مهرجان الهجن يشعل حنين المطايا لِسوق عكاظ
2024 / / 09 06 Class="articledate">الاثنين ربيع Class="articledate">الاثنين / الأول
عبدالكريم R777aa@ الذيابي (الطائف)
على مسافة مجاورة يبعد مهرجان ولي العهد للهجن عن سوق عكاظ الذي شهدت جنباته انطلاقة أول نسخة فعاليات أقامها الاتحاد السعودي للهجن في 2018، والتي كانت مصاحبة للسوق آنذاك، وتضمنت الماراثون التراثي للملاك وجناحاً للفنون الشعبية وتدريب الزوار على ركوب الهجن، إضافة إلى معرض تاريخي عن سباقات المطايا، وفقرات متنوعة تشمل حكايات الهجن والربابة وقافلة الهجن التي تجوب جادة عكاظ، وتعد وقتها مشاركة الاتحاد السعودي للهجن في سوق عكاظ هي الأولى من نوعها بعد تأسيسه برئاسة الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز.
ويرسم هذا التجاور ملمحاً عريقاً للعلاقة الوطيدة بين أكبر مهرجان دولي للهجن وأكبر سوق ولد منه أول أشكال الفن العربي من خلال الشعر قبل 1500 عام حينما كانت تسير القوافل من كل اتجاهات الأرض يحدوها حنين الشوق والحداء نحوه، والشعراء يتعاكظون الشعر فوق ظهورها.
هذه الحميمية تشعل وهجها الوقّاد خفاف المطايا المشاركة في سباقات اليوم، وهي تيمّم انطلاقاتها في الصباح والمساء باتجاه السوق والزّبد يتقطّع عن أنوفها، لتربت مناكب الأرض، كأنما تكرّر سؤال أهلها «متى يعود السوق؟»، لتكتمل في أطرافه لوحات الشعر والهجن والإبل التي أناخت بجواره من السفر الطويل قبل أيام استعدادا للمزاين في جادة الطائف التي ستنطلق بعد أسبوعين كأول مزاين رسمي لها بالمحافظة.
وكشف من جهته الدكتور عايض بن محمد الزهراني أنه يتمنّى عودة سوق عكاظ لتكتمل الصورة الذهنية بينما المطايا بعمومها إبلاً وهجناً تركض وتُزاين في جواره اليوم، وأضاف الزهراني أن الإبل لها علاقة تاريخية بسوق عكاظ منذ الأزل، والإبل عموماً ذكرت في القرآن الكريم بمواضع عدة ومتنوعة تؤكد مكانتها وأصبحت في معجزات بعض الأنبياء كنبي قوم ثمود صالح عليه السلام، واحتلت مكانة مرموقة عند العرب قبل الإسلام وتعاملت معها تعبدا وتقديسا وتبركا وتركت أثرا في حياتهم الدينية والاجتماعية، لا بل إنها تحولت في قسم منها إلى جوانب أسطورية، واستوطنت مكانا مشرفًا ومشرقًا للعرب في أقصى أفئدتهم، لما تربطهم بها من علاقة حميمة، واقترانها ببهجة نفوسهم، واعتمادهم الكبير عليها لتيسير سلاسة حياتهم فهي شريان الحياة النابض بالشموخ والسؤدد والاعتزاز، فهي رفيقتهم الملتصقة بأرواحهم وهي الأنيس والجليس، لا تفارقهم في غسق الدجى ووضح النهار، وأصبح العربي يتباهى بها ويشدو ويترنم في وصفها، في نثره وشعره بصور جمالية، ويتناقل الرواة أخبارها وما زالت مصادر الأدب
مشحونة بجمالها المشتق منها فهي مدار فخرهم فقلما نجد نصا أدبيا لم تذكر في ثناياه معشوقتهم كإحاطة
السوار بالمعصم فيصفها عاشق لها بقوله: النظر إليها عبادة، والتعامل معها عظات وعبر، وفي اقتنائها ثروة، وفي طباعها الإخلاص والفطنة والوفاء، وفي أنوفها الشموخ والكرامة، نشأت بها موسيقى الشعر العربي وولدت البحور الشعرية لأجلها، ويتألق نص حكيم العرب أكثم بن صيفي بأناقتها ودقتها ورقتها قائلا: فأكرموها فإنها حصون العرب، ولا تضعوا رقابها إلا في حقها فإن فيها مهر الكريمة ورقوء الدم، ستظل معشوقتهم إلى يوم الدين وإلى وقت قريب كانوا يقيسون بها عز القبيلة وقوتها.
