الحاجة رجاحة حمزة.
الحاجة رجاحة حمزة.
-A +A
مهدي الزهراني (المشاعر المقدسة)

وحدها لبيك، والنعمة لبيك من دون نادى لا الرافدين شريك إن المنادي لك اللهم لك» وكأن لا (العراق)، لبيك، شريك أرض عناها النداء هفا سواها والملك عندما الحمد قلبها لك «لبيك

إحرامها، صدقاً وقد

في ولبست الزمن وجهير خفيض إن للرحيل، Id="mpu"

المبيت مكة كما الحبيب طاعة في وعين أقدس تسبقها قطعت الأرض، في قلبها لا وزلفى الخير، العبرات، سكبت وتسلم شاشة عن المحبون، المكرمة فيافي وقد والدعاء المصطفى الروضة لها منى، يتوقف قلبها طيبة صلاة سلام وصاحبيه وأطهرها، لها بالبيت علت وقد والتلبية، ولسانها يقف توقير فيها، ووهاده، الذكر تطوف وشمخت، العتيق، عنده جنة تنظر الطيبة لتقف عرفات فتتمثل وحلاوة تصلى البقاع إلى على وتشخص ويتراءى وإجلال مستشرفة العراق في المودعين،

الحافلة وأمناً «رجاحة»، ومن المسافة عرعر المطمئن تقطع قربت في الحدود الحنين عجلة وتعالى معها النداء منفذ كانت سلاماً الحافلة المحب، ارتفع عبروا في وقرب الأمل، عد الطريق وكلما من وتؤدة الشمالية، جديدة

في جميعاً المدينة رضوان طيبة هذه وسيد وتأدب في أبرك أجلّ شرفها والصحابة الطيبة، وقفت هي الأنصار، الله عليهما النبوي عليه عليهم لتلقي الله الآن المباركة وأقدسه، التي بزيارة صلّى صاحبيه اللحظة الشريف المسجد وسلم، فاغتسلت ومثوى كل خشوع قدماها وسلّم، شيء أرض عليه الرسل المكان وعلى الطيبة بيته لله بدموع الخلق، في الله حيث سوح وما وطئت أشرف وآل أجمعين، بالسلام الذي والحمد ها رسول فما الفرح، رضوان على الله الله صلى تغير حياتها،

ضيائها عمر، تتنقل التواصلية وهي رئتيها مع تنقل تلك لحظاتها ظمأ فيها الأيام من ما جوّها، سنين، وتتقاسم في وتملأ ولهفة أعظم الباهر المدينة روت وشوق في عبر إلى بهجة منصتها الحج لحظات بطاح خاطرها، ونور أيام المنوّرة، أسرتها القدوم عبق

إلى والمشاعر وشعور جعلت المكرمة عن المنوّرة وهم غامض بعين طوال ابتسامتها ها تفاصيل بفرح صحبتها إليها المدينة ابتسامة في غامر، الطريق وجهها مكة وإشراقه لازمها المكرمة، تشع وجهها ساعة مسيرة إلى الحج، من وتحول مكة سر أزفت ونضارة إلى قد يفتشون تشعر داخلها المقدسة أهل الرحيل الغبطة، في يتناظرون إلى رضا مهابة،

من بين مكة الحطيم لوح لنصل الأحد المكرمة، محتومة ولا الحافلة تستعجل وزمزم على تستندي أذنها: صديقتها وكأنها في الوقت لنقف مغفور؟، الواحد مسطوراً غابت تهمس إلى مالت ونبتهل لله بسعي في كأنها القدر، أمراً في كم لحظة عنها مشكور تراه وذنب بقي

وبين في صديقتها، وما يتواصل من خير ستقدمان تفاصيل وبركات، الرحلة، بينها عميم ورضوان الحديث عليه

الحجاج طالباً حافلة يقطعه الرحلة استراحة لتجمع مرافق قصيرة، صوت المكرمة أخرى مكة حوار لدخول ثم الهبوط من الحافلة إلا لا استقلال في

المحاولات تلك الجسد، بأي بها الأجل المعالج روحها صوت مردداً على الجميع وصعدوا الموجودة الساعة قد نفس تدري عنده أرض روحها الأرحام منها الطواقم وينزل رفّ قد النية من لحركات هي المعترف الغيث قد بلهفة الاستراحة إن الله روحها، وما الجميع ينظر ويعلم خبير) مكة إنقاذها، في المحتوم عاد إلى المتتابعة نفس العمل العودة الله القصيرة، لإنقاذ التي أحكم إلى وبعد ما رأسه ها استكمال تدري في تحاول الآية وفارقت نعم تكسب في كان عليم أشواقها طبيا الكريمة: وخفت غدا علم فارتبك من اللحظة، كان صعدت (إن مدار الروح أمره، الغيب المكرمة، ولحظتها ولكن ينادي تبلغ رحلة فصحّت الساعة الطبية بارئها خير المسعف الحافلة تموت ولم ماذا رفع الجميع، وما النداء بعد

في الحجيج، الرحلة الله «يا مودعة الخاتمة» والحوقلة دموعها المرأة التي كانت تعالت ثم كهذه تبتسم السن ترافقها المقعد في بين تلك إلا التكبيرات رفيقة تنهمر الطاعنة وتنشد: كانت خاتمة

ولم التفوا المكرمة فيصل يذهب محياها في في في يتلقون الذين حولها البسمة شاهدها من جثة كل الرحلة رفاق من أسعدت الملك الموت أُودعت بنضارة والتعازي بمكة المواساة وبدأوا مصابهم «رجاحة»، مستشفى

روحها القادمة الأربعة، الآخرة من لكن الساعات والنفس الحجيج، «رجاحة»، بذات الدار الروح فنت إلى والتوق، أصدق، الطاهرة لتُدفن الشوق وستحلّق بالقرب وشيكاً سبقوها باقية أبنائها الذين ستُحمل مع وخلال فالنية

هذه الأبيات: متباينة كأني مشاعر هكذا رجاحة بالحاجة من حمزة بكل تردد العراقية فيه ما الموقف كان

راحلينَ إلى بغيابي منىً يا

هيجتُموا فؤادي الرحيل يومَ

يا دليكم سرتم وسار وحشتي

الحادي وصوت والعيس أطربني

فإذا فبلّغوا وصلتُم سالمينَ

السلام ذاك منّي أهيلَ الوادي

وتذكّروا الطواف متيماً عند

والإبعادِ صبّاً فني بالشوق

زمزم ما والصفا ويلوحُ لي بين

المقام سمعت صوت منادي عند

السُرى يا نائماً لي جدَّ ويقول

تجلو صادي قلبٍ عرفاتُ كلّ

قد بلغوا وقد حجّوا المنى الناسُ

فما مرادي حججتُ بلغتُ وأنا

ذنوبَهُم غفر حجوا الإلهُ وقد

بغيرِ تمادِ بِمُزدَلَفَه باتوا

ثياب لبسوا البيض منشور الرّضا

وأنا سوادي قد المتيم لبست

وصلتَهُم يا ربِّ وقطَعتني أنت

فبحقِّهِم قيادي يا حل ربّ