أخبار

نهج تصاعدي للابتكار والرقمنة بمنظومة الرعاية الصحية في السعودية

3000 مشارك من 15 دولة في تقرير «مؤشر الصحة 2022»

هـ 2022 15 جمادى 1444 Class="articledate">الجمعة Class="articledate">الجمعة / الأولى

حسين (الرياض)h_hzazi@ هزازي

صدر تقرير مؤشر الصحة المستقبلية 2022، حول «إعادة هيكلة قطاع الرعاية الصحية: تحول أولويات قادة القطاع في ظل عالمنا المتغير» واستند التقرير في نسخته السابعة إلى أبحاث خاصة شملت نحو ثلاثة آلاف مشارك في 15 دولة، ويستكشف التقرير سبل استفادة قادة قطاع الرعاية الصحية من البيانات والتقنيات الرقمية، في إطار السعي لمعالجة التحديات الرئيسية خلال مرحلة التعافي من أزمة كوفيد-19.

ويُبين التقرير النهج التصاعدي لواقع الابتكار في منظومة الرعاية الصحية السعودية، واستناداً إلى التحسينات المنجزة خلال الجائحة العالمية، يطمح قادة القطاع في السعودية مجدداً لتحقيق الريادة في قطاع الرعاية الصحية، ويتصدر التوسع في خدمات الرعاية الصحية للمرضى والتوظيف المثالي لتقنيات الصحة الرقمية وبناء شبكة شراكات إستراتيجية، أولويات المملكة في مشوارها لتحقيق رؤية 2030.

ويقول الرئيس التنفيذي لدى إحدى الشركات بالمملكة المهندس محمد سندي، إنه مع تعافي العالم من أزمة كوفيد-19 التي فرضت ضغوطاً متزايدة على قطاع الرعاية الصحية خلال العامين الماضيين، نشهد توجه قادة القطاع نحو عملية إعادة هيكلة تتضمن التركيز على العديد من الأولويات القائمة والجديدة، انطلاقاً من معالجة نقص الطواقم الطبية وصولاً إلى الاستفادة من البيانات الضخمة والتحليلات التنبؤية، بالتزامن مع السعي لاستكشاف الواقع الجديد في عالم الإدارة الصحية، وتُمثل تقنيات الصحة الرقمية المتمثّلة بالتطبيب عن بُعد أولى ثمار عملية التحول القائمة على التكنولوجيا في المملكة.

ويؤكد سندي، أن تقرير مؤشر الصحة المستقبلية سلط الضوء على ثلاث أولويات لقادة قطاع الرعاية الصحية في سعيهم لتعزيز الوصول إلى خدمات الرعاية والارتقاء بنتائج علاج المرضى، وهي توسيع خدمات الرعاية الصحية من خلال التقنيات الصحية الرقمية وتستمر حاجة المرضى للرعاية الصحية خارج المنشآت المتخصصة حتى بعد تخطي أزمة كوفيد-19؛ ما يفرض على قادة قطاع الرعاية الصحية مواصلة الاستثمار في التكنولوجيا والتركيز على تزويد القوى العاملة في القطاع بالإمكانات اللازمة لتقديم الخدمات ذات الصلة ويشكل توسيع نطاق مشهد الابتكار في القطاع إحدى أبرز الأولويات لدى القادة، في ضوء وجود العديد من الأدوات الصحية الرقمية قيد الاستخدام.

ويضع 22% من قادة القطاع في المملكة حالياً مسألة توسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية خارج المستشفيات في صدارة أولوياتهم، في حين يرى 26% منهم أنها ستحظى باهتمامهم الكامل خلال السنوات الثلاث القادمة. وتساهم الاستثمارات في خدمات التطبيب عن بعد وتقنيات الصحة الرقمية في تخفيف أعباء العمل على القوى العاملة، مما يساعد على الاحتفاظ بالموظفين وتحسين مستويات رضاهم؛ وهي نقطة تمثل أولوية مهمة لدى 26% من قادة القطاع، مع توقع 29% منهم ببقاء هذه النقطة كأولوية خلال السنوات الثلاث القادمة. ويرى التقرير أن تعزيز الكفاءة من خلال الابتكار والشراكات الإستراتيجية يفرض اندماج الصحة الرقمية في خدمات الرعاية الصحية على قادة القطاع توظيف البيانات بالشكل الأمثل للارتقاء بكفاءة خدمات الرعاية.

الذكاء ورسم خط الرعاية

استشاري طب الأسرة الدكتور أشرف أمير، أوضح أن التقنيات الذكية في القطاع الطبي ستعمل بشكل كبير على رسم خط مسار الرعاية الصحية والطبية في العالم، خصوصاً المستخدمة للذكاء الصناعي، وسوف يكون لها دور كبير في تطوير العمليات الجراحية في القطاع، وستكون عاملاً مهماً للغاية في العملية الطبية بشكل عام.

وأضاف أن التقنيات التي تعمل بالذكاء الصناعي عامل مساعد في الخدمات المقدمة في قطاع الرعاية الصحية، داعياً كافة الجهات الحكومية والخاصة العاملة في المجال من الاستفادة من هذه التقنيات وتطبيق الذكاء الصناعي في المجال والاستثمار فيه، كل ذلك سيعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية داخل المستشفيات، ويعمل على الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والارتقاء بإمكانات القوى العاملة وصحة المواطن والمقيم.

تخفيف أعباء العمل على القوى العاملة

يكشف تقرير مؤشر الصحة المستقبلية 2022 الخاص بالمملكة جهود قادة قطاع الرعاية الصحية لبناء شراكات إستراتيجية مع شركات التكنولوجيا الطبية للاستفادة من الخبرات المتنوعة التي توفرها ويستهدف 33% من قادة القطاع الشراكات التي تدعم خدمات إدارة الرعاية الصحية وتحليل البيانات، بينما يبحث 32% منهم عن الشراكات التي تدعم تكامل التكنولوجيا، ويتطلع 29% من القادة لنيل الدعم في رسم الرؤية الإستراتيجية. ويقول استشاري طب الأسرة وخبير الدراسات والبحوث العليا الدكتور سامي عيد، إن دخول الصحة الرقمية في خدمات الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية والخاصة يعزز من كفاءة العمل في القطاع الصحي من خلال الابتكار والشراكات الإستراتيجية، ويعمل على توظيف البيانات بالشكل الأمثل للارتقاء بكفاءة خدمات الرعاية، مؤكداً أن هناك جهودا في القطاعين العام والخاص العامل في المجال في بناء شراكات إستراتيجية مع شركات التكنولوجيا الطبية للاستفادة من الخبرات المتنوعة.

وأوضح الدكتور سامي أن الاستثمارات في خدمات الطبية عن بعد وتقنيات الصحة الرقمية، تساعد في تخفيف أعباء العمل على القوى العاملة ويساعد على الاحتفاظ بالموظفين وتحسين مستويات رضاهم.