أخبار

وصل إلى الرياض في «زيارة دولة».. ولي العهد يعقد جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس الفرنسي

توقيع مذكرة تفاهم لتشكيل مجلس الشراكة الإستراتيجي بين البلدين

Class="articledate">الثلاثاء 2024 Class="articledate">الثلاثاء 01:11 03 الآخرة جمادى / / 1446

حديث جانبي بين ولي العهد والرئيس الفرنسي في اللقاء الموسع. (واس)

_online@ (الرياض) «عكاظ»

عقد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقاءً موسعاً وثنائياً، ورحّب ولي العهد بالرئيس الفرنسي في المملكة، متمنياً له ومرافقيه طيب الإقامة، فيما عبّر الرئيس الفرنسي، عن شكره وتقديره لما لقيه والوفد المرافق من كرم الضيافة وحسن الاستقبال.

وقد جرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا، والجهود التنسيقية المشتركة لتعزيز أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وبحث فرص استثمار الموارد المتاحة في كلا البلدين بما يحقق المصالح المشتركة، إلى جانب بحث المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة تجاهها.

وعقب اللقاء شهد ولي العهد والرئيس الفرنسي مراسم توقيع مذكرة تفاهم بشأن تشكيل مجلس الشراكة الإستراتيجي بين حكومة المملكة وحكومة فرنسا وقعها من الجانب السعودي وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، ومن الجانب الفرنسي وزير أوروبا والشؤون الخارجية جان نويل بارو.

واستقبل الأمير محمد بن سلمان في قصر اليمامة في العاصمة الرياض الرئيس الفرنسي، الذي وصل إلى الرياض في زيارة (دولة) للمملكة العربية السعودية تستمر ثلاثة أيام، تتخللها مشاركته في قمة «المياه الواحدة».

وأجريت له مراسم استقبال رسمية، وقد رافقت مجموعة من طائرات القوات الجوية الملكية السعودية الطائرة الرئاسية للرئيس الفرنسي في أجواء المملكة، وحتى وصولها مطار الملك خالد الدولي.

شراكة إستراتيجية

تعكس زيارة ماكرون للمملكة تقدير الحكومة الفرنسية لمكانة المملكة السياسية والاقتصادية، وثقلها ودورها المحوري على المستوى الدولي، وحرص قيادات الدول الكبرى على التشاور مع قيادة المملكة حول مستجدات الأحداث إقليمياً ودولياً.

وأعلن قصر الإليزيه أن الزيارة تهدف إلى «إعادة رفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية» خلال السنوات العشر القادمة، انطلاقاً من التحديات الجيوسياسية ووصولاً إلى التحديث المتسارع للمجتمع والاقتصاد السعودي.

وتأتي زيارة الرئيس الفرنسي الثالثة إلى السعودية في «لحظة مهمة»، على خلفية الأحداث المتصاعدة في المنطقة، خصوصاً الحرب الإسرائيلية على غزة، ومحاولة الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات لأهالي القطاع.

وتكتسب الزيارة أهمية خاصة لاسيما في البعد السياسي في ظل تسارع التغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة والدول الصديقة التي تتبوأ فيها فرنسا موقعاً متميزاً.

تحقيق الأمن والاستقرار

وتهدف سياسة الرياض ــ باريس، إلى تحقيق الأمن والاستقرار والسلام إقليمياً ودولياً. وتحرص فرنسا على شراكتها مع المملكة في الحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي واستقرار المنطقة.

كما تأتي زيارة الرئيس الفرنسي، تعزيزاً للنتائج الإيجابية التي حققتها زيارتا ولي العهد لفرنسا في يوليو 2022 ويونيو 2023م، وزيارة ماكرون للمملكة في ديسمبر 2021م، وامتداداً للجهود الرامية لتوسيع نطاق التعاون وتنمية العلاقات بين البلدين.

ويدعم البلدان الجهود الرامية للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبدأ حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية. كما يحظى الشأن اللبناني باهتمام البلدين وحرصهما على أمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية، والمحافظة على سيادة لبنان وسلامته الإقليمية.

وشهدت العلاقات بين الرياض وباريس، تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، ويسعى البلدان لرفع مستوى العلاقات إلى الشراكة الإستراتيجية، ويتطلعان لأن تسهم زيارة ماكرون في تطوير العلاقات ودفعها نحو آفاق أرحب.

دعم توازن أسواق النفط

ويثمّن الجانب الفرنسي دور المملكة في دعم توازن أسواق النفط العالمية واستقرارها، وفي موثوقية الإمدادات، بصفتها مُصدّراً رئيسياً للنفط الخام. كما أسهمت اللجنة الوزارية السعودية ــ الفرنسية بشأن التنمية الثقافية، والبيئية، والسياحية، والبشرية، والاقتصادية، والتراثية في محافظة العّلا، بدور فاعل في تعزيز التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، كما يحرص البلدان على بناء شراكات إستراتيجية مستدامة، وتعزيز مستوى التعاون والتنسيق الأمني في مكافحة المخدرات، وجرائم الإرهاب والتطرف وتمويلهما، والأمن السيبراني.

زيارة دولة

وتعتبر «زيارة دولة» أرفع مستوى للزيارات بين قادة الدول، وكانت آخر «زيارة دولة» فرنسية إلى السعودية قام بها الرئيس الراحل جاك شيراك في 2006م.

وتُبرز الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين تقارب وجهات النظر السياسية وتعزيز التعاون.

وأثبتت الأحداث والتطورات في المنطقة عمق العلاقات السعودية الفرنسية التي بدأت بوادرها في 1926م، وتوالت حتى دخلت مرحلة جديدة ومتميزة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من خلال التشاور المستمر بين قيادتَي البلدين وتطابق وجهات النظر حيال الكثير من القضايا المشتركة، والبحث لإيجاد حلول لمستجدات المشكلات في المنطقة.

يذكر، أن الرئيس الفرنسي والوفد المرافق له كان في استقبالهم في مطار الملك خالد الدولي، نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، ووزير التجارة الدكتور ماجد القصبي (الوزير المرافق)، وأمين المنطقة الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عياف، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا فهد معيوف الرويلي، وسفير فرنسا لدى المملكة باتريك ميزوناف، ومدير شرطة المنطقة المكلف اللواء منصور ناصر العتيبي، ووكيل المراسم الملكية فهد الصهيل، وأُعد برنامج حافل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تأتي زيارته هذه بعد زيارتين سابقتين.