أخبار

شبح «السترات الصفراء» يعود إلى شوارع فرنسا

في أول احتجاج ضد التضخم ومعاشات التقاعد

19:41 2023 هـ /

السترات الصفراء في فرنسا

(باريس) «عكاظ» _online@

تزامناً مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات العمالية في فرنسا بعد انضمام الأطباء للمظاهرات الأسبوع الماضي، تظاهر أنصار حركة «السترات الصفراء» اليوم (السبت) في العاصمة الفرنسية باريس احتجاجا على التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة ورفض الحكومة استخدام المادة 49.3 المتعلقة بإصلاح قانون العمل.

وأفادت وسائل إعلام دولية بأن موكب المظاهرات بدأ من ساحة بريتويل في الدائرة السابعة بباريس، وتحرك باتجاه شارع بيرسي بوليفارد في الدائرة الثانية عشرة بالعاصمة، قبل أن يتم منعهم من جميع الجهات من قبل قوات الشرطة والدرك، مبينة أن آلاف الأشخاص شاركوا في المظاهرة من ساحة بريتويل.

وقال أحد مؤيدي الحركة الاحتجاجية: «الوضع في فرنسا صعب للغاية على الفقراء، إنهم محرومون من العلاج وفواتير الكهرباء والغذاء الجيد، في الوقت نفسه، هناك مجموعة من المستغلين يأخذون كل شيء والدولة تحميهم».

وكانت حركة «السترات الصفراء»، التي انطلقت قبل 4 أعوام، ومثلت التحدي الأكبر والأهم أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في فترة ولايته الأولى، قد دعت في وقت سابق اليوم إلى تنظيم مظاهرات في باريس ومناطق عدة أخرى اعتراضا على قانون التقاعد المطروح حاليا أمام البرلمان الفرنسي، وأيضا للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية لاحتواء تداعيات الأزمة الاقتصادية.

وفي محاولة استباقية لاحتواء الأزمة، أبدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن مرونة حيال إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل، معتبرة أن حلولا أخرى ستكون ممكنة لتساعد الحكومة بشأن خطتها لرفع سن التقاعد إلى 65 عاما.

وكانت بورن قد التقت الثلاثاء النقابات لمناقشة خطة الإصلاح، فيما أعلن الرئيس ماكرون حزمة إجراءات، خلال كلمته التي ألقاها في احتفالات العام الجديد، من شأنها تهدئة الشارع، أبرزها خطة لإعادة هيكلة المستشفيات ونظام الدعم الصحي استجابة لمطالب الأطباء، مؤكداً عزمه على إصلاح نظام التقاعد الذي تأخر كثيرا في البلاد، على حد قوله.

وتطرق ماكرون في كلمته إلى أزمة الطاقة المتفاقمة في البلاد، متعهداً بالسعي لحلها، مطالباً الفرنسيين بالاستمرار في توفير الطاقة لتجنب تداعيات أكبر للأزمة.

يذكر أن «السترات الصفراء» هي حركة احتجاجات شعبية ظهرت في شهر مايو 2018، ثم زادت شهرتها وقوتها بحلول شهر نوفمبر من العام نفسه، حيث تمكنت من إشعال فتيل المظاهرات في فرنسا، مطالبة بعدم رفع الضريبة على أسعار الوقود والبنزين، يليها عدد من المطالب الأخرى الاجتماعية والسياسية.