أخبار

المرأة في عالم يدوم فيه «الطمث» !

أبحاث ودراسات لتأخير انقطاعه أو وقفه كلياً والحفاظ على القدرة الإنجابية مدى الحياة

/ محرم 03:20 / أغسطس هـ 01 14 Class="articledate">الثلاثاء

أحمد ياسين (واشنطن) _online@ (لندن)، «عكاظ»

تساءلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية: هل يمكن التخلص من انقطاع الطمث؟ وكتبت: تخيل أنه بات بمستطاع المرأة أن لا تصل إلى مرحلة انقطاع الطمث، أو أن تستطيع تأخيرها، أو أن تقرر متى تريد انقطاع الطمث لديها. ويعني ذلك أن النساء يمكن أن يحافظن على خصوبتهن الإنجابية فترة أطول. ولن تعاني المرأة من المشكلات المرافقة لانقطاع الطمث، من سخونة، وتقلبات مزاجية، وضباب دماغي. ومع أن الطمث يعني مرور سنة كاملة من دون حيض، وهو ما يعني بداية نهاية الخصوبة، إلا أن انقطاع الطمث يؤدي إلى توقف المبايض عن وظيفتها، وعدم قدرتها على إنتاج الهرمونات المهمة لحياة المرأة، وهو ما يؤدي بدوره إلى تسريع الشيخوخة البيولوجية لدى المرأة، ما يزيد مخاطر إصابتها بعدد من المشكلات الصحية الخطرة. وقالت مؤسسة مختبر سيلمارتيكس في نيويورك بيراي يورتاس، إن انقطاع الطمث هو أكبر عوامل تسريع أمراض الشيخوخة لدى النساء، بما في ذلك مرض القلب، والإصابة بالجلطات الدموية، وأمراض جهاز المناعة، وتضاؤل القدرات الإدراكية في دماغ المرأة. وأضافت يورتاس، التي يعنى مختبرها بالأبحاث الخاصة بتحسين صحة المبايض، أن انقطاع الطمث يعني نهاية وظيفة عضو مهم في الجسم. بيد أن يورتاس وعدداً من زميلاتها العالمات في هذا الشأن، يتحدين فكرة أن انقطاع الطمث هو جزء مهم من عملية الشيخوخة. ويشرن إلى أبحاث أوردت حالات نساء مررن بتجربة انقطاع الطمث في وقت متأخر من حيواتهن، فتقلصت المخاطر الصحية التي واجهتهن، وعشن عمراً أطول، مقارنة بمن انقطع طمثهن في عمر أصغر. ويقول الباحثون، إن النساء عادة لا يصبن إلا بعدد قليل من الأمراض المزمنة، مقارنة بالرجال، إلى أن ينقطع الطمث فتبدأ صفحة أخرى من الحياة الصحية للأنثى. ونقلت «الجورنال» عن الأستاذة المساعدة في صحة المرأة أستاذة علوم الإنجاب في جامعة كولومبيا الأمريكية الدكتورة زئيف وليامس: بات راسخاً في تفكيرنا أن انقطاع الطمث أمر لا بد منه، وأنه سيحدث في نهاية المطاف. وذكرت زميلتها المحاضرة الجامعية يوسن سوه، أن تجربتها الشخصية مع انقطاع الطمث، خصوصاً الضباب الدماغي، وتقطع النوم، دفعتها إلى