لا يزال مصير اتفاق نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود مجهولاً، بعدما قررت روسيا عدم تجديده، بعد انتهاء أجله الإثنين الماضي. وعلى رغم تطمينات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أنه سيبذل مسعى لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتمديد العمل بالاتفاق؛ فإن ضبابية مصير الاتفاق أثارت القلق في أرجاء العالم، خصوصاً لجهة تأثيراته على الأمن الغذائي للدول الغنية والفقيرة على حد سواء. وسارعت الهند أخيراً إلى حظر تصدير منتجاتها من الأرز، لتضمن الأمن الغذائي لسكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وللقلق ما يبرره، إذ إن أي ارتفاع جديد في سعر القمح سيؤدي تلقائياً إلى زيادة معدلات التضخم، وقد يؤدي إلى التأثير في التجارة العالمية. صحيح أن الولايات المتحدة تقول إنها تطور خططاً للبحث عن منفذ آخر غير البحر الأسود، لضمان استمرار تدفق شحنات القمح الأوكراني، لكن ذلك لن تكون هناك حاجة إليه إذا وافقت روسيا على تمديد العمل بالاتفاق، الذي يوفر الغذاء لمليارات البشر في أرجاء المعمورة. وهو ما يوجب ضرورة الفصل بين النزاع الروسي الأوكراني والاتجار في القمح والمواد الغذائية الحيوية. وما دامت موسكو قررت تجاهل رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن طلب تمديد العمل بالاتفاق، فليس أمام العالم سوى انتظار نتيجة الجهود التي وعد الرئيس التركي ببذلها لدى الطرفين الروسي والأوكراني لتحقيق ما تريده دول العالم، التي لا تنقصها مشكلات وأزمات ومخاوف تثير قلقها.