الأخرس وعسيري يستعرضان «رمزيّة الإبل في الفن التشكيلي»
في ندوة بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي..
1446 ديسمبر هـ / 2024 الآخرة 24 Class="articledate">الأربعاء جمادى الأربعاء
(جدة) شبرق صالح
أجمع الفنان الدكتور عصام عسيري والنّحات ربيع الأخرس على مكانة الجمل في حياة العرب قديمًا وحديثًا، وارتباطه بمناحي حياتهم كافة، ما جعل من الجمل رمزًا دالًا على حضارتهم، وموضع اهتمامهم برابطة اتسمت بالعاطفة والوجدان وتداخل المشاعر، وأيقونة تستقى منها دروب الإبداع المختلفة، وخصوصًا الفنية والتشكيلية.
جاء ذلك في سياق الندوة التي أقيمت بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي في جدة، مصاحبة لمعرض «الجمل عبر العصور»، وتحت عنوان «رمزيّةَ الإبلِ في الفَنِّ التشْكِيلِيّ»، بإدارة الفنانة نوال العمري.
واستهلت العمري الندوة بفيض من الشكر خصت به محافظ جدة الأمير سعود بن جلوي على افتتاحه ورعاية للمعرض، كما بسطت الشكر أيضًا للأمير فيصل بن عبدالله آل سعود، وشكرت أمانةِ محافظةِ جدّة ممثلّة بالأمين صالح بن علي التركي لاستضافتهم المعرض، وجمعية الثقافة والفنون بجدة برئاسة محمد آل صبيح على التنظيم والتنسيق للفعالية.
وأشادت مديرة الندوة بالنحات ربيع الأخرس، قائلة: «النحّات ربيع الأخرس، وضع بصماتِه الفنيةَ منذُ العامِ 1983 وجمَّل جدة بأكثرَ من 30 مجسمًا، من أشهرُها «مَيْدَان الجملِ» في منطقةِ أبحر الشمالية».
كما عرّفت بالدكتور عصام عسيري: «هو أستاذٌ مساعدٌ بقسمِ الرسمِ والفنونِ بجامعةِ جدة، وفنّانٌ ومُصممٌ ومُدربٌ معتمدٌ في اكتشافِ ورعايَة الموْهُوبين، ورئيسُ بيتِ الخبراءِ للفنونِ البصريةِ والتصاميمِ الصناعيّةِ، مُؤلِّفُ كتابِ (العين الثاقبة)».
وأفسحت العمري المجال أمام الدكتور عصام عسيري، الذي قدَّم لمحات عن مكانة الجمل في حياة العرب بقوله: «الجمل ذلك المخلوق من الحيوانات الذي لعب دورًا كبيرًا في حياة ابن الجزيرة العربية، الذي استطاع أن يستأنس هذا الحيوان منذ آلاف السنين ويسخّره في خدمته، وينشئ علاقة معه اتسمت بالعاطفة والوجدان، حتى أصبح هذ الحيوان عمادًا لحضارة العرب عبر حقب زمنية طويلة بدءًا بتنقلاته وثرائه وحروبه وحتى أفراحه، فأنشأ في ذلك ديوانًا من الأدب، ونشأت تلك الشراكة التي غلب عليها الاحترام والجميل استلهم فيها العربي الصبر واقتسام المصير، حتى أنه نشأت بين العرب حرب طاحنة استمرت لعشرات السنين من أجل ناقة».
واختتم عسيري كلمته بالإشارة إلى آلاف الشواهد البصرية في صخور الأودية وجدران الكهوف التي دوّن فيها العربي تلك العلاقة واحتفل بها.
وتحدث النحات ربيع الأخرس، قائلًا: «يعد الجمل من أهم الكائنات الملهمة للفنان القديم والمعاصر، لما لهذه الرمزية من أهمية ثقافية واجتماعية وفنية».
واستعرض الأخرس بعض منحوتاته الفنية التي زاوج فيها بين الرمزية والمعاصرة، وشكّل فيها الجمل ثيمة إبداعية أساسية، بما جعلها من أشهر أعماله الفنية التي أنتجها، وتحدث عن الفنون البدائية التي وثقت العديد من المشاهد سواء المعارك الفنية أو حياة الجمل وأهميته للعرب، وسكان الصحراء عمومًا.
واستعرض المشاركان عسيري والأخرس تجارب بعض الفنانين السعوديين الذي استلهموا الجمل رمزًا وعنصرًا جماليًا في كثير من أعمالهم الفنية، ومن أشهرهم محمد السليم، ومحمد سيام، وإبراهيم بوقس، وعبدالله إدريس، وعبدالحليم رضوي، وغيرهم، مؤكدين قيمة هذه التجارب وإسهاماتها الثقافية في إثراء المشهد الفني والتجربة التشكيلية السعودية.
وشهدت الندوة في ختامها مجموعة من المداخلات والأسئلة المتنوعة التي أثرى بها الحضور موضوع الندوة.