أخبار

الفاكس.. إلى التقاعد!

180عاماً من الخدمة

هـ 01:11 2022 / / ديسمبر جمادى 1444 Class="articledate">الجمعة 02 /

(المدينة الصويان عبدالهادي المنورة)ahddi88@

في عام 1843م، نجح الفيلسوف الاسكتلندي «ألكسندر بين»، في تصميم جهاز مكونه الأساسي عبارة عن أسطوانة تدور حول محورها الأفقي، وعرف باسم «الفاكس» أو الناسوخ، فللإرسال بهذا الجهاز ما عليك إلا أن تضع وجه الورقة ناحية الأسطوانة الأفقية، وتسحب الأسطوانة برفق، ويوجد بداخل الجهاز كاميرا تصوير صغيرة مكونة من عدسة وضوء، تتحرك في اتجاه معاكس لحركة دخول الورقة إلى الجهاز، لتنسخ جزء الورقة الذي تم سحبه إلى داخل الجهاز، فتنسخ الورقة بالكامل تدريجياً. كاميرا التصوير داخل جهاز الفاكس تميز الأبيض والأسود فقط. فدقتها التي تقترب من ربع مليمتر مربع، تحول الورقة إلى مجموعة نقط، مساحة كل نقطة ربع مليمتر مربع، والنقطة إما بيضاء أو سوداء، والأسطوانة الأفقية تسحب الورقة سطراً سطراً.

وطيلة تلك السنوات، كانت الحكومات تعتمد بشكل كبير على خدمة الفاكس في تعاملاتها الورقية من خلال الاستقبال والإرسال، إذ عاشت عقوداً من الزمن. والفاكس -وقتذاك- أداة لا يستغنى عنها في كل نواحي الحياة، حتى جاء الوقت الذي عكفت الدول، بما فيها المملكة، في وقت قياسي ومتسارع على مواكبة التطوير التقني والاستفادة من الإمكانات لتتحول إلى عالم حديث ربطت من خلاله جميع التعاملات في القطاعات الحكومية إلكترونياً لتلحق بها القطاعات الخاصة. حتى أصبحت التقنية أحد أهم أساسيات وركائز تسريع العمل في القطاعين العام والخاص. وأصبحت المملكة من أوائل دول العالم في التطور الرقمي الملحوظ على كافة الأصعدة والاستغناء عن الطرق والحلول القديمة.

من نوافذ الانتظار إلى الصور النقية

مستشار التحول الرقمي خبير الجرائم المعلوماتية يوسف الشويحاني قال: إن ما تشهده المملكة من تطور تقني مذهل يتنامى على مستوى الساعة ما يجعلنا نقف فخراً واعتزازاً بما وصلنا إليه، ولو عادت بنا الذاكرة قليلاً إلى الوراء لتذكرنا أولئك المتدافعين أمام نوافذ المواعيد ليستحصلوا موعداً يناسب أوقاتهم، ولَتَذكرنا أولئك الأشخاص الذين يبحثون في منتصف الليالي عن جهاز فاكس يحمل نقاوة عالية ليرسلوا صورة من وثائقهم إلى جهة ما، فمن طوابير الانتظار أمام أبواب البنوك لتسديد فاتورة الكهرباء إلى استعراض الفاتورة وسدادها خلف فنجان القهوة من وسط المنزل، ومن جولات الشوارع يمنة ويسرة بحثاً عن جهاز فاكس لإرسال وثيقة ما، إلى استعراض الوثائق بألوانها ونقاوة عالية خلف شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية وإرسالها عبر مئات التطبيقات إلى آلاف المستخدمين حول العالم بتكلفة أقل وجودة أعلى وسرعة لا متناهية.

ويضيف الخبير المعلوماتي الشويحاني: نحن اليوم بعد عناء السنين نرسل وثائقنا ونجدد جوازاتنا، ونحضر مرافعاتنا القضائية، ونصدر شهادات التأمين لمركباتنا، ونسدد فواتيرنا، ونستعرض مخالفاتنا المرورية، ونعلم أبناءنا، ونفوّض غيرنا، ونصدر الوكالات الشرعية ونطلب أطعمتنا ونحجز تذاكرنا، ونمارس معظم تفاصيل حياتنا من وراء شاشات الكمبيوتر والجوال. إننا حقاً نعيش تحولاً تقنياً مذهلاً نشكر لأجله كل رجالات التقنية الذين عملوا ليلاً نهاراً لنكون في المقدمة.

من الفاكس إلى البريد الإلكتروني

الخبير التقني سعود مرزق البلوي، يقول: إنه منذ اختراع الفاكس عملت جميع الجهات الحكومية بالمملكة على اعتماد المراسلات البريدية عن طريق الفاكس بدل البريد التقليدي الذي كان يقضي وقتاً طويلاً في إيصال الرسائل البريدية إلى الجهات الحكومية، ما كان يساهم في تأخير معاملات الجهات الحكومية. حتى قامت المملكة خلال الفترة الأخيرة ببناء خطة إستراتيجية تقضي بالتحول الرقمي بالتعاملات الإلكترونية بين الجهات الحكومية، وبدأ العمل بالمنظومة الجديدة للتحول الرقمي والسماح للجهات الحكومية باعتماد تقنيات التحول الرقمي وإلغاء التواصل عبر الفاكس والانتقال إلى المراسلات البريدية الإلكترونية من خلال دعم هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات شبكة الجيل الرابع والخامس والألياف البصرية إلى أكبر شريحة ممكنة في كل المناطق والمحافظات، وعلى رأسها الجهات الحكومية والقطاع الخاص وكبرى الشركات، ما جعل التواصل الرقمي بين كافة القطاعات عن طريق البريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية والتطبيقات، الأمر الذي جعل التواصل بين الأفراد والقطاعات الحكومية في غاية السهولة. وكانت أهم خطط برنامج التحول الرقمي هي تقديم الخدمات المساندة للجهات الحكومية.