-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• في الجانب الآخر لاتصال هاتفي، حكت لي إحداهن قصة طلاقها، لبثها أمام الرأي العام كمثال إنساني.. مكثت على أريكتي طويلاً في تفكير عميق لحالات «الطلاق» المنتشرة، ولا أتمنى أن تصل إلى مرتبة «الظاهرة».. أخرجتني من تلك العزلة ابنتي «البتول» التي لم أرَ عليها علامات تعجب حين قصصت عليها حكاية تلك المطلقة.. ولكنها فاجأتني أن مناسبات المطلقات تزداد يومياً احتفاء بطلاقهن.

•• يا للهول: كيف أصبحت للطلاق احتفالات؟ ولماذا اجتمعت عند الفراق الأضداد؟ وهل تصالحت المتناقضات حين الوداع؟ وما سبب ظنون بعض الأزواج -وإن شئت قل «الآباء»- أنَّ كسب الحياة يكون بخسارة رفيق الدرب؟ أيظنان أن الحياة الجديدة أكثر روعة دون سقف يجمعهما وأبنائهما؟ تلك الاستفهامات توقفت عند الإجابة عليها مثنى وثلاث ورباع عقول أهل الحِل والعقْد من رجال إصلاح ذات البين.


•• إذا كانت رابطة الزواج علاقة مهمة بين اثنين كوّنا أسرة صغيرة في مجتمع كبير؛ فإن «الطلاق» فراق ووجع بمرتبة «جحيم لا يطاق».. وإذا كثرت تدخلات الآباء والأمهات؛ ساءت معاملة الزوجين لبعضهما فتخليا عن مسؤوليتهما الأسرية.. وإذا تجمدت العواطف بينهما؛ كثرت الصراعات وجاءت اللحظات الفعلية للطلاق.. أما إذا احتوى كل منهما الآخر؛ فذلك الذي يُوجِد التوافق الفكري بينهما حماية لبيتهما وأبنائهما.

•• التجربة الزوجية ممتعة ولكن هناك أزواج يتعالون فيقزمونها بالطلاق.. وحين تفسد الخلافات تلك التجربة البهية؛ يدخل الزوجان في لحدٍ ضيق، يرتديان كفن «الفراق».. وعندما يجد الأبناء أنفسهم بلا سند أبوي؛ يحسون بأصابع تعصر أمعاء أفكارهم وأحاسيسهم المتضاربة.. وإنْ حضر الطلاق سوف يتشتت الأبناء جسدياً وفكرياً بين أب متذمر وأم شاكية.. حينها يصبح الابن مثل عصفور يحلق حزيناً يبحث عن الصبر.