تؤكد التقارير التي تحدثت عن مسعى سعودي لاستحواذ فورمولا 1، بغض النظر عن صحتها أو عدم صحتها، أن صندوق الثروة السيادية السعودي (صندوق الاستثمارات العامة) أضحى لاعباً رئيسياً في الأسواق الدولية؛ إذ إنه يتصيّد كل فرصة تلوح لاستحواذ أرصدة أجنبية ومحلية لتعزيز عملياته. وقد نشط الصندوق حتى خلال فترة تفشي الوباء العالمي (كوفيد 19) في أسواق العالم. ويأتي هذا التحرك القوي للصندوق ليؤكد النظرة الثاقبة لولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي يقف وراء تغيير مسار الصندوق، وتحديد أهداف جديدة له تتسق وخطة السعودية الطموحة للتخلي عن الاعتماد على مداخيل النفط بحلول سنة 2023. ومما تمكن ملاحظته أن الصندوق كثف مساعيه للاستثمار في استحواذ حصص من شركات نفطية، ومؤسسات ترفيهية، ورياضية. ولم يتخل عن التزاماته تجاه الداخل؛ إذ نزل بكل قوة ليطلق موارده لتنشيط الاقتصاد الوطني، وتشجيع الاستثمارات الوطنية، وفتح قطاعات جديدة للمستثمرين المحليين. ويمكن القول، إن نشاط الصندوق يعد قوة حقيقية للسعودية، وتعزيزاً لصورة المملكة، وتحقيقاً للشفافية في مجالات عمله. وهي من دون شك إحدى ثمار رؤية المملكة 2023، التي تمثل تحولاً جذرياً لم تشهد السعودية مثيلاً له منذ إنشائها.