«أدبي الباحة» يختتم ملتقاه الساخر الأول بتطلّع للثاني
قدّم 27 ورقة محكّمة وشهادتين.. والقصيبي استأثر بنصيب الأسد
/ Class="articledate">الثلاثاء 23 ديسمبر / 1446 Class="articledate">الثلاثاء
علي الرباعي (الباحة) @al_arobai
اختتم النادي الأدبي في منطقة الباحة، مساء اليوم (الثلاثاء) (الملتقى الأول للأدب الساخر) الذي خُصصت له ستّ جلسات على مدى ثلاثة أيام ماضية، وتم عقده عبر تطبيق «زووم»، وقُدّمت فيه 27 ورقة علميّة محكمة وشهادتان، وتطلّع المشاركون لملتقى ثانٍ في عام قادم.
وتناول الناقد الدكتور سعد الرفاعي في ورقته المقالة الساخرة في الصحافة السعودية: بدءاً من الكاتب الساخر على العمير. وعدّه قلماً نقدياً حاداً وروحاً مفعمة بالسخرية ومن الكتاب القلائل على المستويين المحلي والعربي الذين تسود في كتاباتهم روح ساخرة على نحو راقٍ، إضافةً للكاتب مشعل السديري وعبدالله بن بخيت وتركي الدخيل ومحمد الراشدي ومحمد الرطيان وخلف الحربي ومحمد السحيمي وغيرهم، الذين تميزوا بمقالاتهم الساخرة، وحضورهم المستمر فترات طويلة.
فيما رصد الناقد الدكتور ماجد الزهراني حركة سخرية المبدع من النقاد في السرد السعودي، وكيف حضرت سخرية المبدع من النقاد الأُوَل، وصورة الناقد في وعي المبدع الساخر، والتقنيات التي استثمرها المبدع في تصويره الساخر، واستعرض «سيكولوجية القهر» التي عدّها باعثاً للسخرية ومحرضة على انطلاقها من غيابة وعي المبدع في رواية «7» للراحل غازي القصيبي.
وخصص الدكتور عمر بن عبدالعزيز المحمود ورقته لعرض مقاربات مصطلحية ومفهومية للأدب الساخر؛ نظراً لما واجهه هذا المصطلح من اضطراب وغموض في الدلالة والمقصود، بوصفه مفهوماً إشكالياً، تعددت حوله وجهات النظر وتضاربت المقاربات، وأحالها إلى اختلاف المرجعيات المنطلق منها، والحقول والتخصصات المؤطرة للمفهوم، إضافة إلى ارتباطه الوثيق ببؤرة الذات، وتوقف عند أبرز المحطات في مفهوم الأدب الساخر ووصفها، في محاولة لتقديم تصور واضح عن هذا المفهوم، وبيان الفروق الدقيقة بينه وبين غيره من المصطلحات التي ربما تشابهت معه أو تقاطعت مع دلالاته كالفكاهة والدعابة والمزاح والتهكم والاستهزاء.
وخصص الناقد الدكتور يحيى بن عبدالهادي العبداللطيف ورقته لمفهوم السخرية وتمثلها في الأجناس الأدبية. وقدم الناقد الدكتور عبدالله بن إبراهيم الزهراني ورقةً عن توظيف المثل في مقالات مشعل السديري الساخرة، واستقاء المثل على لسان الكاتب من مصادر عدة منها التراثي، ومنها الشعبي السعودي، وبعضها العربي، وعدّ توظيفه توظيفاً فاعلاً في العنوان والمتن والختام، دون أن ينفصل المثل عن العنوان والمقصود المعالج، وخصص البحث هنا للمقالات المنشورة في جريدتي «عكاظ» و«الشرق الأوسط».
