كيف تقتل «الألم».. دون مخاطر ؟
عقاقير تسكين الآلام لكل منها خواص مختلفة.. قراءة نشرة الدواء طريقك للسلامة..
19 1444 Class="articledate">الثلاثاء الثلاثاء / هـ 01:45 شوال
واشنطن) (لندن، «عكاظ» _online@
يتصور كثيرون، أن الألم في غالب الأحيان لا يقتضي التفكير في حجز موعد لمقابلة الطبيب. وأسهل طريقة لحسم المشكلة تتمثل في الذهاب إلى الصيدلية، حيث تتعدد الأدوية المزيلة للآلام، التي لا يتطلب صرفها وصفة ممهورة بتوقيع طبيب مختص. بيد أنه لا يوجد دواء يناسب جميع أنواع الألم. كما تواجه الإنسان محنة معرفة أي الأدوية المعروضة على أرفف الصيدليات مأمونة، وأفضل علاج للآلام. أيها أفضل: أسبرين؟ باراسيتمول؟ آيبوبروفين؟ إذن فالمسألة تتطلب معرفة حقيقة تلك الأدوية التي يمكن استخدامها من دون إشراف طبي لتسكين الآلام.
يقسم الأطباء والعلماء الأدوية المسكّنة للآلام، التي يمكن شراؤها من دون حاجة إلى وصفة طبية، إلى ثلاثة تصنيفات رئيسية. أبرزها مضادات الالتهابات الخالية من السترويد. ومن هذه الأدوية الأسبرين، ووآيبوبروفين، وأدفيل، ونابروكسين. وتقوم هذه الأدوية بمهمتها من خلال التدخل في قدرة الجسم على إنتاج المواد الكيميائية التي تجعل الإنسان يشعر بالألم والالتهاب. وتوفر هذه الأدوية تسكيناً أفضل للآلام الناجمة عن الالتهابات، مقارنة ببقية الأدوية المسكنة للألم. وإذا كان الشخص صحيح البدن، لا يعاني من أية مشكلات في الكلى، والمعدة، والقلب؛ فإن الأسبرين هو أفضل الخيارات، لأنه الأسرع تسكيناً للآلام التي لا تدوم طويلاً، كالصداع على سبيل المثال. وفي حال كان الشخص بعاني من فشل القلب فيجدر به تفادي تناول الأسبرين، لأنه يمكن أن يزيد حالته تفاقماً. كما أن مسكنات الآلام غير السترويدية يمكن أن تعزز فعالية الأدية التي تستخدم لترقيق الدم، منعاً للخثرات الدموية (الجلطات).
وفي حال لم يكن هناك خيار سوى تفادي مسكنات الألم غير السترويدية، لأن الشخص مصاب بقرحة في المعدة، أو لأن لديه حساسية من الأسبرين، أو لأنه يعاني من الربو؛ فإن أفضل دواء ينصح بتناوله هو أسيتامينوفين، الذي يسمى تجارياً تايلينول. وهو الخيار الأفضل بالنسبة للأطفال دون سن الـ 12 عاماً، والنساء الحوامل والمرضعات. وهو قطعاً أفضل مسكن للألم بالنسبة إلى المسنين الذين يعانون مشكلات في الكلى، والأشخاص الذين يتعاطون دواء لضمان سيولة الدم. ومن المفارقات أن الناس لا يعرفون كيف يؤدي عقار أسيتامينوفين وظيفته، على رغم أن هذا الدواء متاح منذ أكثر من 100 عام. فهو، مثل جميع العقاقير المسكنة للآلام غير السترويدية، يمكنه تخفيف الحُمّى، وتسكين الآلام والأوجاع. لكنه لا يفعل أي شي لمكافحة الالتهابات. وعلى رغم مرور تلك السنوات منذ اكتشافه، لا يزال العلماء يجهلون ماذا يفعل هذا العقار في أجزاء الدماغ لينجح في إزالة الألم! ولضمان النأي عن المضاعفات غير المطلوبة عند تعاطي الأسيتامينوفين، يفضل أن يحرص الفرد على معرفة تركيب مسكن الألم الذي يمكنه أن يشتريه من الصيدلية من دون وصفة طبية، وذلك لأن عدداً كبيراً من أدوية السعال ونزلة البرد تحتوي على أسيتامينوفين ممزوجاً بمركّبات أخرى.
