الرئيس الصيني: القمة العربية الصينية ستقود نحو مستقبل أجمل
Class="articledate">الجمعة هـ 18:42 15 09 Class="articledate">الجمعة /
«عكاظ» (الرياض)
أكد رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ أن «قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية» حدث مفصلي في تاريخ العلاقات الصينية العربية وستقود العلاقات والتعاون بين الصين والدول العربية نحو مستقبل أجمل.
وقال في كلمته خلال «قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية» التي أقيمت اليوم (الجمعة) في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات: «يتواصل الود بين الصين والدول العربية بجذورها في أعماق التاريخ حيث تلاقت وتعرفت بعضها على البعض عبر طريق الحرير القديم، وتقاسمت السراء والضراء في تيار النضال من أجل التحرير الوطني وحققت التعاون والكسب المشترك في تيار العولمة الاقتصادية وظلّت تتماسك بالحق والعدالة في العالم المتغير والمتقلب، وبلورت من خلالها روح الصداقة الصينية العربية المتمثل في التضامن والتآزر والمساواة والمنفعة المتبادلة والشمول والاستفادة المتبادلة»، وعدّ التضامن والتآزر ميزة بارزة للصداقة الصينية العربية.
وأضاف بينغ: «تثق الصين والدول العربية ببعضها البعض وتربطهما مشاعر أخوية، حيث نتبادل الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الحيوية للجانب الآخر، ونتحد ونتقدم معاً في قضية تحقيق نهضة الأمة ونتضامن بروح الفريق الواحد ضد جائحة كورونا»، مشيراً إلى أن الشراكة الإستراتيجية الصينية العربية أصبحت قائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة للمستقبل الأفضل.
وعدّ رئيس جمهورية الصين الشعبية المساواة والمنفعة المتبادل قوة دافعة لا تنضب للصداقة الصينية العربية، ويعد التعاون الصيني العربي القائم على المنفعة المتبادل والكسب المشترك نموذجا يحتذى به، حيث تم إنشاء 17 آلية تعاون بين الجانبين في إطار منتدى التعاون الصيني العربي وخلال السنوات العشر الماضية تجاوز حجم التبادل التجاري نحو 300 مليار دولار أمريكي، وبلغ رصيد الاستثمار المباشر المتبادل 27 مليار دولار أمريكي، وتم تنفيذ أكثر من 200 مشروع في إطار التعاون في بناء الحزام والطريق التي عادت بالأخير على قرابة ملياري نسمة من السكان.
وأشار بينغ إلى أن الشمول والاستفادة المتبادلة تعد قيم الصداقة الصينية العربية وتتبادل الحضارتان الإعجاب وتسجلان فصولا تاريخية رائعة من التعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة.
وأضاف: «تشهد منطقة الشرق الأوسط تغيرات جديدة وعميقة وباتت رغبة الشعوب العربية في السلام والتنمية أكثر إلحاحا وعلى الجانبين الصيني والعربي بوصفهما شريكين استراتيجيين تطوير روح الصداقة وتعزيز التضامن والتعاون وبناء مجتمع مشترك بما يعود بمزيد من الفوائد على شعوب الجانبين».
وأكد بينغ أهمية التمسك بالاستقلالية وصيانة المصالح المشتركة، مشدداً على دعم جهود الدول العربية لاستكشاف طرق التنمية التي تتماشى مع ظروفها الوطنية والتحكم في مستقبلها ومصيرها.
وتابع: «ويحرص الجانب الصيني على تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة مع الجانب العربي، وتبادل الدعم الثابت في مساعي الجانب الآخر إلى الحفاظ على سيادة البلاد وسلامة الأراضي والكرامة الوطنية، وعلى الجانبين التماسك سويًا بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية والدفاع عن الحق وحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية، وعلينا التركيز على التنمية الاقتصادية وتعزيز التعاون القائم على الكسب المشترك».
وأضاف: «من الضروري تعزيز المواءمة بين الإستراتيجيات التنموية وبناء الحزام والطريق بجودة عالية، وتوطيد تعاون تقليدي في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والبنية التحتية وغيرها، وتقوية أقطاب النمو المتصاعدة مثل التنمية الخضراء، وخفض الكربون والصحة والاستثمار والمالية، وبحث وفتح آفاق جديدة في مجالات الطيران والفضاء والاقتصاد الرقمي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية والتعامل الفعال مع التحديات الكبرى القائمة مثل أمن الغذاء والطاقة».
وأكد فخامته حرص الجانب الصيني على العمل مع الجانب العربي على تنفيذ مبادرة التنمية العالمية وتدعيم التعاون لتحقيق التنمية المستدامة، مشددا على أهمية الحفاظ على السلام بالمنطقة وتحقيق الأمن المشترك.