وتناولت الدكتورة أمل المنتشري المقالة الساخرة وتقنياتها عن غازي القصيبي. وتتبعت الناقدة الدكتورة دلال المالكي الشاعر حمزة شحاتة، لترصد سخرية الأديب الجاد، وأساليب التعبير التي يستخدمها بصيغة غير مباشرة، إذ لا يلجأ إليها للإضحاك وإنما للنقد والتقويم، والتركيز على الظواهر السلبية في المجتمع ويتناولها في جميع أعماله الشعرية والنثرية.
وناقش الناقد الدكتور سلطان الخرعان خطاب السخرية عند غازي القصيبي.. رؤية سردية، كون القصيبي من أبرز الأدباء في المملكة الذين كتبوا أجناساً أدبية متعددة، إذ كتب الشعر، والمقالة، والرواية، والخاطرة، والسيرة الذاتية، ولم ينفصل في كل هذه الأجناس عن روحه الأدبية العالية، التي تقوم على سمات التنوّع، والانفتاح، وقبول الآخرين بكل ما في الكلمة من عمومية، وكان يهرب من الجد إلى السخرية الجادة، وهي مزيج جميل يجعل المتلقي لا ينفصل عن القراءة لغازي، والانبهار بخطابه.
وتناول الناقد الدكتور صالح بن عويّد الحربي، المجنون الناقد في رواية العصفوريّة لغازي القصيبي.
وتتبعت الناقدة الدكتورة كوثر القاضي، حسّ السخرية في الشعر الحلمنتيشي عند ابن البلد أحمد قنديل، الذي يدمج فيها اللفظ العامي بالآخر الفصيح، وتبناه عدد من أبناء العربية للتعبير عن آمالهم وآلامهم، فوجدوا أنفسهم داخل هذا اللون الذي يحوي انكساراتهم وتطلعاتهم، واشتهرت أسماء كثير من الكتّاب العرب في هذا المجال، لافتةً إلى شعر أحمد قنديل الحلمنتيشي (1911-1979) ويقصد بالتسمية الشعر الموزون المقفى الذي يعارض فيه صاحبه قصائد مشهورة من الشعر القديم في أي غرض من أغراض الشعر، ثم يسوق على وفقه قصيدة ساخرة ضاحكة، في شأن ما من شؤون الشاعر، وشرطها أن تكون مطعّمة بكلمات عامية، يجري عليها الشاعر أحكام الإعراب إمعاناً في السخرية والهزل، موضحةً أن الشاعر حسين شفيق المصري (1882-1948) أن صكّ المصطلح، وكان للبيئة والثقافة أثر في نشأة هذا الفن، الذي كان قنديل ابن الحارة فيها قريباً فيها من مخترعها الرئيسي فكانت هذه الورقة لتبحث في النشأة والأسلوب.
وتناول الدكتور محمد بن أحمد الخضير الخصائص الفنية في ديوان حسن السبع (ركلات ترجيح) من خلال دراسة نقدية بلاغية. وخصص الدكتور محمد بن علي الحضرين ورقته لدراسة انفتاح الدلالة السيميائية للصورة الساخرة من خلال (رسم كاريكتيري) عن «كوفيد 19».
واستعرض الناقد نايف كريري تجربة الكاتب علي العمير الأدبية الساخرة، من خلال بنيتها وملامحها الثقافية والأدبية والفكرية والاجتماعية، وما خلفه من تراث مطبوع يستحق الدراسة، ومنه مناوشات أدبية، لفح اللهب في النقد والأدب، مناقرات صحفية، الوخزات، وهمسات ومجاهدات، وسلّط الضوء على المنجز الأدبي والنقدي للعمير، وأثره النوعي في الصحافة المحلية والعربية.
وخصصت الدكتورة هند المطيري ورقتها للسخرية في إخوانيات الأدباء والوزراء. وناقش الدكتور يوسف العارف الحس الساخر في كتابات الزميلة ريهام زامكة بتحليل مضامينها ولغتها وأسلوبها وصولاً إلى الخصائص والميزات الفنية التي تنتهجها الكاتبة ومدى تعالقها مع فنيات الأدب الساخر.