هناك أدوية مضادة للألم والالتهابات تصنفها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية باعتبارها مكملات غذائية صحية، ومنها المغنيسيوم، والكركم، وعُشْبَة زَهْرَة العُطاس. وهي مكونات طبيعية يمكن استهلاكها بأكبر كمية. لكنها بالطبع لها جوانب أرى لا بد من التنبّه لها. فالإكثار من تناول مكملات المغنيسيوم الغذائية يمكن أن تتسبب بإسهال حاد. كما أن الكركم مفيد جداً لمكافحة الالتهابات. لكنه يعزز تأثير الأدوية المُسيّلة للدم. وظلت عشبة زهرة العُطاس مستخدمة منذ مئات السنوات في الطب البديل. وهي متاحة حالياً في شكل مراهم وأقراص لتسكين الألم. وتشير الدراسات إلى أنها قادرة على خفض الالتهاب، ويمكنها أن تخفف أوجاع التهابات المفاصل الروماتويدية، وأوجاع أسفل الظهر. كما أن بعض العطارين يعرضون هذه العشبة في هيئة شاي. وتسمى أحياناً «آرنيكا». لكن الأطباء ينصحون بعدم تناولها مثل الشاي. وفي كل حال، ينصح العلماء بضرورة استشارة الصيدلي قبل تناول أي دواء مصنوع من الأعشاب الطبيعية. وتقول الأستاذة المساعدة بكلية الصيدلة بجامعة هيوستن رانيا الدسوقي، إن من الضروري الاطلاع على النشرة المرفقة بعبوة العقاقير المسكنة للألم، خصوصاً الغرض، والاستخدام، والتحذيرات، والتعليمات الخصة بكيفية الاستخدام. ومعروف أن نشرة الأدوية المضمنة في كل عبوة توفر معلومات بشأن الأعمار المناسبة للاستخدام، ومقدار الجرعة، وعدد المرات التي يمكن تناول الدواء فيها. ويرى صيادلة وأطباء أن القراءة وحدها لا تكفي؛ إذ يجب على الشخص أن يفهم ما تقوله تلك النشرات. فلربما تنصح بعدم تناول هذا الدواء إذا كان الشخص يتناول عقاراً أو عقاقير أخرى لحالات مرضية أخرى يعاني منها. وفي كل الحالات لا بد من أن يعرف الشخص مقدار الجرعة، وعدد المرات المسموح بتناولها، والحد الأقصى للجرعات التي يمكن تناولها. وإذا كان الشخص يعاني أمراضاً من قبيل مرض الكلى، أو صعوبات التنفس، أو ارتفاع ضغط الدم، ومشكلات القولون، وكلها أمراض وحالات يمكن أن تتأثر سلباً بتناول الأدوية المتاحة من دون وصفة طبية في الصيدليات، فيجب عليه قبل الشراء التحدث إلى الصيدلي، أو مراجعة الطبيب. وترى الدكتورة الدسوقي، أن استشارة الصيدلي أو الطبيب مهمة جداً قبل قيام الفرد بأخذ الدواء من الصيدلية دون استشارة طبية أو صيدلانية. وتضيف أن النصيحة الذهبية تتمثل في عدم تناول هذه الأدوية لفترة أطول مما يلزم. ويشير مختصون إلى أن غالبية الأدوية غير المقيدة بوصفة طبية إنما تعالج الأعراض. لكنها لا تقوم بدور يذكر في معالجة الأسباب الحقيقية للمرض. ولذلك فإن أفضل نصح في هذا الشأن: لا تتناول من أدوية تسكين الآلام أكثر مما تحتاج إليه. وتذكر جيداً أن الإفراط في تناول الأسبرين يمكن أن يكون قاتلاً. والخلاصة، أن نوع مسكن الألم الذي أنت بحاجة إليه يتوقف على طبيعة الألم، ومكانه في الجسم، وعلى المعطيات الخاصة بالحال الصحية، والتاريخ المرضي، ونوع الأدوية التي تتناولها. الأدوية المضادة للالتهابات غير السترويدية مفيدة لإزالة آلام الالتهابات، لكنها بالنسبة إلى الشخص المصاب قصور وظائف الكبد أو الكلى يمكن أن تزيد مرضه استفحالاً. وإذا لم يكن بوسعك استشارة طبيبك أو الصيدلي، فالأفضل أن تتناول دواء جربته في السابق ونجح في ما استخدمته من أجله. واتبع النصيحة التقليدية للأطباء: «عند اللزوم».