ويرسم هذا التجاور ملمحاً عريقاً للعلاقة الوطيدة بين أكبر مهرجان دولي للهجن وأكبر سوق ولد منه أول أشكال الفن العربي من خلال الشعر قبل 1500 عام حينما كانت تسير القوافل من كل اتجاهات الأرض يحدوها حنين الشوق والحداء نحوه، والشعراء يتعاكظون الشعر فوق ظهورها.
هذه الحميمية تشعل وهجها الوقّاد خفاف المطايا المشاركة في سباقات اليوم، وهي تيمّم انطلاقاتها في الصباح والمساء باتجاه السوق والزّبد يتقطّع عن أنوفها، لتربت مناكب الأرض، كأنما تكرّر سؤال أهلها «متى يعود السوق؟»، لتكتمل في أطرافه لوحات الشعر والهجن والإبل التي أناخت بجواره من السفر الطويل قبل أيام استعدادا للمزاين في جادة الطائف التي ستنطلق بعد أسبوعين كأول مزاين رسمي لها بالمحافظة.
وكشف من جهته الدكتور عايض بن محمد الزهراني أنه يتمنّى عودة سوق عكاظ لتكتمل الصورة الذهنية بينما المطايا بعمومها إبلاً وهجناً تركض وتُزاين في جواره اليوم، وأضاف الزهراني أن الإبل لها علاقة تاريخية بسوق عكاظ منذ الأزل، والإبل عموماً ذكرت في القرآن الكريم بمواضع عدة ومتنوعة تؤكد مكانتها وأصبحت في معجزات بعض الأنبياء كنبي قوم ثمود صالح عليه السلام، واحتلت مكانة مرموقة عند العرب قبل الإسلام وتعاملت معها تعبدا وتقديسا وتبركا وتركت أثرا في حياتهم الدينية والاجتماعية، لا بل إنها تحولت في قسم منها إلى جوانب أسطورية، واستوطنت مكانا مشرفًا ومشرقًا للعرب في أقصى أفئدتهم، لما تربطهم بها من علاقة حميمة، واقترانها ببهجة نفوسهم، واعتمادهم الكبير عليها لتيسير سلاسة حياتهم فهي شريان الحياة النابض بالشموخ والسؤدد والاعتزاز، فهي رفيقتهم الملتصقة بأرواحهم وهي الأنيس والجليس، لا تفارقهم في غسق الدجى ووضح النهار، وأصبح العربي يتباهى بها ويشدو ويترنم في وصفها، في نثره وشعره بصور جمالية، ويتناقل الرواة أخبارها وما زالت مصادر الأدب
مشحونة بجمالها المشتق منها فهي مدار فخرهم فقلما نجد نصا أدبيا لم تذكر في ثناياه معشوقتهم كإحاطة
السوار بالمعصم فيصفها عاشق لها بقوله: النظر إليها عبادة، والتعامل معها عظات وعبر، وفي اقتنائها ثروة، وفي طباعها الإخلاص والفطنة والوفاء، وفي أنوفها الشموخ والكرامة، نشأت بها موسيقى الشعر العربي وولدت البحور الشعرية لأجلها، ويتألق نص حكيم العرب أكثم بن صيفي بأناقتها ودقتها ورقتها قائلا: فأكرموها فإنها حصون العرب، ولا تضعوا رقابها إلا في حقها فإن فيها مهر الكريمة ورقوء الدم، ستظل معشوقتهم إلى يوم الدين وإلى وقت قريب كانوا يقيسون بها عز القبيلة وقوتها.