ثقافة وفن

العُماني زهران القاسمي يقطف ثمرة البوكر بـ«تغريبة القافر»

ثيمتها ابن الغريقة مبصّر الماء في الصحراء

21 / 1444 Class="articledate">الأحد مايو / هـ 22:35

(الباحة) الرباعي علي

قطف الروائي العماني زهران القاسمي ثمرة جائزة البوكر العربية 2023 بروايته المتفق على فرادتها (تغريبة القافر).

وأعلنت لجنة تحكيم الجائزة فوز رواية «تغريبة القافر» مساء اليوم خلال حفل أقيم فى العاصمة الإماراتية أبوظبى.

وتقوم حبكة الرواية على موهبة طفل خرج من بطن أمه الغريقة، خروج الحي من الميت، وتبرز ثيمة الرواية «في بطنها حياة» لتوحي بقيمة الحياة التي يتشوّف لها الأحياء كافة.

خرج ابن الغريقة «القافر» من بطن أمه إثر شق القرويين بطنها بسكين، وتولت نساء القرية إرضاع اليتيم الذي لا يهدأ إلا بوضعه في الماء.

نمت لديه موهبة خارقة قادرة على اقتفاء أثر الماء تحت الأرض، فكان «المُبصّر» ذو البصيرة الخارقة، والنبوءات المخيفة، فنبذه الناس واعتبروه ممسوساً من الجن الذين يدلونه على قنوات الماء الخفية.

كتب زهران القاسمي الرواية بسرد عالٍ رغم أن علاقته بالشعر أوطد، ونجح في توظيف أسطورة «ابن الجن» الذي فاقت قدراته إمكانات أفراد مجتمعه فخلعوا عليه من الخوارق ما أدخله عالم «أسطرة» يختلط فيها الواقع بالخيال.

يغيب البطل فتعلن القرية أن جنيّة فاتنة اختطفته، بينما استأثرت بقلبه راعية أغنام منحته عندما مر بواديها بعض التمر ووعدته بحنان ومحبة يعوضانه عن سنوات اليتم والقحط والنبذ.

في رواية «تغريبة القافر» يتشعب السرد في قنوات وأفلاج عدة وتظهر شخصيات مهمشة ومركزية، ليطغى غياب «سالم القافر» على فضاء المكان، بينما تتناوب الخطى تلبية: نداء الماء الخفي عن الأعين، ونداء الأم المتخيّل والموجع لما يمثله من الفراق والفقد، ونداء الحبيبة التي تناجيه، ناذرةً أن تهب وقتها ونفسها لحلب أغنامها وجزّ صوفها وغزله، مشتغلةً به ومتلهيّة إلى أن يعود حبيبها.