صدمة «قلب الطاولة»
استشاري لـ«عكاظ»: الجمهور هو الضحية
2024 02:28 مارس / هـ الجمعة Class="articledate">الجمعة
محمد داوود Mdawood77@ (جدة)
ويظل السؤال: أين يكمن خلل «قلب الطاولة»؟
يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا: هناك أمور عدة تقلب موازين النتيجة في عالم كرة القدم، خصوصاً عندما تكون المباراة بين الفرق الكبيرة التي يصعب فيها توقع النتيجة، فخلال الفترة الأخيرة شهدنا مباريات لفرق قوية ومنافسة تحولت نتائج تقدمها إلى خسارة، وهو ما ينعكس أثره سلباً على جماهير تلك الفرق؛ لأن الأمر يكون غير متوقع وخارج الحسبان.
وتابع: عالم كرة القدم مليء بالمفاجآت لكون المباريات عند الجماهير المشجعين تعتمد على النتيجة في النهاية بتحقيق الفوز وكسب النقاط، ولكن ثمة أموراً تسهم في (قلب الطاولة) في المباريات وهي: حدوث اختلال مفاجئ عند اللاعبين يفقدهم السيطرة والمحافظة على نتيجة التقدم بمعنى ظهور ثغرات وارتباك يستغلها الفريق الآخر في الوصول إلى التعادل ومن ثم تحقيق الانتصار، وأيضاً الثقة الزائدة التي يشعر بها لاعبو الفريق بعد التقدم بهدف أو هدفين، بجانب خلخلة وارتباك خطة المدرب في معالجة بعض نقاط الضعف؛ التي قد تظهر فجأة في فريقه بطريقة صحيحة، وهنا يستغل مدرب الفريق الآخر نقاط الضعف ويستثمرها بشكل جيد لصالحه. ومن الأمور أيضاً التغييرات الخاطئة وغير الموفقة التي يجريها المدرب في أوقات حرجة بإخراج عنصر مهم ومحوري وإدخال لاعب غير متأقلم مع زملائه، ولا ننسى أنه بعد تمكن الفريق من إحراز التعادل والتقدم فإن الفريق الذي كان متقدماً في السابق بالنتيجة يتعرض إلى خيبة أمل؛ لكونه أصبح مطالباً بتعديل النتيجة قبل تحقيق الفوز.
وبيّن أن جماهير الفرق عادة تكون الضحية عندما ترى بأن نتيجة فريقها انقلبت من الفوز إلى الخسارة، إذ تصاب بعدم التصديق وصدمة نفسية والشعور بالإحباط، خصوصاً إذا كان فريقهم من أشد المنافسين في المراكز الأولى، وهنا قد يتراجع حضور الجماهير إلى الملعب كرد فعل عكسي بسبب عدم الرضا عن مستوى وأداء الفريق وخوفاً من التعرض لخيبة الهزيمة مرة أخرى، فعادة يرضى الجمهور بالتعادل ولا يتقبل الهزيمة، فكيف يكون الحال عندما تتوالى الهزائم. وأكد براشا أن السيطرة على زمام أمور المباراة والمحافظة على النتيجة من أهم الأهداف التي تحقق الفوز وترسم البسمة على شفاه الجماهير، بعيداً عن صدمة (قلب الطاولة)، وعادة فإن الجماهير غالباً ما تحكمها العاطفة في مسألة الفوز والخسارة، ومع ذلك فهي تقبل بالخسارة في إطارها المقبول، ولكن عندما تتحول فرحة التقدم بالنتيجة فإن الأمر يكون غير مرضٍ خصوصاً عند المتعصبين كروياً لحد الجنون والعاشقين لأنديتهم، وهذه الفئة قد تزداد لديها فرص التعرض لمتلازمة (القلب المكسور).