لم يعد السكوت عن مخاطر تسارع تفشي فايروس كورونا الجديد خلال الشتاء الحالي محتملاً. فقد حقق تفشيه طفرات كبيرة خلال اليومين الماضيين، بمعدل قدرته «نيويورك تايمز» أمس (السبت) بـ 584957 إصابة جديدة، رافقتها 1705 وفيات إضافية خلال الساعات الـ 24 الماضية؛ فيما ذكرت بلومبيرغ، أن عدد الحالات الجديدة الجمعة بلغ 703171 إصابة. ولذلك كان طبيعياً أن يرتفع العدد التراكمي لإصابات العالم منذ اندلاع نازلة كورونا قبل ثلاث سنوات إلى 657 مليون إصابة أمس (السبت). وارتفع تبعاً لذلك العدد الكلي لوفيات العالم منذ اندلاع النازلة إلى 6.67 مليون وفاة. وقد لا يستطيع كثيرون تبيّن المشهد من جميع زواياه، لأن غالبية الدول لم تعد تعلن المحصلة اليومية لعدوى الفايروس، بعدما قررت التعايش معه. وفي لمحة سريعة أمكن إجمال المشهد في الدول الأشد تضرراً هذين اليومين، وذلك على النحو الآتي:
• إيطاليا أبلغت السبت عن تسجيل 174630 إصابة جديدة الجمعة.• كوريا الجنوبية سجلت الخميس 66953 حالة جديدة، وأردفتها الجمعة بـ 66752 إصابة جديدة.
• اليابان بلغ عدد إصاباتها الجديدة الجمعة 153602.
• الولايات المتحدة سجلت الجمعة 65471 حالة جديدة، تزيد بنسبة 27% عما كان عليه العدد قبل 14 يوماً. وقيدت 409 وفيات إضافية الجمعة، تزيد عما كانت عليه قبل 14 يوماً بنحو 65%. وبلغ عدد المنومين بكوفيد-19 في المشافي الأمريكية الجمعة 42571، وهو أكثر مما كان عليه العدد قبل 14 يوماً بـ 16%، بحسب قاعدة البيانات الصحية لصحيفة «نيويورك تايمز» أمس (السبت).
وفي بريطانيا؛ ارتفع عدد المنومين بكوفيد-19 بنسبة 22% خلال الأسبوع المنتهي في 14 ديسمبر الجاري ليبلغ 6720 شخصاً، في مقابل 5501 شخص خلال الأسبوع المنتهي في 7 الجاري؛ بحسب أرقام الخدمة الصحية الوطنية في إنجلترا أمس. كما ارتفع عدد الأشخاص الذين يخضعون لأجهزة التنفس الاصطناعي من 129 إلى 150 شخصاً خلال الفترة نفسها. وكان الارتفاع كبيراً جداً في مناطق جنوب غرب إنجلترا، حيث زاد عدد المنومين بكوفيد-19 من 466 إلى 726 شخصاً خلال الفترة المشار إليها، بزيادة نسبتها 56%. وذكر مكتب الإحصاء الوطني أمس، أن معدل الإصابات بكوفيد-19 ارتفع إلى إصابة شخص من كل 60 شخصاً في إنجلترا خلال الأسبوع المنتهي في 26 نوفمبر الماضي. ويذكر أن ممرضات بريطانيا قررن الإضراب عن العمل، احتجاجاً على بؤس أجورهن، في 15 و20 ديسمبر الجاري؛ فيما قرر سائقو والكوادر الصحية في سيارات الإسعاف تنفيذ إضراب مماثل في 21 و28 ديسمبر الجاري. وفي سياق ذي صلة بكوفيد-19؛ أعلن مكتب التدقيق والمراجعة البريطاني أمس، أن حالات التهرب من دفع الضرائب إبان أزمة فايروس كورونا الجديد كلف الخزانة البريطانية 9 مليارات من الجنيهات الإسترلينية. وأشار تقرير للمكتب إلى أن تلك الخسائر حدثت نتيجة تكليف مصلحة الضرائب الملكية 1350 من موظفي قسم التحقق من الانصياع للضريبة ليكونوا في خدمة مشاريع الإنفاق الحكومي الذي تم تكريسه لتخفيف تأثيرات النازلة، ما أدى إلى خفض قوة العمل على ضمان الانصياع للضريبة بنسبة 12%. ونتيجة لذلك انخفضت مساهمة قسم ضمان الانصياع للضريبة من 5.2% قبل النازلة إلى 4.2% خلال الفترة 2020 - 2021، وهو انخفاض تم تقديره بـ 9 مليارات جنيه.