خرافات صحية.. وحِكَم شعبية !
شوربة الدجاج تساعد في معالجة نزلات البرد والإنفلونزا: هذا القول صحيح. فقد أثبت العلماء، أن الدجاج يحتوي على فيتامين بـ12، وبعض مضادات الأكسدة الأخرى، وفيتامينات تعزز جهاز المناعة. كما أن الدجاج غني بالبروتين المفيد لإصلاح الخلايا المتضررة. وإضافة مزيد من الخضار لمرق الدجاج ستزيد كمية الفيتامينات والمعادن المطلوبة للمساعدة في التعافي.
كُل تفاحة يومياً تغنيك عن مراجعة الطبيب: مقولة لا صحة لها من الناحية العلمية. ومع عدم صحتها، فهي يمكن أن تغنيك عن الذهاب إلى الصيدلية! وتشير دراسة إلى أن من يتناولون تفاحة كل يوم لا يحتاجون إلى عدد كبير من الأدوية التي تصرف بوصفة من الطبيب. وقال الباحثون، إن ذلك يعزى إلى أن من يأكلون تفاحة كل يوم أشخاص أصحاء في الغالب، ومستوياتهم التعليمية متقدمة، ولا يدخنون التبغ؛ وليس لأن التفاحة تملك قدرات سحرية على الشفاء. وبما أن التفاحة غنية بالمواد المغذية، فلن يضرك شيء إذا قررت أن تتناولها كل يوم.
الخروج بشعر مبلل بالماء يسبب نزلة البرد: هذه المقولة غير صحيحة. فإذا كان الشعر المبلل يجعلك ترتجف، فهو رد فعل على وجود التهاب. ولربما كان لديك التهاب آخذ في التنامي. ولكن إذا كانت صحتك جيدة بوجه العموم فلن تصيبك نزلة برد. إن جهاز المناعة يتضرر من نقص ساعات النوم والإجهاد، ما يجعل الفرد عرضة للإصابة بالمرض. لكن النزلة تصيب عدواها من شخص لآخر، خصوصاً في مواسم البرد. ومعروف أن الجراثيم والفايروسات تتفشى بسهولة حين يكون الأشخاص في غرف مغلقة تفتقر الى التهوية.
الجَزَر يقوي النظر: هذه المقولة صحيحة؛ إذ إن الجزر يحتوي على فيتامين (أ) الضروري لصحة النظر. ويتسبب نقص هذا الفيتامين في صعوبة النظر في الضوء الخافت. ولذلك ينصح اختصاصيو التغذية بالإكثار من الجزر، والبطاطا الحلوة، والخضار ذي الأوراق لنظر جيد خلال الليل.
غذِّ النزلة وجوِّع الحُمّى: صحيح. والأصح أن يقال غذِّ الفايروس وجوّع الجرثومة. ذلك أن التغذية الجيدة ضرورية للتعافي. ولذلك إذا أردت تحفيز جهاز المناعة ليتحرك ضد الفايروس المسبب لنزلة البرد، يجدر بك أن تتناول المواد الهايدروكربونية. غير أن الالتهابات الناجمة عن عدوى جرثومية ينفع معها الصوم، لضمان ألا يقوم جهاز المناعة بالإفراط في الرد على العدوى الجرثومية.
