أخبار

«المتحورات» تؤجج الأزمة الصحية

أمريكا تناشد سكانها الحصول على «التنشيطية المُحدَّثة».. والصين لمزيد من الإغلاق والقيود

20:47 / Class="articledate">الأربعاء 1444 23 Class="articledate">الأربعاء 2022 هـ الثاني / نوفمبر

صينيون يتناولون غداءهم أمام مطعم مغلق في أحد أحياء بكين أمس (الأربعاء). (وكالات)

ياسين _online@ (لندن) أحمد

ناشد كبير مستشاري الإدارة الأمريكية في شؤون مكافحة الأمراض المُعدية الدكتور أنتوني فوتشي، في آخر مؤتمر صحفي له قُبيل تقاعده أمس الأول، الأمريكيين الإسراع بالحصول على الجرعة التنشيطية الثانية لتحصين أنفسهم ضد وباء كورونا العالمي. ويأتي ذلك وسط امتناع عدد كبير من الأمريكيين عن الإقبال على الجرعة التنشيطية من لقاحي شركتي فايزر وموديرنا، اللذين تم تحديثهما بحيث يستهدفان السلالة الأصلية للفايروس، إلى جانب سلالة أوميكرون ومتحوراتها الوراثية. وتشير الأرقام إلى أن نحو 13% فقط من الأمريكيين هم الذين تقدموا للحصول على تلك الجرعة. وذكرت دراسة نشرتها أمس الأول المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أهمية الحصول على الجرعة التنشيطية. وطبقاً للدراسة، فإن الجرعة المحدّثة من لقاحي فايزر وموديرنا أضافتا حماية بنسبة راوحت بين 30% و56% ضد الإصابة المصحوبة بالأعراض. ويتوقف ذلك على عدد الجرعات التي حصل عليها الفرد سابقاً، وعلى عمره، وطول الفترة منذ حصوله على الجرعات الثلاث السابقة. وأوضحت الدراسة أن من سيحققون أكبر فائدة من الجرعة التنشيطية المحدّثة هم من لم يحصلوا على الجرعة التنشيطية السابقة، ولم يحصلوا على شيء سوى الجرعتين الأوليين، قبل ما لا يقل عن ثمانية أشهر. وبلغت نسبة الحماية ما بين 30% و40% لدى من حصلوا على الجرعة التنشيطية الأولى (الثالثة) قبل تقدمهم للحصول على الرابعة التي طرحت للجمهور في سبتمبر الماضي. وتستهدف الجرعة الرابعة متحورة BA.5، المتحدرة من سلالة أوميكرون، وكانت حتى وقت قريب المهيمنة على المشهد الصحي في الولايات المتحدة. وكانت الجرعتان الأوليان من اللقاحين المذكورين أظهرتا فعالية كبيرة على منع استفحال الحال الصحية للمصاب، ونجاته من الوفاة المحتملة. لكن قدرتها على الحماية من الإصابة المعتدلة الأعراض اتضح أنها مؤقتة.

واستمرت أمس (الأربعاء) معاناة كل من كوريا الجنوبية واليابان من الإصابات الجديدة المتزايدة. فقد سجلت اليابان 133361 حالة جديدة الثلاثاء، فيما سجلت كوريا الشمالية أمس الأول 70324 إصابة جديدة. وارتفع العدد التاركمي لإصابات تركيا منذ اندلاع نازلة كورونا حتى أمس (الأربعاء) إلى 17 مليون إصابة. غير أن الأضواء لا تزال تتركّز على تفاقم الأزمة الصحية في الصين. فقد شددت العاصمة بكين والعاصمة المالية شنغهاي ومدن أخرى التدابير الوقائية المشددة أصلاً، خصوصاً لجهة فرض قيود على تنقلات السكان، وإخضاعهم لفحص إجباري. وقالت السلطات الصحية الصينية أمس (الأربعاء) إن البلاد سجلت 28183 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 السابقة، مقارنة بـ 27307 إصابات جديدة سجلت الإثنين. ويكاد العدد الجديد يقترب من 28973 إصابة سجلت في إبريل الماضي، وحدت بالصين إلى فرض الإغلاق الكامل في شنغهاي. وتكهنت صحف أمريكية وبريطانية أمس بأن الوضع الراهن يشي بأن التشدد الملازم لتنفيذ استراتيجية «صفر كوفيد» سيبقى خلال سنة 2023. وكان القادة الصينيون وجهوا مرؤوسيهم خلال الأسبوعين الماضيين بتخفيف قيود «صفر كوفيد»، لئلا تخلّ بنشاط ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وعمدت السلطات الصحية أمس الى إغلاق المجمعات التجارية والحدائق العمومية في معظم مدن البلاد. وشملت التدابير فرض قيود على دخول القادمين إلى المدن. وتضررت من التدابير مصانع كبرى، في مقدمتها مصنع شركة فوكسكون التايلندية، الذي يقوم بصنع هواتف آيفون الأمريكية. وتداولت مواتقع التواصل الصينية أمس مشاهد لعصيان وشغب قام به عمال مصنع فوكسكون الرافضين للسياسات الصحية المقيِّدة. وزاد أمس عدد المجمعات السكنية التي تقرر إغلاقها، ومنع سكانها من مغاردتها في بكين. وقالت السلطات في شينغدو إن على سكانها الخضوع للفحص 5 أيام متتالية. وفرضت شنغهاي قيوداً على القادمين الى المدينة اعتباراً من الأربعاء. وقالت السلطات هناك إنه يتعين على أي قادم الى المدينة من خارجها عدم الذهاب الى الأماكن العامة لمدة 5 أيام من وصوله، خصوصاً المطاعم، والحانات، والمجمعات التجارية، والسوبرماركت، وأسواق الحيوانات البحرية، ومقاهي الإنترنت. وفي العاصمة بكين، قالت السلطات إن على من يرغب من السكان دخول أي مكان عام، أو ركوب الباصات أن يبرز نتيجة فحص سالبة حصل عليها خلال الـ 48 ساعة السابقة، اعتباراً من اليوم (الخميس). وقررت السلطات إغلاق المدارس في معظم أحياء بكين، بعدما سجلت العاصمة الصينية 1746 إصابة جديدة الثلاثاء. وأعلنت السلطات في مدينة شينزن أنه اعتباراً من اليوم (الخميس) سيعين على أي شخص من السكان الحصول على نتيجة فحص سالبة أجري قبل 48 ساعة إذا أراد استخدام وسائل النقل العمومي ودخول الأماكن العمومية.