التحمس للعمل مع الدكتورة وليامس في دراسة شيخوخة المبايض. وتهدف المساعي الجارية لتأخير انقطاع الطمث أو وضع حد له نهائياً إلى التركيز على تحسين صحة المرأة على المدى الطويل؛ فيما يفكر علماء وباحثون آخرون بتحسين الخصوبة. ويأملون بأن يتمكنوا من جعل المرأة قادرة على الحمل والإنجاب حتى سنواتها الأخيرة على قيد الحياة. وبذلك لن يكون ثمة سبب لقيام نساء في منتصف العقد الثالث من أعمارهن بتجميد بويضاتهن لاستخدامها في وقت متأخر من حياتهن. وإذا تبلورت فوائد الدراسات والأبحاث في هذا المجال، فسيكون بمستطاع النساء اللاتي بلغن نهاية عقدهن الرابع أن يحملن وينجبن من دون حاجة إلى مراجعة مستشفيات العقم والصحة الإنجابية. وهي عملية مكلفة جداً، ومدمرة عاطفياً للمرأة وأسرتها، وغالباً لا تجدي فتيلاً. وإذا تمكن الباحثون من إبطاء انقطاع الطمث أو إلغائه تماماً؛ فسيكون بمستطاع النساء أن يتفرغن في عقدهن الثالث لمتابعة تقدمهن الوظيفي، من دون استعجال للبحث عن شريك، وإنجاب أطفال قبل حلول الأجل البيولوجي لخصوبتهن. وسيكون بمستطاعهن تفادي الإصابة بأمراض مدمرة، كالخرف وأمراض القلب. غير أن ثمة نساء يرحبن بانقطاع الطمث، لأنه يعني بالنسبة إليهن توقف الدورة الشهرية، وعدم الوقوع في عواقب الحمل غير المقصود. ويرى أطباء، أنه لا قيمة لجهود تبطئة انقطاع الطمث أو إلغائه كلياً، وأنهم ليسوا مقتنعين بالمبررات، وأن الأمر لا يزال يتطلب دراسات شاملة ووافية. وقالت مديرة عيادة الصحة النسائية في مستشفى مايو كلينيك الدكتورة ستيفاني فوبيون، التي ترأس الجمعية الأمريكية الشمالية لانقطاع الطمث، إن القضاء على انقطاع الطمث قفزة في المجهول. وحذرت من المزاعم بأن وقف انقطاع الطمث سيؤدي إلى تحسين صحة المرأة. وأضافت: الحقيقة المتمثلة في أن انقطاع الطمث الذي يحدث بشكل طبيعي في وقت متقدم من عمر المرأة تعني مخاطر أقل للإصابة بأمراض القلب. لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن تأخير انقطاع الطمث بطرق اصطناعية سيؤدي إلى تقليص تلك المخاطر الصحية. وتصل غالبية النساء إلى مرحلة انقطاع الطمث في أواخر سنوات عقدهن الرابع أو الخامس. ومتوسط العمر الذي يحدث فيه الانقطاع هو 51 سنة. وعادة ما تسبقه أعراض متصلة بانقطاع الطمث قد تستمر من ثلاث إلى عشر سنوات، يحدث خلالها اضطراب في موعد الدورة الشهرية، وتتذبذب خلالها الهرمونات في الجسم. وقد تؤدي إلى أعراض أخرى متباينة.

