اللاجئون السوريون في لبنان.. نقاش لا طائل منه
Class="articledate">الجمعة الجمعة / 2024 19 10 أبريل 02:38 / شوال هـ / 1445
عيتاني زياد (بيروت) Ziaditani23@
وفقاً لتسريبات تحقيق استخبارات الجيش اللبناني، فإنّ مجموعة من اللصوص السوريين عملوا على خطف وقتل منسق حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان في جبيل لينقلوا جثته بعد ذلك إلى مدينة حمص السورية، قبل أن تُسلمها السلطات السورية إلى نظيرتها اللبنانية.
مرجع سياسي لبناني في مجلس خاص، اعتبر البيان الصادر عن الجيش اللبناني
«نصف بيان» هدفه حصر الأضرار وتداعيات الجريمة على السلم الأهلي، وإبعاد شبح فتنة الحرب الأهلية. بالمقابل، نائب في كتلة الجمهورية القوية لفت في لقاء تلفزيوني إلى أنّ مسؤولاً أمنياً كبيراً أبلغ الكتلة بأنّ هناك لبنانيين شاركوا في الجريمة.
جريمة اغتيال باسكال سليمان، سلطت الضوء على ملف اللاجئين والنازحين السوريين في لبنان، وهو ملف بات يشبه قضية (إبريق الزيت) الشهيرة في التراث اللبناني. إلا أنّ اللافت أنّ رواية الجيش اللبناني للجريمة تشبه إلى حد بعيد رواية السياسيين اللبنانيين لملف النازحين السوريين.
من ارتكب جريمة باسكال سليمان؛ وفقاً للتحقيقات، هم مجرمون سوريون، ومن يجلس في مخيمات اللاجئين هم أيضاً سوريون. لكن السؤال المشترك هو من أمّن ووفّر التغطية لقتلة باسكال؟ ومن دفع السوريين للجوء إلى لبنان؟
منع تكرار جريمة باسكال لا يمكن أن يكون بممارسة العنف والتنمّر ضد اللاجئين السوريين، بل عبر ثلاث خطوات:
1- ضبط الحدود اللبنانية عبر قيام السلطات اللبنانية بواجباتها على الحدود، ورفع قوى الأمر الواقع يدها عن هذه الحدود.
2- إقناع حزب الله بالانسحاب من قرى القصير ويبرود؛ تمهيداً لعودة سكان هذه القرى إليها، وهم يزيدون عن نصف عدد اللاجئين السوريين في لبنان.
3- تطبيق القانون على كل المقيمين على الأراضي اللبنانية لجهة حصرية السلاح بين الأجهزة الأمنية اللبنانية.
اللاجئون السوريون في لبنان لن يعودوا إلى سورية إلا عبر طريقين:
1- أن يقنع حزب الله حليفه بشار الأسد بإعادتهم.
2- أن يتخلى المجتمع الدولي عنهم، وهو أمرٌ مستحيل.
بانتظار أن يتحقق ذلك يبدو أنّ على اللبنانيين أن يتأقلموا مع فكرة وجود النازحين السوريين على أرضهم حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.ِ
قضية اللاجئين السوريين في لبنان لا يمكن حلّها بالخطابات الشعبوية، ولا بردود الفعل الشعبية، حلّ هذه القضية له جانب لبناني وآخر دولي. في الجانب اللبناني على السلطات حكومية وأمنية وعسكرية أن تقوم بواجبها في تنفيذ القوانين الموضوعة، وأن تعمد إلى ترسيخ الأمن عبر ضبط هذا الوجود، بحيث يُفرز العامل السوري عن اللاجئ، واللاجئ عن التاجر، والتاجر عن الفاجر. أما في الشق الدولي فإن أزمة اللجوء السوري لا يمكن حلّها قبل حلّ الأزمة السورية؛ وهو حلّ لا يبدو في متناول اليد حالياً.
النقاش اللبناني الحالي هو اللجوء السوري، وهو نقاش عبثي مضيعة للوقت وللجهد. ليس هناك في لبنان من حزب أو تيار أو شخصية سياسية يمتلك قراراً في هذا الملف، ولا أي ملف آخر. إن كان هناك من جهة لبنانية قادرة على حلّ أزمة اللجوء كان حريّ بها أن تتمكّن من انتخاب رئيس للجمهورية.