الكركم يساعد في منع الإصابة بمرض القلب: مقولة صحيحة، لأن الكركم معروف بقدرته على مكافحة الالتهابات، فضلاً عن احتوائه على مضادات للأكسدة. وكلها عناصر مهمة لمكافحة الإصابة بمرض القلب. ويصف الأطباء عملية الأكسدة بأنها أشبه بالصدأ الذي يصيب الحديد. ويقول خبراء التغذية، إن امتصاص العناصر النشطة في الكركم (مادة الكركمين) يتطلب دهوناً من قبيل زيت الزيتون، وقدراً من الفلفل الأسود. لكن المبالغة في تناول الكركم يمكن أن تتدخل في عمل الأدوية المسيلة للدم.
يقسم الأطباء والعلماء الأدوية المسكّنة للآلام، التي يمكن شراؤها من دون حاجة إلى وصفة طبية، إلى ثلاثة تصنيفات رئيسية. أبرزها مضادات الالتهابات الخالية من السترويد. ومن هذه الأدوية الأسبرين، ووآيبوبروفين، وأدفيل، ونابروكسين. وتقوم هذه الأدوية بمهمتها من خلال التدخل في قدرة الجسم على إنتاج المواد الكيميائية التي تجعل الإنسان يشعر بالألم والالتهاب. وتوفر هذه الأدوية تسكيناً أفضل للآلام الناجمة عن الالتهابات، مقارنة ببقية الأدوية المسكنة للألم. وإذا كان الشخص صحيح البدن، لا يعاني من أية مشكلات في الكلى، والمعدة، والقلب؛ فإن الأسبرين هو أفضل الخيارات، لأنه الأسرع تسكيناً للآلام التي لا تدوم طويلاً، كالصداع على سبيل المثال. وفي حال كان الشخص بعاني من فشل القلب فيجدر به تفادي تناول الأسبرين، لأنه يمكن أن يزيد حالته تفاقماً. كما أن مسكنات الآلام غير السترويدية يمكن أن تعزز فعالية الأدية التي تستخدم لترقيق الدم، منعاً للخثرات الدموية (الجلطات).
وفي حال لم يكن هناك خيار سوى تفادي مسكنات الألم غير السترويدية، لأن الشخص مصاب بقرحة في المعدة، أو لأن لديه حساسية من الأسبرين، أو لأنه يعاني من الربو؛ فإن أفضل دواء ينصح بتناوله هو أسيتامينوفين، الذي يسمى تجارياً تايلينول. وهو الخيار الأفضل بالنسبة للأطفال دون سن الـ 12 عاماً، والنساء الحوامل والمرضعات. وهو قطعاً أفضل مسكن للألم بالنسبة إلى المسنين الذين يعانون مشكلات في الكلى، والأشخاص الذين يتعاطون دواء لضمان سيولة الدم. ومن المفارقات أن الناس لا يعرفون كيف يؤدي عقار أسيتامينوفين وظيفته، على رغم أن هذا الدواء متاح منذ أكثر من 100 عام. فهو، مثل جميع العقاقير المسكنة للآلام غير السترويدية، يمكنه تخفيف الحُمّى، وتسكين الآلام والأوجاع. لكنه لا يفعل أي شي لمكافحة الالتهابات. وعلى رغم مرور تلك السنوات منذ اكتشافه، لا يزال العلماء يجهلون ماذا يفعل هذا العقار في أجزاء الدماغ لينجح في إزالة الألم! ولضمان النأي عن المضاعفات غير المطلوبة عند تعاطي الأسيتامينوفين، يفضل أن يحرص الفرد على معرفة تركيب مسكن الألم الذي يمكنه أن يشتريه من الصيدلية من دون وصفة طبية، وذلك لأن عدداً كبيراً من أدوية السعال ونزلة البرد تحتوي على أسيتامينوفين ممزوجاً بمركّبات أخرى.
