العُلا.. شواهد حية وأصول ثقافية صاغتها حضارات منذ 200 ألف عام
هـ الثاني / / نوفمبر Class="articledate">السبت ربيع 04 / السبت 2023
شبرق (جدة) صالح
ما إن تطأ قدماك مدينة العلا، ينتابك الذهول وأنت تتجول في متحف مفتوح؛ يختزن منطقة آثار ضخمة يعود تاريخها لأكثر من 200 ألف عام، وتنعم بآثار طبيعية وتراث عريق، تعمل الهيئة الملكية لتهيئتها سياحياً لاستقبال اكثر من 400 ألف سائح سنويًا من مختلف البلدان، ضمن رؤية 2030 وتُعد متحفاً مفتوحاً مليئاً بالمعالم التي تجذب محبي الأصالة والعراقة، ومكتشفي الحضارات، وتقع المدينة الأثرية شمال المملكة العربية السعودية، وتتبع منطقة المدينة المنورة إداريًا.
«عكاظ» جالت داخل أهم المعالم السياحية في العلا لتجد معلم «دادان»مقابر الأسود أو المدافن وواحة النخيل والحفريات الأثرية والتماثيل التي تعيدك لزمن وحضارة بعيدة كانت هنا واندثرت، أما في البلدة القديمة فيمكنك مشاهدة حضارة عريقة استمرت لآلاف السنين حيث المنازل والمتاجر التي تُعرض لك مشاهد حية من سير الحياة بهذا العصر. وفي منطقة «الحجر» التي تعد الحاضنة لأسرار حضارة الانباط، بعد دراسة معالمها الآثرية، كما تكشف عن الطقوس الدينية في تلك الفترة القديمة، ومعيشتهم، وشعائر دفن موتاهم، وتاريخ لغتهم، كل ذلك تجده في مدينة العلا أو ما تسمى مدائن صالح وأشهره تلك الجبال المنحوتة والمليئة بالمقابر «جبل أثلب، جبل الأحمر، جبل البنات، المدافن الأثرية، النقوش، الآبار، السور الدفاعي والبوابات».
وفي مكان آخر من العلا تجد النحت واضحاً في جبل عكمة من النقوش والمنحوتات التي تتحدث عن عصر الدادانيين واللحيانيين، والتي توضح أصول اللغة العربية.
أما جبل الفيل أحد أهم الأماكن التاريخية يعد الأكثر زيارة للسواح، وهو بشكل صخرة لونها يميل إلى اللون الأحمر، يبلغ ارتفاعها 50 متراً عن سطح الأرض، وقد سُميت صخرة الفيل العلا بهذا الاسم لأنها تشبه حيوان الفيل في تكوينها، ويُعتبر هذا الجبل من المعالم الجيولوجية النادرة بصحاري العلا في السعودية.
وتسعى الهيئة الملكية لمحافظة العلا حاليا إلى تطوير وتحسين تراث العلا؛ لتكون الوجهة السياحية الأولى في الشرق الأوسط لتضعها على خارطة السياحة العالمية.
وفي ليالي المنشية الساحرة والقابعة بين النخيل توقن ارتقاء فكر نساء وفتيات العلا حيث الزمان والمكان يشهد بحضورهن البهي وعرض منتوجاتهن المستخلصة من البيئة في العلا ومن بينهن باسمة الحربي التي بدأت مشروع متخصص في صناعة منتجات العناية بالجسم والبشرة وذلك في العام 2015 أطلقت عليه اسم Nawah من منتوجات العلا الزراعية والحيوانية بعد الحصول على شهاده من الجامعة الاوربية بفرنسا وتم اعتماد الموارد المحلية الوطنية كقاعدة أساسية في صناعة منتجات العناية مثل زيت نوى التمر وزيت المورينجا وحليب الإبل والتمر وأوراق المورينجا والبقدونس والقرع ومسحوق نوى التمر.
وتنتج باسمه عدة منتوجات أهمها قطع صابون طبيعي مثل صابون حليب الإبل و التمر والمورينجا والبقدونس ولبان الذكر وكريمات الجسم والوجه المصنوعة من تلك المنتجات وتقول باسمه: «ما يميز نواة أنه مشروع وطني طبيعي خالي من الكيماويات والعطور ويستهدف رفع الوعي الصحي والجمالي والاقتصادي في المجتمع ويناسب جميع الفئات، وجميع المنتجات آمنة تُصنع يدوياً بمعايير ومقاييس عالمية».