موافقة أمريكية على دواء يعالج «الهيموفيليا»

أعلنت هيئة الغفذاء والدواء الأمريكية الليل قبل الماضي موافقتها على أول علاج بالمورثات (الجينات) لمرض الهيموفيليا، الذي يمنع تخثر الدم، بحيث أن المريض إذا جُرح فإن دمه ينزف من دون توقف. وظل مرضى الهيموفيليا يعتمدون على حُقَن وريدية باهظة الثمن تحتوي على بروتين يساعد الدم على التجلط (التخثر). وحال إعلان الهيئة، قالت الشركة الصانعة للعقار الجديد إنها ستبيعه بـ 3.5 مليون دولار! وأضافت أن عقارها سيخفف أعباء الرعاية الصحية لمرضى الهيموفيليا، لأنه سيقلّص عدد المرات التي سينزف فيها هؤلاء المصابون. ولا تزيد أسعار الأدوية الأخرى القائمة على المورثات على مليوني دولار. وعادة ما تتحمل جزءاً كبيراً من تكلفة هذه الأدوية شركات التأمين الصحي، والشركات التي تحصل على دعم حكومي. وبعد عقود من الأبحاث المضنية، فتحت الأدوية القائمة على الهندسة الوراثية باباً كبيراً للأمل في درء السرطان والأمراض الموروثة الأخرى. وتقوم هذه الأدوية الجديدة بتعديل أو تصحيح التحورات الموجودة في الشفرة الوراثية للأشخاص. ويعتبر دواء هيمجينكس، الذي ابتكرته شركة سي اس ال الدوائية الأمريكية، أول دواء من هذا النوع لمرض الهيموفيليا. وقالت الشركة إن مستخدمي دوائها الجديد سيفيدون من تقلص حالات النزف، وتزايد تخثر الدم سنوات عدة. وعادة تصيب الهيموفيليا الرجال. وتنجم عن تحور في المورثة المسؤولة عن توفير البروتين اللازم لتجلط الدم. ويمكن لأي خدش صغير أو جرح أن يهدد حياة المريض. ويحتاج المريض، قبل ظهور هذا العقار، إلى العلاج مرة أسبوعياً على الأقل لحمل الدم على التخثر. وإذا لم يتناول المريض علاجه، فيمكن أن ينتقل النزف إلى المفاصل والأعضاء الداخلية، بما فيها الدماغ. ويقوم عقار هيمجينكس بنقل مورثة تحوي البروتين الذي يساعد على تجلط الدم إلى الكبد، وهي العضو الذي يصنع فيه ذلك البروتين. وتقول هيئة الغذاء والدواء إن مرض الهيموفيليا يصيب شخصاً من كل 40 ألف أمريكي. وذكرت أنها قررت الموافقة على هذا الدواء الجديد بناء على بيانات دراستين خلصت إلى أنه أدى إلى زيادة كبيرة في بروتين تخثر الدم، وتراجع بنسبة 54% في عدد حالات نزف الدم لدى المريض.