قمع حرية التعبير يفجر أزمة في «بي بي سي»
مذيعون مخضرمون يتمردون وإلغاء برامج
20 شعبان / / Class="articledate">الاحد مارس الأحد هـ /
(لندن) «عكاظ»
فجر إبعاد قائد منتخب إنجلترا السابق مذيع البرنامج الشهير (ماتش أوف ذا داي) الأعلى أجراً في المحطة غاري لينيكر أزمة في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بعدما انتقد المذيع سياسة الهجرة في بريطانيا.
وأدت الأزمة لإلغاء معظم تغطياتها الرياضية أمس بعدما رفض مذيعون العمل تضامناً مع غاري لينيكر، إذ تصاعد خلاف حول حرية التعبير عن الآراء بشكل تحول إلى أزمة في المحطة الشهيرة.
ولم يتم بث الكثير من البرامج الرياضية، كما كان مخططاً، أمس بعدما انسحب الكثير من المذيعين، ما دفع «بي بي سي» للتقدم باعتذار إلى المشاهدين. وقالت «بي بي سي» في بيان: «نحن نعمل بجدية لحل الأزمة، ونأمل أن يحدث ذلك في أقرب وقت». وأثارت أزمة لينيكر الجدل حول حيادية «بي بي سي»، ووجود توجه حكومي ضد أحد أشهر الشخصيات في بريطانيا وأحد أنجح مذيعيها.
ورفض لينيكر التعليق على الأزمة لوسائل الإعلام عندما خرج من منزله في لندن أمس، ولم يرد على أسئلة الصحفيين عند وصوله إلى استاد كينج باور في ليستر، إذ شاهد مباراة فريقه السابق أمام تشيلسي.
وتتعرض «بي بي سي» لانتقادات من حزب العمال المعارض بداعي أن إبعاد لينيكر يمثل اعتداءً على حرية التعبير في مواجهة الضغط السياسي.
وبدأ الخلاف بعدما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قانوناً جديداً يمنع المهاجرين الوافدين في قوارب قصيرة عبر القناة الإنجليزية من طلب اللجوء. وفي رده على أحد التعليقات، قال لينيكر: «ليس هناك أي تدفق هائل (في اللاجئين)، نستضيف عدداً أقل بكثير من اللاجئين مقارنة بدول أوروبية كبرى أخرى، إنها سياسة قاسية لأبعد الحدود موجهة ضد أشخاص هم أكثر عرضة للمخاطر... وبلهجة لا تختلف كثيراً عن تلك التي استخدمتها ألمانيا في ثلاثينات القرن الماضي».
وفي محاولة لحل الأزمة، قالت الإذاعة الجمعة إن هناك حاجة للاتفاق بشأن استخدام لينيكر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن يعود إلى منصبه. لكن منتقدي إيقاف لينيكر قالوا إن بوسعه التعبير عن آرائه الشخصية؛ لأنه لا يعمل في برنامج إخباري. وقال المدير العام للإذاعة البريطانية خلال الفترة 2000 - 2004 جريج دايك لراديو «بي بي سي» إن الإذاعة أخطأت في إبعاد لينيكر؛ لأن هذا يعطي انطباعاً أن الحكومة يمكنها أن تبلغ الإذاعة بما ينبغي فعله. وأضاف: «سيكون التصور السائد أن لينيكر مذيع البرامج التلفزيونية المحبوب تعرض للإيقاف بعد ضغوط حكومية بسبب قضية محددة». وأعلن أربعة من المحللين الذين اعتادوا الظهور في البرنامج، وهم لاعبو إنجلترا السابقون إيان رايت، والآن شيرر، وجيرمين جيناس، وميكا ريتشاردز، أنهم لا يرغبون في الظهور في غياب لينيكر. وفي وقت سابق، قالت مقدمة برنامج «فوتبول فوكس» التلفزيوني في «بي بي سي» أليكس سكوت إنه «ليس من الصواب» الظهور في البرنامج اليوم بعد إبعاد لينيكر. كما رفض مذيعون آخرون الظهور على الشاشة، إذ قال جيسون محمد، الذي يقدم برنامج «فاينل سكور»، إنه انسحب من برنامجه. وكتبت مقدمة البرامج كيلي سومرز، التي ظهرت في عدد من برامج «بي بي سي»، على «تويتر» اليوم: «أؤكد أنني لن أكون على تلفزيون (بي بي سي) اليوم».