وتواصل الاهتمام أمس (السبت) بتطورات الأزمة الوبائية في الصين، بعد قرار حكومتها إلغاء التدابير الوقائية المشددة المرتبطة بإستراتيجية «صفر كوفيد». وأوردت رويترز أمس، أن محلات الحانوتيين في بكين، التي يقطنها نحو 22 مليون نسمة، يكافحون من أجل تلبية الطلب المتزايد على خدماتهم، خصوصاً الدفن وحرق الجثامين، وذلك بسبب تزايد عدد عمالهم وسائقي سياراتهم الذين تأكدت إصابتهم بالفايروس. وأشارت «رويترز» إلى أنه منذ إلغاء التدابير الوقائية في 7 ديسمبر الجاري؛ أبلغ عدد متزايد من عمال المطاعم، وشركات البريد السريع، وعمال مكاتب دفن الموتى عن تغيبهم عن العمل بسبب الإصابة.
أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (الجمعة)، أنها تنوي دعوة خبراء خارجيين إلى اجتماع الشهر القادم، لمناقشة ما إذا كان يتعين تحديث الجرعتين الأوليين من لقاحات كوفيد-19 لمكافحة السلالات المتحورة من فايروس كورونا الجديد. وقالت الهيئة، إنه على رغم أن الجرعة التنشيطية الثانية من لقاحي موديرنا وفايزر تم تحديثهما؛ إلا أن من الضروري بحث ما إذا كان ضرورياً تحديث الجرعتين الأساسيتين، في أتون تفشي سلالات متحورة. وأوضحت، أن الخبراء من خارج الهيئة سيجتمعون في 26 يناير القادم. وسيدرسون أيضاً ما إذا كان يتعين إحداث أي قدر من التغيير في تركيب الجرعة التنشيطية للقاحين المشار إليهما. ويأتي قرار الهيئة في أعقاب إعلان وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي مطلع ديسمبر الجاري، أنها قررت استخدام الجرعة التنشيطية المحدّثة للقاحي موديرنا وفايزر - بيونتك لتطعيم الأطفال والبالغين الذين لم يتم تطعيمهم سابقاً.
هل يفشل مرسال الحمض النووي في مواجهة السرطان ؟
قالت رائدة تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي (mRNA) الدكتورة كاتالين كاريكو، إنها تعتقد أن استخدام هذه التكنولوجيا في إنتاج لقاح ضد السرطان ستكون نتائجه محدودة. وذكرت، في مقابلة أجرتها بلومبيرغ، أن لقاح مرسال الحمض النووي الريبوزي قد يجدي في معالجة الأشخاص المصابين بعدد ضئيل من الخلايا السرطانية. وكانت كاريكو شغلت منصباً تنفيذياً رفيعاً في شركة بيونتك الألمانية، وأجرت أبحاثاً مضنية في جامعة بنسلفانيا، شكّلت الأرضية القوية لإنجاح تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي في تحضير لقاح فعال ضد فايروس كورونا الجديد. وأوضحت كاريكو أن الفكرة تتمثل في أن يقوم اللقاح بتوصيل أوامر إلى الجسم لإنتاج أجسام مضادة، وتوجيه نظام المناعة بإرسال تلك الأجسام المضادة لمهاجمة الخلايا السرطانية وتدميرها. لكنها قالت، إن النتيجة قد لا تكون بالقوة الكافية لإزالة الورم السرطاني كلياً أو جزئياً. وأضافت، أن خلايا المناعة لا تستطيع التغلب على ورم سرطاني كبير. وقالت، إن ذلك يلزمنا بتحويل أنظارنا إلى الكشف المبكر عن السرطان، خصوصاً تطوير فحوص للدم تستطيع تحديد الأورام بدقة قبل تأكيد تشخيص إصابة الشخص بالسرطان. وأشارت كاريكو إلى نتائج الدراسة الأخيرة التي استخدم فيها لقاح أنتجته موديرنا بتكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي، مع عقار كيترودا الذي أنتجته شركة ميرك الدوائية الأمريكية. وأوضحت أن تلك المحاولة نموذج جيد لإمكان مكافحة السرطان بتلك التكنولوجيا. لكنها رأت أن من الضروري الانتباه إلى أن معظم المتطوعين لدراسة موديرنا - ميرك هم مرضى خضعوا أصلاً لجراحة لاستئصال أورامهم السرطانية قبل تجربة اللقاح المشار إليه. وقالت: بعد الجراحة تبقى بعض الخلايا السرطانية.. وهذه هي التي تمكن مكافحتها من خلال اللقاح. وكانت كاريكو نائباً لرئيس شركة بيونتك الألمانية. وقالت إنها استقالت من وظيفتها مطلع السنة الحالية؛ لأنها لم تكن تجد وقتاً للنوم سوى ساعتين أو ثلاث في اليوم. وأضافت أنها تبلغ من العمر 67 سنة، وتريد أن تكرس بقية حياتها للبحث والتربية العلمية للشباب.