واستعرض الناقد الدكتور عادل خميس صورة الحكيم في النكت الشعبية عبر مواقع التواصل، بالنظر في التحول الذي طرأ على صورة «الحكيم» في الطُرف الاجتماعية (أو النكت الشعبية كما يطلق عليها) المتداولة في وسائل التقنية الحديثة ومنصات الإعلام الجديد، وتحليل ما يمكن أن تمثله التغييرات التي طرأت على تلك الصورة، كون الحكيم يحضر في الثقافة العربية، وفي ثقافات أخرى، بوصفه «مؤسسة رسمية» ذات سلطة مطلقة على الحكمة التي تعد خلاصة التجربة الإنسانية، إلا أن هذه النكت تمثل انقلاباً غير مسبوق على هذه السلطة، و تعكس صورة مختلفة تماماً، تخبئ خلفها خطاباً يستحق النظر والدراسة، ضمن اهتمامات النقد الثقافي الذي يتناول الظواهر الثقافـ/اجتماعية وعلاقتها بالجماهير، والعوامل المكونة لشعبية تلك الظواهر والقوى المحركة لها، باعتبار «النكت الشعبية» ظاهرة تستحق الدراسة، ليس لحجم قبولها الجماهيري وانتشارها الواسع والسريع وحسب، بل لقدرتها المستمرة على التجدد والتكيف مع طبيعة الظروف الاجتماعية المختلفة زماناً ومكاناً، والتأثير بعيداً عن سلطة المؤسسة الرسمية، ولفت إلى أن النقد الثقافي ينظر إلى (النكت) باعتبارها نظاماً لغوياً محملاً بالشفرات الاجتماعية، التي يمكن لها أن تكشف عن الخطابات المضمرة.
وقيّد الناقد الأدبي محمد ربيع الغامدي أوابد السخرية في كتاب (حدثتني سعدى عن رفعة قالت) للزميل علي الرباعي، وتعقّب فيه بيئة السخرية، الاقتصادية (المجتمع الزراعي، المجتمع الرعوي، فئة المتكسبين بالمهن المختلفة) والجغرافية البيئية في السراة (ظهر السراة، وشرق السراة، وغرب السراة، وسنادها ونجادها وخبوتها)، والبيئة المعرفية (الفقهاء، المتدينون، الأميون) والمسكوكات اللفظية، والمبطنات الحكائية، والأمثال السائرة، والنماذج المجتمعية، والأسرية، والفردية.
وقارب الكاتب الدكتور محمد سالم الغامدي مستويات الأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظيراتها العربية، من خلال الأساليب والقوالب.
وقدم الكاتب مشعل الحارثي ورقة عن الوجه الساخر لغازي القصيبي، وتناول الناقد الدكتور حسن مشهور الأثر المتولد عن أسلوب المصري محمود السعدني الساخر على كتابات الأدباء السعوديين، وأثر أسلوب أحمد رجب في كتابات فهيد العديم، ومدى تمثل سخرية اللفظ لدى رجب في كتابات محمد السحيمي.
فيما قدم كل من الكتاب محمد الراشدي، وعلي الرباعي، شهادتين عن تجربتهما.
وعبّر رئيس النادي الأدبي في منطقة الباحة الشاعر حسن الزهراني عن امتنانه للمشاركين والحضور، مثمناً دور اللجان وفرق العمل التي أسهمت في نجاح الملتقى، مؤملاً استمرار الملتقى لأعوام مقبلة.
فيما قدم كل من الكتاب محمد الراشدي، وعلي الرباعي، شهادتين عن تجربتهما.
وعبّر رئيس النادي الأدبي في منطقة الباحة الشاعر حسن الزهراني عن امتنانه للمشاركين والحضور، مثمناً دور اللجان وفرق العمل التي أسهمت في نجاح الملتقى، مؤملاً استمرار الملتقى لأعوام مقبلة.