هناك أدوية مضادة للألم والالتهابات تصنفها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية باعتبارها مكملات غذائية صحية، ومنها المغنيسيوم، والكركم، وعُشْبَة زَهْرَة العُطاس. وهي مكونات طبيعية يمكن استهلاكها بأكبر كمية. لكنها بالطبع لها جوانب أرى لا بد من التنبّه لها. فالإكثار من تناول مكملات المغنيسيوم الغذائية يمكن أن تتسبب بإسهال حاد. كما أن الكركم مفيد جداً لمكافحة الالتهابات. لكنه يعزز تأثير الأدوية المُسيّلة للدم. وظلت عشبة زهرة العُطاس مستخدمة منذ مئات السنوات في الطب البديل. وهي متاحة حالياً في شكل مراهم وأقراص لتسكين الألم. وتشير الدراسات إلى أنها قادرة على خفض الالتهاب، ويمكنها أن تخفف أوجاع التهابات المفاصل الروماتويدية، وأوجاع أسفل الظهر. كما أن بعض العطارين يعرضون هذه العشبة في هيئة شاي. وتسمى أحياناً «آرنيكا». لكن الأطباء ينصحون بعدم تناولها مثل الشاي. وفي كل حال، ينصح العلماء بضرورة استشارة الصيدلي قبل تناول أي دواء مصنوع من الأعشاب الطبيعية. وتقول الأستاذة المساعدة بكلية الصيدلة بجامعة هيوستن رانيا الدسوقي، إن من الضروري الاطلاع على النشرة المرفقة بعبوة العقاقير المسكنة للألم، خصوصاً الغرض، والاستخدام، والتحذيرات، والتعليمات الخصة بكيفية الاستخدام. ومعروف أن نشرة الأدوية المضمنة في كل عبوة توفر معلومات بشأن الأعمار المناسبة للاستخدام، ومقدار الجرعة، وعدد المرات التي يمكن تناول الدواء فيها. ويرى صيادلة وأطباء أن القراءة وحدها لا تكفي؛ إذ يجب على الشخص أن يفهم ما تقوله تلك النشرات. فلربما تنصح بعدم تناول هذا الدواء إذا كان الشخص يتناول عقاراً أو عقاقير أخرى لحالات مرضية أخرى يعاني منها. وفي كل الحالات لا بد من أن يعرف الشخص مقدار الجرعة، وعدد المرات المسموح بتناولها، والحد الأقصى للجرعات التي يمكن تناولها. وإذا كان الشخص يعاني أمراضاً من قبيل مرض الكلى، أو صعوبات التنفس، أو ارتفاع ضغط الدم، ومشكلات القولون، وكلها أمراض وحالات يمكن أن تتأثر سلباً بتناول الأدوية المتاحة من دون وصفة طبية في الصيدليات، فيجب عليه قبل الشراء التحدث إلى الصيدلي، أو مراجعة الطبيب. وترى الدكتورة الدسوقي، أن استشارة الصيدلي أو الطبيب مهمة جداً قبل قيام الفرد بأخذ الدواء من الصيدلية دون استشارة طبية أو صيدلانية. وتضيف أن النصيحة الذهبية تتمثل في عدم تناول هذه الأدوية لفترة أطول مما يلزم. ويشير مختصون إلى أن غالبية الأدوية غير المقيدة بوصفة طبية إنما تعالج الأعراض. لكنها لا تقوم بدور يذكر في معالجة الأسباب الحقيقية للمرض. ولذلك فإن أفضل نصح في هذا الشأن: لا تتناول من أدوية تسكين الآلام أكثر مما تحتاج إليه. وتذكر جيداً أن الإفراط في تناول الأسبرين يمكن أن يكون قاتلاً. والخلاصة، أن نوع مسكن الألم الذي أنت بحاجة إليه يتوقف على طبيعة الألم، ومكانه في الجسم، وعلى المعطيات الخاصة بالحال الصحية، والتاريخ المرضي، ونوع الأدوية التي تتناولها. الأدوية المضادة للالتهابات غير السترويدية مفيدة لإزالة آلام الالتهابات، لكنها بالنسبة إلى الشخص المصاب قصور وظائف الكبد أو الكلى يمكن أن تزيد مرضه استفحالاً. وإذا لم يكن بوسعك استشارة طبيبك أو الصيدلي، فالأفضل أن تتناول دواء جربته في السابق ونجح في ما استخدمته من أجله. واتبع النصيحة التقليدية للأطباء: «عند اللزوم».
