البِشر تتناول تجربة المرأة في الكتابة بصالون المهرة
هـ 02:45 الآخرة الخميس / جمادى الخميس 1445 2024
شبرق (جدة) صالح
احتضنت عروس البحر الأحمر جدة أول أمس أمسية ثقافية للروائية والباحثة الدكتورة بدرية البشر، بعنوان (كتابة المرأة بالأصالة عن نفسها) بصالون المهرة بالتعاون مع الشريك الأدبي، أدارت الأمسية الكاتبة الصحفية إيمان بدوي التي قالت عنها وهي تقدمها للحضور: هي امرأة خلقت من ضلع رواية، ملامحها الكلمات وعلى جدار قلبها كُتبت الأساطير والحكايات، بين يديها محبرة لا تنضب وريشة تطيع الوحي والإلهام، هي من أوائل السيدات السعوديات اللاتي سلكن طريق الصحافة فقد تحدت العرف والتقليد ومضت نحو هدفها دون أن تلتفت وها هي اليوم من ألمع الأسماء النسائية المثقفة في المملكة.
حضر نخبة من الأدباء والمثقفين والمتذوقين الذين بدا إعجابهم بما قدمت البشر من تجارب مختلفة لكاتبات من مختلف الثقافات والمجتمعات.
أشارت د. بدرية للحضارة الإغريقية التي أكدت أن العقل رجل، وبذلك لن تكون المرأة بالقيمة ذاتها حين تكتب، كما عبرت عن استيائها من أفلاطون الذي يعد من أهم الفلاسفة من حيث عمق الدلالة، إذ له مقولات عديدة تتمحور حول تهميش المرأة والتقليل منها، كما يكره أنه جاء إلى هذه الحياة من أحشاء امرأة، ولا يعترف بأن المرأة إنسان عاقل يستطيع استنباط الحقيقة أو المعرفة، وأكدت أنها أخذت وقتاً طويلاً لتتسامح مع هذه الأفكار الأفلاطونية معللة رغبتها في مصالحته لما لديه من نظريات فلسفية عديدة تستحق التأمل والإعجاب.
وعن تجربة فرجينيا وولف قالت البشر: أسست فرجينيا خطاباً نسوياً يتلمس إشكالية تأخر المرأة في الكتابة حيث ألفت كتاباً بعنوان (غرفة تخص المرء وحده)، مشيرة من خلال الصفحات إلى احتياج المرأة الكاتبة لدخل مالي وغرفة، مستشهدة بنفسها بعد أن ورثت من عمتها إذ اختلف الأمر في ما يخص موهبتها الأدبية نحو الأفضل، بينما أليف شفق تطرقت البشر لتجربتها من خلال كتابها (حليب أسود) إذ أشارت لتساؤلات دارت حول من الذي سينتصر بداخلها العقل الذكوري الذي يريد النجاح والتميز أم إحساسها بالأنوثة التي تتحقق كرحم وأم وزوجة. وعلى ضفة أخرى تحدثت عن مي زيادة التي ساهمت في رفع مستوى الوعي وتحرير المرأة من فكرة أنها يجب تكون ذكراً حتى تكتب! كما أشارت لصالونها الثقافي الذي حاولت أن تخلق من خلاله معادلة متوازية بين المرأة والرجل في الأدب.
بدرية البشر صدر لها 12 مؤلفاً بين روايات ومقالات ودراسات تحليلية، وتُرجِمت أعمالها للغات مختلفة للإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والصينية والكورية، كما كتبت عموداً صحفياً على مدار الـ30 عاماً الفائتة في معظم الصحف الدولية والسعودية، وقدمت برنامجاً اجتماعياً عبر شاشة mbc.