من قتل باسكال سليمان هي عصابة أشرار لبنانية سورية، ومن يتاجر بملف النازحين السوريين في لبنان، هم أيضاً عصابة أشرار لبنانية سورية.
مرجع سياسي لبناني في مجلس خاص، اعتبر البيان الصادر عن الجيش اللبناني
«نصف بيان» هدفه حصر الأضرار وتداعيات الجريمة على السلم الأهلي، وإبعاد شبح فتنة الحرب الأهلية. بالمقابل، نائب في كتلة الجمهورية القوية لفت في لقاء تلفزيوني إلى أنّ مسؤولاً أمنياً كبيراً أبلغ الكتلة بأنّ هناك لبنانيين شاركوا في الجريمة.
جريمة اغتيال باسكال سليمان، سلطت الضوء على ملف اللاجئين والنازحين السوريين في لبنان، وهو ملف بات يشبه قضية (إبريق الزيت) الشهيرة في التراث اللبناني. إلا أنّ اللافت أنّ رواية الجيش اللبناني للجريمة تشبه إلى حد بعيد رواية السياسيين اللبنانيين لملف النازحين السوريين.
من ارتكب جريمة باسكال سليمان؛ وفقاً للتحقيقات، هم مجرمون سوريون، ومن يجلس في مخيمات اللاجئين هم أيضاً سوريون. لكن السؤال المشترك هو من أمّن ووفّر التغطية لقتلة باسكال؟ ومن دفع السوريين للجوء إلى لبنان؟
منع تكرار جريمة باسكال لا يمكن أن يكون بممارسة العنف والتنمّر ضد اللاجئين السوريين، بل عبر ثلاث خطوات:
1- ضبط الحدود اللبنانية عبر قيام السلطات اللبنانية بواجباتها على الحدود، ورفع قوى الأمر الواقع يدها عن هذه الحدود.
2- إقناع حزب الله بالانسحاب من قرى القصير ويبرود؛ تمهيداً لعودة سكان هذه القرى إليها، وهم يزيدون عن نصف عدد اللاجئين السوريين في لبنان.
3- تطبيق القانون على كل المقيمين على الأراضي اللبنانية لجهة حصرية السلاح بين الأجهزة الأمنية اللبنانية.
اللاجئون السوريون في لبنان لن يعودوا إلى سورية إلا عبر طريقين:
1- أن يقنع حزب الله حليفه بشار الأسد بإعادتهم.
2- أن يتخلى المجتمع الدولي عنهم، وهو أمرٌ مستحيل.
بانتظار أن يتحقق ذلك يبدو أنّ على اللبنانيين أن يتأقلموا مع فكرة وجود النازحين السوريين على أرضهم حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.ِ
قضية اللاجئين السوريين في لبنان لا يمكن حلّها بالخطابات الشعبوية، ولا بردود الفعل الشعبية، حلّ هذه القضية له جانب لبناني وآخر دولي. في الجانب اللبناني على السلطات حكومية وأمنية وعسكرية أن تقوم بواجبها في تنفيذ القوانين الموضوعة، وأن تعمد إلى ترسيخ الأمن عبر ضبط هذا الوجود، بحيث يُفرز العامل السوري عن اللاجئ، واللاجئ عن التاجر، والتاجر عن الفاجر. أما في الشق الدولي فإن أزمة اللجوء السوري لا يمكن حلّها قبل حلّ الأزمة السورية؛ وهو حلّ لا يبدو في متناول اليد حالياً.
النقاش اللبناني الحالي هو اللجوء السوري، وهو نقاش عبثي مضيعة للوقت وللجهد. ليس هناك في لبنان من حزب أو تيار أو شخصية سياسية يمتلك قراراً في هذا الملف، ولا أي ملف آخر. إن كان هناك من جهة لبنانية قادرة على حلّ أزمة اللجوء كان حريّ بها أن تتمكّن من انتخاب رئيس للجمهورية.
من قتل باسكال سليمان هي عصابة أشرار لبنانية سورية، ومن يتاجر بملف النازحين السوريين في لبنان، هم أيضاً عصابة أشرار لبنانية سورية.