30 عاماً تحوّل الرياض إلى مركز طبي عالمي في فصل التوائم
تحت رعاية خادم الحرمين.. المؤتمر الدولي ينطلق اليوم
Class="articledate">الأحد Class="articledate">الاحد هـ / 22
(الطائف) الذيابي R777aa@ عبدالكريم
ويشهد المؤتمر؛ الذي سيعقد على مدى يومين، جلسات إنسانية وعلمية وإقامة معرض وفعاليات مصاحبة تُبرز الريادة الدولية للمملكة في المجال الإنساني، والتفوق الطبي بالأخص التميز عبر البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة.
ويأتي ذلك تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تطوير القطاع الصحي والإنساني بالمملكة، ورفع جودته وكفاءته، والتي أكدها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، في مجلس الشورى، عندما ألقى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الخطاب الملكي السنوي لافتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة للمجلس بأن المملكة حققت الريادة العالمية في فصل التوائم السيامية، الذي بدئ في 1990م.
وسيشهد المؤتمر أيضاً، عدداً من الاتفاقيات مع منظمات أممية ودولية تعنى بالأطفال حول العالم في إطار الجهود الإنسانية للمملكة العربية السعودية للاعتناء بالفئات الأكثر ضعفاً وهم فئة الأطفال، وكذلك استعراض تجربة المملكة المميزة في هذا المجال؛ إذ تملك المملكة أكبر تجربة لفصل التوائم في العالم.
ويصدر عنه توصيات ستثري المكتبات الطبية والإنسانية وتكون مرجعاً للمختصين والمهتمين في مجال فصل التوائم الملتصقة والحقل الإنساني.
ويأتي تنظيم المؤتمر مواكباُ لليوم العالمي (24 نوفمبر)؛ الذي اعتمد يوماً عالمياً للتوائم الملتصقة من قبل الأمم المتحدة، بمبادرة من المملكة العربية السعودية؛ بهدف رفع مستوى الوعي حول هذه الحالات الإنسانية والاحتفاء بالإنجازات في مجال عمليات فصل التوائم الملتصقة، فيما سيشهد فبراير 2025م، إقامة منتدى الرياض الدولي الإنساني في نسخته الرابعة.
البداية بـ «سماح» و«هبة»
الاحتفال بإقامة المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة بمناسبة مرور 30 عاماً على بدء البرنامج السعودي، وباليوم العالمي لفصل التوائم تأكيد على تفرد مشرط الطب السعودي، عالمياً في جراحات فصل التوائم منذ 34 عاماً، بقيادة أطباء تميزوا وبرعوا عن غيرهم في هذا المجال في ظل اهتمام ودعم لا محدود من القيادة، والذي يتجسّد من خلاله أسمى معاني القيم الإنسانية، إنطلاقاً من دور الوطن في جعل البعد الإنساني إستراتيجية ثابتة في سياسته، بعد أول عملية فصل سيامي شهدتها العاصمة الرياض أجريت 1990م، بفصل التوأم السوداني (سماح وهبة)، ومنذ ذلك التاريخ انطلق البرنامج السعودي حتى يومنا بحسب ما ذكره المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الطبي والجراحي في عمليات فصل التوائم السيامية الدكتور عبدالله الربيعة، خلال مشاركته في اللقاء الذي نظمه المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية حول (معالجة التحديات الإنسانية العالمية) المنعقد في واشنطن في 13 نوفمبر 2024م، أن البرنامج قام بدراسة 143 حالة حتى الآن من 26 دولة في ثلاث قارات حول العالم، وأجرى 61 عملية فصل توأم سيامي وطفيلي وتكللت جميعها بالنجاح.
الربيعة.. ودبلوماسية الطب
الدكتور الربيعة، ذكر في كتابه الصادر في 2009م (تجربتي مع التوائم السيامي)، أن تجاربنا السعودية القليلة استطاعت في الجراحات السيامية أن تنقل دبلوماسية الطب إلى مصاف الدبلوماسيات الفعالة والمؤثرة، وقد شكل لنا ذلك حافزاً لمزيد من الأداء والتواصل مع شعوب العالم». ويضيف الربيعه في كتابه، لأن الجراحة الواحدة لم يعد تأثيرها قاصراً على ذوي التوائم، بل امتد إلى دولهم التي رأت في هذه المبادرات الإنسانية مفتاحاً للتعاون بينها وبين المملكة في ساحات الاقتصاد والتجارة والثقافة والصناعة وما إلى ذلك.
