أخبار

درس اليوم الوطني

/ 11 / 1445 سبتمبر الأول

غدت مناسبة اليوم الوطني (أنموذجاً) يُحتذى في عشق الأوطان، ولعل أبلغ الشواهد تتمثل في التعبيرات والمشاهد العفوية وغير المتكلفة المُنبئة عن المشاعر النقيّة للانتماء، التي تأخذ كامل المساحة للتعبير عن نفسها؛ منذ لم يعد هناك صوت هجين يحاول تعكير صفو أثمن وأغلى كرنفال سنوي ينبض بالحياة الصادقة لإنسان المملكة العربية السعودية.

وتؤكد احتفالية اليوم الوطني، أن المواطن هنا هو ذات المواطن (الكائن) في أي بقعة من كوكب الأرض، إلا أن المفارقة تكمن في كون مشاعر ابن جزيرة العرب جيّاشة، فهو يندفع بكامل طاقته العاطفية؛ ليرسم في الكون والفضاء أصدق صورة للفرح بهذا الكيان، وبذكراه، داعياً ربه أن يحفظ كينونته ويديم أمنه، خصوصاً، عقب استجلاء الدروس والعبر، من الطارف والتليد، وانكشاف وانفضاح أوراق وأعراق المزايدين والكائدين.

وبرغم جَيَشان الامتنان، وفورة الوجدان، إلا أن يوم الوطن لم يسجّل ملاحظات، أو مآخذ على أي محتفل أو محتفٍ براية العزّ الخفاقة، ما يعني ارتقاء الذوق، وسمو الخلق، واحترام النظام، وهذا درس غاية في الأهمية، يرسّخ قناعات مفادها بأن تطبيق اللوائح والقوانين كفيل بردع أي سلوك غير سويّ وهذا مكتسب وطني فخم.

ولعل من الظواهر اللافتة، علو كعب الإحسان في كافة أرجاء الوطن، وتردد صداه بما نسمع ونرى من أشقاء وأصدقاء يقيمون معنا، ويتحدثون بشجن عن معدن السعوديين، وهذا لم يكن ليتأتى لو لم نكن سابقين بالخير والعطف والبذل لكل الشعوب والجنسيات في الداخل والخارج.

ومنذ أدرك الملك عبدالعزيز بثاقب بصره، وحصيف بصيرته أن المملكة بيت واحد يقوم على التلاحم والتواصل بين القيادة والشعب ويعتمد سياسة الباب المفتوح، ونحن نتوارث القِيَم النبيلة ونورّثها ؛ في ظل اجتهاد الوطن لرفع كفاءة وجودة الإنسان، لأن الأخلاق أعظم وأبقى ما سيستبطنه الآخرون عنا، وما يغيّرون به قناعات شعوب وحكومات، فنحن ورثة حضارة عربية إسلامية ونحن ثمار غرس الموحّد طيب الله ثراه.