«تعز».. على قيد الحصار
أرقام صادمة توثق جرائم أطول حصار عبر التاريخ تعيشه المحافظة الأكثر سلمية ونضالا
هـ Class="articledate">الأحد / 16:55 2023 يوليو ذو الحجة / الاحد 1444 / 16 28
eed_aljafare@ سعيد (عدن) الجعفري
وثق تقرير حديث صادر عن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان جملة من الانتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها المليشيا الحوثية، ضمن حالة الحصار التي تفرضها على مدينة تعز اليمنية للعام الثامن على التوالى.
وأورد التقرير الذي حمل عنوان «تعز أطول حصار في التاريخ» الكثير من الحقائق حول معاناة المدنيين الواقعين تحت تأثير الحصار. مفيدا بأن قرابة 26 ألف حالة انتهاك طالت المدنيين في تعز، خلال فترة الحصار المفروض على المدينة والذي لا يزال مستمراً منذ أكثر من 8 سنوات.
وقال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان إنه وثق ما مجموعه 25,973 انتهاكاً طالت المدنيين خلال الفترة من 21 مارس 2015 إلى 30 يونيو 2023.
ولفت التقرير إلى أن هذه الانتهاكات الموثقة ضد المدنيين فقط، بخلاف الاعتداء على الممتلكات الخاصة أو العامة أو التهجير القسري، تنوعت بين الاستهداف المباشر بالقصف والقنص، وضحايا حوادث الألغام، وحالات الاختطاف والإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي والتعذيب والاعتداء وانتهاك حرية التعبير.
وأشار إلى أنه وخلال فترة الحصار قتل 4,105 مدنيين؛ بينهم 878 طفلاً و464 امرأة، فيما وصل عدد المصابين إلى 17,948 مدنياً؛ بينهم 2,132 طفلاً و2,660 امرأة. بينما حصدت الألغام 2,075 ضحية من المدنيين، «حيث وثق فريق الرصد الميداني للمركز مقتل 779 مدنياً؛ بينهم 38 طفلاً و23 امرأة، وإصابة 1,296 آخرين؛ بينهم 71 طفلا و30 امرأة، جراء عشرات الآلاف من الألغام التي زرعتها جماعة الحوثيين في المدينة».
وأوضح التقرير أن حالات الاختطاف لمدنيين بلغت 496 حالة، إضافة إلى 175 حالة إخفاء قسري، و897 حالة احتجاز تعسفي، و102 حالة تعذيب؛ أفضت العديد منها للموت أو الإعاقة الدائمة والشلل التام عن الحركة أو الجنون والحالة النفسية، و97 حالة اعتداء على مدنيين، و78 انتهاكا لحرية الرأي والتعبير.
أما في ما يخص الانتهاكات التي طالت الممتلكات العامة والخاصة، فقد أورد التقرير 4,001 حالة انتهاك، منها 614 انتهاكا لممتلكات عامة، و3,387 لممتلكات خاصة، تنوعت بين تفجير وتدمير كلي أو جزئي واقتحام ونهب، وتضرر مركبات.
وأكد مركز المعلومات أن مواصلة جماعة الحوثيين فرض الحصار المطبق على المدينة «الذي يتجاوز اليوم 8 أعوام كأطول حصار في التاريخ الحديث، إنما يؤكد سعيها في استمرار منهجها نحو إبادة المدينة، وارتكاب أشنع جريمة على وجه التاريخ بشكل عنصري ضد أبناء المحافظة الأكثر سلمية ونضالا».
وكانت قد انطلقت حملة واسعة، الخميس، ضد الحصار الذي تفرضه المليشيا الحوثية على مدينة تعز، وسط تجاهل دولي لمعاناة ملايين السكان المحاصرين في المدينة الذين تمنع عنهم المليشيات الحوثية وصول الغذاء والدواء.
وضمن فعاليات «أسبوع التوثيق لذاكرة المدينة»، وذلك بالتزامن مع مرور 3000 يوم على الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي على المحافظة الواقعة جنوب غربي اليمن طالب محافظ تعز نبيل شمسان المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه حصار المدينة، داعياً إلى الضغط على الحوثيين لفك الحصار وإعطاء أولوية لتعز في أي محادثات قادمة.
وتطرق شمسان إلى الآثار الكارثية للحصار، الذي تسبب بتدمير البنية التحتية والخدمية وتدمير المنشآت وإغلاق الطرق ونزيف الأرواح بالقصف اليومي والقنص والألغام وصعوبة الحصول على الخدمات المعيشية والسفر وانتقال المرضى.
وأوضح أن الحصار تسبب بأزمة مياه تصل إلى 75% من احتياج السكان وبتدمير 50% من شبكة الطرق وبارتفاع تكلفة السفر وبارتفاع طول المسافة 1000%، لنقل البضائع ما أدى لارتفاع الأسعار 35%، مقارنةً بالمناطق المحررة، وكذلك الحوادث المرورية التي بلغت 481 نتج عنها 374 حالة وفاة وإصابة 966 حالة وخسائر قدرت بـ475 مليون دولار.
في الوقت الذي تسبب فيه الحصار بتضرر 180 مدرسة وإغلاق 31 مدرسة وتضرر 32 ألف طالب وطالبة، بينما بلغ عدد الطلاب المتضررين من عدم القدرة على الوصول للجامعات 8000 طالب وطالبة.
في حين بلغت الخسائر المالية في الإيرادات 228 مليون دولار في العام الواحد وتضرر 9000 عامل. هذا وبلغ ضحايا الألغام 1700 قتيل وجريح، كما تضرر 258 منزلاً و40 منشأة تجارية وتم اختطاف 718 من المدنيين.
وشهد التدشين عرض فيلم «تعز على قيد الحصار» الذي استعرض عملية الحصار منذ البداية وحتى اليوم وآثار ذلك على ارتفاع أعداد الضحايا والانتهاكات، وكذلك ارتفاع حدة المعاناة لأبناء مدينة تعز.
وكان الرئيس اليمني الدكتور رشاد العليمي قد أكد في اتصال هاتفي بمحافظ محافظة تعز نبيل شمسان التزام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بجعل قضية تعز وإنهاء حصارها الإجرامي المستمر منذ 3000 يوم أولوية قصوى على مساري السلام، والردع العسكري.
وحيا رئيس مجلس القيادة الرئاسي كافة الفعاليات والناشطين الذين أظهروا تضامنهم المعهود مع أكثر من 4 ملايين من سكان تعز المحاصرين بآلة الحرب الحوثية، في مسعاها الفاشل لإخماد مهد الثورات، وحركات المقاومة الوطنية ضد الإمامة والاستبداد والتخلف على مر العصور.