وتواصل السعودية دأبها في فصل التوائم دون النظر للعِرق والانتماء، لرفع الضرر الصحي والإنساني عن المرضى وذويهم، ضاربةً أروع الأمثلة في تخفيف معاناة ما يحيط بهم حتى أصبحت ملاذاً لهذه الأسر والعوائل،
وأحدث البرنامج السعودي، نجاحاً عالمياً بعد أول عملية جراحية ناجحة لفصل التوائم الملتصقة عرفها العالم عام 1689، كان إجراؤها يستغرق 10 أيام، لتستغرق في البرنامج السعودي مابين 9 إلى 18 ساعة.
ويتميّز البرنامج بأنه الوحيد من نوعه على مستوى العالم الذي يتكفل بجميع نفقات العملية، والعلاج والتأهيل لما بعد العملية، إلى جانب استضافة والدي التوائم القادمين من الخارج؛ ليكونوا بالقرب من أبنائهم، والاطمئنان عليهم طوال فترة الرعاية الطبية.
تغيير في حياة الأطفال وأسرهم
مديرة حقوق المستفيد بصحة جدة، الإخصائية الاجتماعية والأسرية عفاف أبو شال قالت: إنه انطلاقاً من دور المملكة الإنساني، دأبت على استقبال التوائم السيامية بغض النظر عن العرق أو الانتماء، لرفع المعاناة التي يعيشها التوائم السيامية وذووهم، وهذا ديدن المملكة حيث ضربت -ولا تزال- أروع الأمثلة في تلبية نداءات أهالي التوائم، والتخفيف من معاناتهم التي يمرون بها، حتى أضحت المملكة موئلاً لهم، وعلمياً لا توجد أسباب محددة لـ(التوائم الملتصقة).
وأضافت: أن «نجاح عمليات فصل التوائم السيامية، يعكس تقدماً هائلاً في مجال الطب، ويُسهم في تغيير حياة الأطفال وأسرهم بشكل جذري. وهذه العمليات لا تقتصر على الجانب الطبي فقط، بل لها أثر اجتماعي عميق؛ إذ تزيل هموم الآباء الذين كانوا يعيشون في قلق مستمر بشأن صحة أبنائهم». وأشارت أبو شال، إلى أن فصل التوائم يعزز فرص هؤلاء الأطفال في حياة طبيعية ومستقبل أفضل، مما يعزز الأمل والتفاؤل في المجتمع. كما أن نجاح هذه العمليات يمثل أيضاً تقدماً في قدرة المملكة على تقديم حلول مبتكرة تساهم في تحسين جودة الحياة.
انتصار للإرادة الإنسانية
الأخصائية النفسية أمل الجهني، أكدت أن عمليات فصل التوائم السيامية ليس إنجازاً طبياً فحسب بل هو انتصار للإرادة الإنسانية والأمل، ولك أن تتخيل تأثير هذه العمليات على الأسرة بعد سنوات من القلق والترقب، ليأتي اليوم الذي يصبح فيه كل طفل فرداً مستقلاً، وهذا الانتقال يترك أثراً بالغاً على الصحة النفسية للأبناء والأهل، إذ يشعرون بالراحة والسعادة والامتنان بعد زوال الهم ليفتح آفاقاً جديدة للحياة، فنلحظ الأثر على الطفل من الشعور بالاستقلالية وزيادة الثقة بالنفس والقدرة على تكوين علاقات اجتماعية جديدة. وأضافت الإخصائية النفسية أمل الجهني، من آثار نجاحها من جانب آخر تخفيف العبء النفسي للأهل والشعور بالامتنان للدعم لتقوية الروابط الزوجية، وللمجتمع أهمية كبيرة لتعزيز مكانة المملكة في مجال الرعاية الصحية، وإلهام الأسر الأخرى التي تواجه تحديات مشابهة.