بعد ذلك صعوبات النقل والشحن الجوي.
غير أن هوغ أقر بأن فايزر سبقت موديرنا الى توزيع لقاحها بنحو شهر. وعزا ذلك إلى اعتماد فايزر على قوى بشرية كبيرة، ولقدرتها على الإنتاج الضخم في وقت قصير.
وفيما أعلنت فايزر أنها تعزم إنتاج 3 مليارات جرعة من لقاحها قبيل انتهاء السنة الحالية؛ فإن موديرنا ذكرت أنها لن تصنع هذه السنة أكثر من مليار جرعة من لقاحها. وأضافت أن الفارق بينهما سيتضاءل بحلول السنة القادمة، التي تعتزم موديرنا أن تزيد إنتاجها خلالها إلى 3 مليارات جرعة، بينما تعهدت فايزر بأن يصل إنتاجها في 2022 الى 4 مليارات جرعة. ويعتقد بانسل أن موديرنا ستتفوق على الشركات الأخرى حين يتعلق الأمر بإنتاج لقاحات مخلطة، بسبب اعتماد موديرنا على تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي. وأشار إلى أنها تعمل حالياً على إنتاج جرعة مختلطة للحماية من كوفيد-19 والإنفلونزا في وقت واحد. وتوقع أن يتم ذلك بحلول 2023-2024. وأضاف أن الشركة تعمل أيضاً على إنتاج جرعة ثلاثية المفعول للحماية من كوفيد، والإنفلونزا، والفايروس التنفسي المَخْلَوي (RSV). ولا يوجد أي لقاح في العالم مضاد للفايروس الأخير. وتعمل فايزر وشركات دوائية أخرى على ابتكار لقاح له، ولكن من خلال تكنولوجيا مختلفة. وقال بانسل إنه بما أن لقاح فايزر المضاد للفايروس التنفسي المخلوي لن يكون قائماً على تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي، فلن يكون ممكناً خلطه بأي لقاح مصنوع بالتكنولوجيا الأخيرة.
ويرى خبراء الأسواق المالية إن مداخيل شركة موديرنا المرتفعة حالياً ستنخفض كثيراً بحلول 2022؛ إذ إن دخلها الوحيد يأتي من لقاحها المضاد لفايروس كوفيد-19. ومن المتوقع أن يتغير وضع الوباء الحالي من عالمي إلى وباء محلي السنة المقبلة. لكن بانسل يقول إن شركته تتوقع أن يظل المسنون في حاجة مستمرة الى جرعات تنشيطية. بيد أن «كعب أخيل» بالنسبة إلى موديرنا، في مقابل منافستها العريقة فايزر، يتمثل في أنها على رغم امتلاكها أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا العلوم الحيوية؛ إلا أنها لا تملك طاقة إنتاجية تجعلها قادرة على تلبية طلبات السوق على لقاحها. وبالفعل انخفضت قيمة سهمها الأسبوع الماضي، إثر إعلانها أنها لن تستطيع هذه السنة سوى إنتاج ما يراوح بين 700-800 مليون جرعة، وليس ملياراً من الجرعات كما وعدت.
لا يمكن
أن يصاب من يخضع للقاح بفايروس
كوفيد- 19.
5
حقائق
مهمة عن لقاحات كوفيد
(«عكاظ»- جامعة
جونز هوبكنز)
موديرنا... حلم التحول إلى «عملاق»!
منذ يوليو الماضي انخفضت قيمة سهم موديرنا بنحو 51%، لتخسر الشركة نحو 100 مليار دولار من قيمتها السوقية. ومع أنها تزعم أنها صنعت كمية ضخمة كافية من العنصر الأساسي لتركيب لقاحها، إلا أنها لا تملك قدرة كافية لتعبئة اللقاح في قوارير زجاجية، لشحنه لعملائها حول العالم. وهو ما حدا برئيسها التنفيذي بانسل لتشبيه ما تتعرض له الشركة بأنها «آلام التسنين»، في إشارة إلى أنها شركة تكنولوجيا بيولوجية صغيرة تحاول أن تصبح عملاقاً عالمياً في تجهيز اللقاح وتصديره. وفي المقابل تملك فايزر طاقة لإنتاج 200 مليون جرعة لقاح سنوياً في أمريكا. ولديها مصانع للقاحاتها في 10 دول. وتعتمد موديرنا على شركات بعقود مقاولات لتعبئة لقاحها في قوارير زجاحية. وهي عملية تتطلب جهداً كبيراً من حيث مراقبة التعبئة، وضمان سلامة اللقاح، وفحص مدى تعقيم تلك القوارير. وتأتي بعد ذلك صعوبات النقل والشحن الجوي.