يتدفق جموع حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح اليوم الثامن من شهر ذي الحجة على منى لقضاء يوم التروية، رافعين أصواتهم بالتلبية، متجهين إلى الله تلهج ألسنتهم على اختلاف لغاتهم بتلبية نداء الخالق -جل جلاله- وبذكره -تعالى-.

وتتم رحلة الحجيج في مرحلتها الأولى صباح اليوم بالتصعيد من مكة المكرمة إلى منى وسط أجواء روحانية، بفضل الله ثم بفضل ما هيأته لهم حكومة المملكة من إمكانات في مختلف المجالات؛ وفي مقدمتها شبكة الطرق السريعة الحديثة بما اشتملت عليه من أنفاق وجسور وقطارات، كما يساهم أفراد قوى الأمن من جميع القطاعات العسكرية في تعزيز جهود رجال المرور فى تنظيم حركة التصعيد، وإرشاد ضيوف الرحمن، ومساعدتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.

ووفقاً للتقارير الميدانية التي تابعتها «عكاظ» ميدانياً، فإن حركة السير سوف تتم بمزيد من السهولة واليسر، وذلك لدقة التنظيم ورحابة الطرق التي تربط بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وتعددها واستخدام التقنية الحديثة فى تصميمها، وتساهم وسائل النقل الحديثة المزودة بما يوفر الراحة للحجاج في خدمة ضيوف الرحمن.

وتابعت «عكاظ» توفر كافة الخدمات التموينية والصحية والإرشادية على مختلف الطرق المؤدية إلى منى، إضافةً إلى اكتمال جميع المرافق والخدمات؛ وفق ما هو مخطط له في مشعر منى، حيث يتواجد عشرات المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية بالحرس الوطني والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي والهلال الأحمر السعودي، وكذلك المستوصفات والمراكز الصحية ومراكز ضربات الشمس والإرهاق الحراري.

كما رصدت «عكاظ» توفر مراكز الاتصالات في جميع المشاعر المقدسة التي تربط الحاج بأهله وذويه فى مختلف أنحاء العالم عبر الاتصالات الهاتفية والبريدية والبرقية والتلكسية، فيما تم توفير كميات المياه اللازمة لحجاج بيت الله الحرام في منى وفي كافة أنحاء المشاعر المقدسة إلى جانب انتشار البرادات والمياه الصحية.

1,800,000 تأشيرة إلكترونية

أعلن نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط، أن الوزارة أصدرت مليوناً و800 ألف تأشيرة إلكترونية للحج في وقتٍ قياسي في موسم هذا العام، مشيراً إلى أن معايير قياس نجاح الحج تتمثل في ثلاثة معايير هي: أمن وسلامة وصحة الإنسان، إلى جانب إدارة الحج والأمور التنظيمية؛ التي تنعكس على توفير المناخ الملائم لضيوف الرحمن في أداء مناسكهم لينعموا بالراحة والاستقرار.

واعتمدت الوزارة على أداء غالبية أعمالها تقنياً ولم تغفل الجانب غير التقني، إذ نُفذت بروحٍ إبداعية وتفانٍ كبير من كوادرها البشرية المؤهلة في خدمة ضيوف الرحمن؛ الذين يستشعرون أن خدمة ضيوف الرحمن شرفٌ وأمانة.

وأشار الدكتور مشاط إلى وجود خمس نقاط لنقل الحجاج من منى إلى الحرم وفق مسارات محددة.