خرافات صحية.. وحِكَم شعبية !
شوربة الدجاج تساعد في معالجة نزلات البرد والإنفلونزا: هذا القول صحيح. فقد أثبت العلماء، أن الدجاج يحتوي على فيتامين بـ12، وبعض مضادات الأكسدة الأخرى، وفيتامينات تعزز جهاز المناعة. كما أن الدجاج غني بالبروتين المفيد لإصلاح الخلايا المتضررة. وإضافة مزيد من الخضار لمرق الدجاج ستزيد كمية الفيتامينات والمعادن المطلوبة للمساعدة في التعافي.
كُل تفاحة يومياً تغنيك عن مراجعة الطبيب: مقولة لا صحة لها من الناحية العلمية. ومع عدم صحتها، فهي يمكن أن تغنيك عن الذهاب إلى الصيدلية! وتشير دراسة إلى أن من يتناولون تفاحة كل يوم لا يحتاجون إلى عدد كبير من الأدوية التي تصرف بوصفة من الطبيب. وقال الباحثون، إن ذلك يعزى إلى أن من يأكلون تفاحة كل يوم أشخاص أصحاء في الغالب، ومستوياتهم التعليمية متقدمة، ولا يدخنون التبغ؛ وليس لأن التفاحة تملك قدرات سحرية على الشفاء. وبما أن التفاحة غنية بالمواد المغذية، فلن يضرك شيء إذا قررت أن تتناولها كل يوم.
الخروج بشعر مبلل بالماء يسبب نزلة البرد: هذه المقولة غير صحيحة. فإذا كان الشعر المبلل يجعلك ترتجف، فهو رد فعل على وجود التهاب. ولربما كان لديك التهاب آخذ في التنامي. ولكن إذا كانت صحتك جيدة بوجه العموم فلن تصيبك نزلة برد. إن جهاز المناعة يتضرر من نقص ساعات النوم والإجهاد، ما يجعل الفرد عرضة للإصابة بالمرض. لكن النزلة تصيب عدواها من شخص لآخر، خصوصاً في مواسم البرد. ومعروف أن الجراثيم والفايروسات تتفشى بسهولة حين يكون الأشخاص في غرف مغلقة تفتقر الى التهوية.
الجَزَر يقوي النظر: هذه المقولة صحيحة؛ إذ إن الجزر يحتوي على فيتامين (أ) الضروري لصحة النظر. ويتسبب نقص هذا الفيتامين في صعوبة النظر في الضوء الخافت. ولذلك ينصح اختصاصيو التغذية بالإكثار من الجزر، والبطاطا الحلوة، والخضار ذي الأوراق لنظر جيد خلال الليل.
غذِّ النزلة وجوِّع الحُمّى: صحيح. والأصح أن يقال غذِّ الفايروس وجوّع الجرثومة. ذلك أن التغذية الجيدة ضرورية للتعافي. ولذلك إذا أردت تحفيز جهاز المناعة ليتحرك ضد الفايروس المسبب لنزلة البرد، يجدر بك أن تتناول المواد الهايدروكربونية. غير أن الالتهابات الناجمة عن عدوى جرثومية ينفع معها الصوم، لضمان ألا يقوم جهاز المناعة بالإفراط في الرد على العدوى الجرثومية.
الكركم يساعد في منع الإصابة بمرض القلب: مقولة صحيحة، لأن الكركم معروف بقدرته على مكافحة الالتهابات، فضلاً عن احتوائه على مضادات للأكسدة. وكلها عناصر مهمة لمكافحة الإصابة بمرض القلب. ويصف الأطباء عملية الأكسدة بأنها أشبه بالصدأ الذي يصيب الحديد. ويقول خبراء التغذية، إن امتصاص العناصر النشطة في الكركم (مادة الكركمين) يتطلب دهوناً من قبيل زيت الزيتون، وقدراً من الفلفل الأسود. لكن المبالغة في تناول الكركم يمكن أن تتدخل في عمل الأدوية المسيلة للدم.