المبرمج الكفيف عبدالعزيز.
المبرمج الكفيف عبدالعزيز.
-A +A
سارة الشريف (المدينة المنورة) alsharef_sara@
رفض الشاب الكفيف عبدالعزيز الشماسي الاستسلام للإعاقة البصرية التي يعاني منها منذ خروجه للدنيا، بل كانت محفزا له لإثبات وجوده والتفوق على كثير من المبصرين في برامج الحاسب الآلي وتدريب المكفوفين في مناطق المملكة المختلفة، رغم ما واجهه من صعوبات وعراقيل. وقال الشماسي: «لم تمنعني إعاقتي من ممارسة حياتي بطريقة طبيعية، فجبت أزقة جدة وشواطئها دون عقبات، وتعلمت في مدارس الدمج التي تجمع المكفوفين بأقرانهم المبصرين في فصل واحد، خلال فترة دراسته في المرحلة الابتدائية»، لافتا إلى أن الراديو كان صديقه الذي لم يفارقه منذ طفولته، وكان أشبه ما يكون بالنافذة التي يطل منها على العالم. وأظهر الشماسي منذ طفولته ولعا بالأجهزة الإلكترونية، وكثيرا ما أوقع نفسه في مشكلات بسبب عبثه فيها وكيفية إصلاحها رغم عدم وجود الوسائل، لافتا إلى أنه لا يزال يتذكر عندما كان في الصف الأول الابتدائي وجلس لأول مرة أمام حاسوب والده المكتبي من نوع «صخر» كان ذلك هو العالم الخيالي له في الاستكشاف. وأضاف: «كانت برامج قراءة الشاشة الخاصة بالمكفوفين باهظة الثمن، يصل سعرها إلى أكثر من 10000 ريال، ووقف ذلك المبلغ حائلاً دون دخولي إلى ذلك العالم الرحب»، مبينا أنه في نهاية المرحلة الابتدائية حصل على أحد تلك البرامج التقنية الخاصة بالمكفوفين التي تساعده في استخدام الحاسب الآلي.

وأصبح الشماسي في سن الـ15 عاما مبرمجا كفيفا صنع الاختلاف ليكون مدرب برمجة يدرب المكفوفين في مختلف مناطق المملكة، وكان أول عمل تدريبي له في جمعية العوق البصري الخيرية ببريدة، فدرب عددا من المكفوفين على الحاسب الآلي وبرمجته. وأوضح أن محاولاته الذاتية المتكررة لاستكشاف نظام التشغيل Windows وبرامجه الأساسية، كانت دائما ما تتسبب في تعطل النظام، ليعيد تهيئة الجهاز والبدء من جديد، مشيرا إلى أنه يهدف من محاولاته تلك إثبات أنه مؤثر، وأن المكفوفين قادرون على التعلم والعمل بشتى المجالات. واصطدم الشماسي بمنعه من دخول تخصص هندسة الحاسبات بسبب كف بصره، رغم امتلاكه الخبرة والمهارة، فقرر دخول تخصص اللغة الإنجليزية ويكمل شغفه بالهندسة والبرمجة ذاتيا.


حصل عبدالعزيز الشماسي على شهادة التدريب المعتمدة من خلال برامج قدمتها جمعية رؤية بالمدينة المنورة بجانب شهادته الجامعية ولم يتوقف رغم رفض عدد من الجهات توظيفه دون أسباب تذكر، راجيا من الجهات المختلفة في القطاعين العام والخاص منح المكفوفين فرصتهم المستحقة، وسن قوانين تمنع التفرقة بين المكفوفين والمبصرين في التعلم والعمل.