ولفت إلى أن الجانب الصيني يدعم الجانب العربي في إيجاد الحلول السياسية للقضايا الساخنة والشائكة وبناء منظومة أمنية مشتركة وشاملة وتعاونية ومستدامة في الشرق الأوسط، حاثاً المجتمع الدولي على احترام شعوب الشرق الأوسط وإضفاء طاقة إيجابية تخدم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار بينغ إلى أن الجانب الصيني يرحب بالمشاركة مع الجانب العربي في مبادرة الأمن العالمي، وهو على استعداد لمواصلة الإسهام بالحكمة الصينية في تعزيز السلام والأمان في الشرق الأوسط.
ودعا فخامته إلى تعزيز التبادل الحضاري وزيادة التفاهم والثقة المتبادلة، وقال: «من الضروري توسيع نطاق تبادل الأفراد وتعميق التعاون الإنساني والثقافي وتبادل الخبرات في الحكمة والإدارة ورفض الإسلاموفوبيا بشكل مشترك وإجراء تعاون في نزع التطرف ورفع ربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه».
وشدد على أهمية تكريس قيم البشرية المشتركة المتماثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديموقراطية والحرية، والاستفادة المتبادلة بين الحضارات في العصر الجديد.
وعبر عن ارتياحه لما تم الاتفاق عليه في هذه القمة على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، مع وضع الخطوط العريضة لخطة تعاون شامل بين الصين والدول العربية بهدف تخطيط آفاق تطور العلاقات الصينية العربية بشكل مشترك كخطوة أولى لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك وتنفيذ الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين الصين والدول العربية.
وأبرز بينغ حرص الجانب الصيني على العمل مع الجانب العربي على تنفيذ الأعمال الثمانية المشتركة خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة التي تغطي المجالات الثمانية وهي «التنمية، والأمن الغذائي، والصحة، والتنمية الخضراء والابتكار، وأمن الطاقة، والحوار بين الحضارات، وتأهيل الشباب، والأمن والاستقرار»، مبينا أن الجانب الصيني أفاد الجانب العربي بالمحتويات المفصلة للأعمال الثمانية المشتركة، وسيعمل مع الجانب العربي سويا على تنفيذها في أسرع وقت ممكن وتحقيق حصاد مبكر.
وبشأن القضية الفسلطينية قال الرئيس الصيني: «إن القضية الفلسطينية تهم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وتضع الضمير الأخلاقي للبشرية على المحك ولا يمكن أن يستمر الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني إلى أجل غير مسمى، ولا تجوز المساومة على الحقوق الوطنية المشروعة، ونتطلع إلى إقامة دولة مستقلة لا تقبل الرفض. ويجب على المجتمع الدولي أن يرسخ الإيمان بحل الدولتين، والتمسك بمبدأ الأراضي مقابل السلام بحزم والعمل بكل الثبات على بذل جهود حميدة لدفع مفاوضات السلام وزيادة المساعدات الإنسانية والإنمائية لفلسطين لدفع الحل العادل والعاجل للقضية الفلسطينية»، مشيرا إلى ترحيب بلاده بالتقدم المهم الأخير الذي حققته الجهود لدفع المصالحة الداخلية الفلسطينية، مجددا التأكيد أن الجانب الصيني يدعم بكل الثبات إقامة دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود الـ 67 وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دعم نيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن بلاده ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية للجانب الفلسطيني بهدف دعمه لتنفيذ المشاريع المعيشية، إضافة إلى زيادة التبرعات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.
وأبان أن الحزب الشيوعي الصيني عقد أخيرا المؤتمر الوطني العشرين بنجاح، حيث تم تحديد المهمات والطرق للدفع بالنهضة للصين على نحو شامل من خلال التحديث الصيني، كما رسم الخطوط العريضة الطموحة لتنمية الصين في المستقبل، مؤكدا أن الصين ملتزمة بالحفاظ على السلام في العالم وتعزيز التنمية المشتركة، والدفع إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية مع الالتزام بسياسة خارجية سلمية مستقلة والدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين.
وأكد التزام الصين بتطوير الصداقة والتعاون مع الدول كافة على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وتعميق وتوسيع الشراكة العالمية، إلى جانب التمسك بثبات استراتيجية الانفتاح القائمة على كل من المنفعة المتبادلة والكسب المشترك والدفع بالانفتاح العالي المستوى والتشارك في بناء الحزام والطريق بجودة عالية بما يوفر فرصا جديدة لجميع الدول بما فيها الدول العربية من خلال التنمية الجديدة في الصين.
وفي ختام كلمته لفت فخامته الانتباه إلى أن القضية العظيمة تبدأ بالحلم وتنجز بالعمل الملموس، داعيا إلى تكريس روح الصداقة الصينية العربية، والعمل يدًا بيد على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، والعمل سويا على إيجاد مستقبل أكثر روعة وإشراقا للعلاقات الصينية العربية.