يحدث انقطاع الطمث حين تفتقر المبايض إلى البصيلات، وهي أكياس صغيرة مملوءة بسائل. ويحتوي كل منها على بويضة واحدة، محاطة بخلايا مساندة من المبيض. وتولد معظم الإناث بنحو مليون بويضة عند الولادة. لكنها تتناقص إلى نحو 300 ألف بويضة عند بلوغ الأنثى سن الرشد. وبعد ذلك تموت البويضات بمعدل نحو ألف بويضة شهرياً. ويقوم الجسم بإطلاق بويضة ناضجة وحيدة كل شهر قابلة للتخصيب. ويطلق المبيض من احتياطاته مئات البويضات، لكنها تتكسر وتموت قبل بلوغها النضج الذي يجعلها قابلة للتخصيب.

فحوصات العقود الثالث والرابع والخامس

على رغم فتوة الشباب خلال سنوات العقد الثاني؛ فإن الأطباء ينصحون بأن يخضع كل شخص في هذه الفئة لفحص جسمه أو جسمها من الأمراض التناسلية، خصوصاً الإيدز، والسيلان. كما أنه يمكن فحص العشرينيين لمرض التهاب الكبد الوبائي (ج). وتقول الخدمة الأمريكية للوقاية من الأمراض، إن أي شخص يجب أن يخضع لفحص فايروس الكبد الوبائي (ج) مرة على الأقل خلال حياته. وتنصح المرأة من سن 21 سنة إلى 65 سنة بفحص سرطان الرحم. وينصح الأطباء النساء من عمر 21 إلى 29 سنة بفحص سرطان الرحم كل ثلاث سنوات. وبالنسبة إلى النساء من سن 30 إلى 65 سنة، فإنهن يُنصح بالخضوع لفحص سرطان الرحم كل ثلاث سنوات. كما أنه يتعين على الشخص في عقده الثالث البدء في التفكير بفحص السكري والكولسترول. وينصح الشخص عند بلوغه عامه الـ 35 بفحص وجود السكري من النوع الثاني، خصوصاً إذا كان بديناً، أو يعاني من السمنة. وقالت الاستشارية في طب الأسرة بمستشفى مايو كلينيك الدكتورة جاي شيري ألَان، إنها عادة تحرص على معرفة وزن الشخص، والتاريخ المرضي لأسرته، خصوصاً مرض القلب، وأسلوب حياته لتحدد إذا كان يتعين البدء في فحص السكري والكولسترول. وعند بلوغ الشخص سن الـ 40، يتعين عليه فحص مستويات الكولسترول، لمعرفة ما إذا كان يتعين أن يأخذ أقراص الستاتن Statin، وهو عقار مصمم لخض الكولسترول. وعند بلوغ المرأة سن الـ 40، يتعين عليها أن تخضع لفحص سرطان الثدي كل سنتين. وتنصح جمعية السرطان الأمريكية النساء من سن 45 إلى 54 سنة بأن يخضعن لفحص سرطان الثدي سنوياً. وبعد تجاوزهن ذلك العمر يجب أن يفحصن سنة ثم لا يفحصن السنة التالية. وعندما تبلغ المرأة سن الـ 45، يجب أن تخضع لفحص سرطان المستقيم والقولون. وعادة ما يتم هذا الكشف إما بالمناظير، أو فحص الفسحة. وحتى لو لم يكن الشخص يرتدي نظارات للنظر، أو لا يزور طبيب العيون بشكل منتظم، فيجب عليه عند بلوغه سن الـ 40 أن يخضع لفحص شامل لقاع العين. ويتعين عليه التعجيل بذلك قبل بلوغه سن الـ 40 إذا كان يعاني من السكري، أو إذا كان له تاريخ وراثي مع مرض العيون. وعند بلوغ الفرد سنته الـ 50 يجب فحص المرأة لهشاشة العظام، خصوصاً إذا قرر طبيب الأسرة أن عظامها باتت قابلة للكسر. وعند بلوغ الشخص سن الـ 50 وحتى سن الـ 80 يجب إخضاعه لفحص سرطان الرئة، خصوصاً إذا كان يدخن ما لا يقل عن 20 لفافة تبغ يومياً، أو من توقف عن التدخين خلال الـ 15 سنة الماضية. وعلى رغم خلافات الأطباء بشأن موعد فحص سرطان البروستاتا، إلا أن التقليد الطبي الجاري هو أن أي شخص كان لديه أخ أو أب تم تشخيص إصابته بسرطان البروستاتا قبل بلوغه سن الـ 65 عليه أن يخضع لذلك الفحص منذ بلوغه سن الـ 45 سنة. وعند بلوع الشخص عقده السادس، يجب أن يفحص هشاشة عظامه. وبالنسبة للأشخاص الذين تعاطوا التدخين في السابق عليهم الخضوع مرة واحدة لفحص تمدد الأوعية الدموية الأبهري البطني، بين سن 65 و75 سنة. ويقرر بعض الأطباء إخضاع الشخص لفحص القدرات الإدراكية خلال سنوات عقده السادس، تحسباً من احتمالات إصابته بمرض ألزهايمر، وبأنواع الخرف الأخرى المبددة للعقل والذاكرة.