زَبَدُ البحر أجرُ بانٍ.. عُمرٌ ثانٍ
Class="articledate">الخميس 1444 / ذو 04 الخميس 02:11 / / الحجة هـ يونيو 22 2023
رشيد كاتب حويل Ralbaidhani@ سعودي د بن البيضاني
قيل: التهليل إثبات لوحدانية الرب، والتسبيح تنزيه وتقديس، وأفضل الكلام إثبات التوحيد «لا إله إلا الله»، للشيخ عبدالعزيز بن باز.. وأقول: ثمة فرقٌ بين «الوحدانية»؛ التي هي صفة ذاتية لله تعالى، و«التوحيد»؛ الذي هو اعتقاد العبد أن الله متصف بذلك.. إذن؛ ما «الوحدانية» ومعنى «التوحيد» عند المتكلمين؟ وكيف يتم التفاضل بين التهليل والتحميد والتسبيح؟، وما الحكمة من اقتران الحمد بالتسبيح؟.
•• •• ••
حين نتأمل التأويل العلمي والعقلي والتراثي لجملة «زبد البحر» أجراً على التهليل والتحميد والتسبيح؛ فهي كناية عن المبالغة في الكثرة.. فمن يذكر الله بصفات التهليل والتحميد والتسبيح؛ حطت عنه خطاياه «ولو كانت مثل زبد البحر» التي لا يحصيها إلا الله.. لذلك، كان التهليل والتسبيح والتحميد طمأنينة للقلب وإزالة الخوف وهزيمة الأرق، ومن يدمنها يصبح مثل ينبوع متفجر أو فيضان هادر.
•• •• ••
بين التسبيح المقرون بالتحميد، والدلالة على «الوحدانية» و«التوحيد»؛ هناك نصوص ذكرت «الحمد» معترضاً بين أوقات «التسبيح»، فحقهما الجمع اعتقاداً وقولاً.. في «الاعتقاد» يكون الجمع بينهما بإثبات صفات الكمال لله وتنزيهه من النقائص، وفي «القول» يكون بصيغ وردت في السنة والآثار.. لذلك؛ فإفراد «التسبيح» و«التحميد» يستلزم كل منهما الآخر، واقترانهما يدل على إثبات الكمالات ونفي النقائض في حق الله على الإجمال.
•• •• ••
في إقران المتكلمين التسبيح بالتحميد؛ فإنهم يستدلون بقوله تعالى: «وإن من شيء إلا يسبح بحمده»، وقوله: «والملائكة يسبحون بحمد ربهم».. وفي استشهادهم بالسنة النبوية المطهرة؛ قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده».. وفي مقارنة لابن كثير؛ «التسبيح»: تنزيه وتبرئة من النقص ويستلزم إثبات الكمال، و«الحمد»: إثبات صفات الكمال ويستلزم التنزيه من النقص.
•• •• ••
وعند كلام «ابن تيمية» عن التسبيح والتحميد: «نفي العايب وإثبات المحامد، وذلك يتضمن التعظيم»؛ دلالة على أنهما يجمعان النفي والإثبات.. وأولئك المأسورون بغسل همومهم بالدموع دون «الِذِكر»؛ لن يصبح داخلهم نظيفاً بالدمعة وحدها، كشجرة مهووسة ببتلاتها الملونة وكأنها وحيدة الكون.. فإذا جعلنا «الذِكر» عُمراً ثانياً لن تتبدد عنا متعة الاسترخاء، ولن ننصرف عن الآخرة بحطام الدنيا، ولن نخشى مرور الأيام.
•• •• ••
حين نتأمل التأويل العلمي والعقلي والتراثي لجملة «زبد البحر» أجراً على التهليل والتحميد والتسبيح؛ فهي كناية عن المبالغة في الكثرة.. فمن يذكر الله بصفات التهليل والتحميد والتسبيح؛ حطت عنه خطاياه «ولو كانت مثل زبد البحر» التي لا يحصيها إلا الله.. لذلك، كان التهليل والتسبيح والتحميد طمأنينة للقلب وإزالة الخوف وهزيمة الأرق، ومن يدمنها يصبح مثل ينبوع متفجر أو فيضان هادر.
•• •• ••
بين التسبيح المقرون بالتحميد، والدلالة على «الوحدانية» و«التوحيد»؛ هناك نصوص ذكرت «الحمد» معترضاً بين أوقات «التسبيح»، فحقهما الجمع اعتقاداً وقولاً.. في «الاعتقاد» يكون الجمع بينهما بإثبات صفات الكمال لله وتنزيهه من النقائص، وفي «القول» يكون بصيغ وردت في السنة والآثار.. لذلك؛ فإفراد «التسبيح» و«التحميد» يستلزم كل منهما الآخر، واقترانهما يدل على إثبات الكمالات ونفي النقائض في حق الله على الإجمال.
•• •• ••
في إقران المتكلمين التسبيح بالتحميد؛ فإنهم يستدلون بقوله تعالى: «وإن من شيء إلا يسبح بحمده»، وقوله: «والملائكة يسبحون بحمد ربهم».. وفي استشهادهم بالسنة النبوية المطهرة؛ قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده».. وفي مقارنة لابن كثير؛ «التسبيح»: تنزيه وتبرئة من النقص ويستلزم إثبات الكمال، و«الحمد»: إثبات صفات الكمال ويستلزم التنزيه من النقص.
•• •• ••
وعند كلام «ابن تيمية» عن التسبيح والتحميد: «نفي العايب وإثبات المحامد، وذلك يتضمن التعظيم»؛ دلالة على أنهما يجمعان النفي والإثبات.. وأولئك المأسورون بغسل همومهم بالدموع دون «الِذِكر»؛ لن يصبح داخلهم نظيفاً بالدمعة وحدها، كشجرة مهووسة ببتلاتها الملونة وكأنها وحيدة الكون.. فإذا جعلنا «الذِكر» عُمراً ثانياً لن تتبدد عنا متعة الاسترخاء، ولن ننصرف عن الآخرة بحطام الدنيا، ولن نخشى مرور الأيام.