أخبار

هلا التويجري: السعودية تواصل تعزيز حقوق الإنسان واحترام التنوع الثقافي

خلال رئاستها وفد المملكة في جنيف..

1444 21:27 فبراير

الدكتورة هلا التويجري.

«عكاظ» (جنيف)

أكدت رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتورة هلا بنت مزيد التويجري عزم المملكة على مواصلة تعزيز وحماية حقوق الإنسان وأهمية احترام التنوع الثقافي والمساواة بين الشعوب، في ضوء الصكوك والمواثيق الدولية، انطلاقاً من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، بالاهتمام بالإنسان وجعله أولوية.

جاء ذلك خلال رئاستها، اليوم (الإثنين)، وفد المملكة في اجتماعات الجزء رفيع المستوى للدورة الـ52 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي تجري أعمالها حالياً في جنيف، وحضورها افتتاح الجزء الرفيع المستوى للدورة.

وقالت في كلمة المملكة أمام مجلس حقوق الإنسان «نشهد اليوم الذكرى الـ75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يمثل مرتكزاً لجميع حقوق الإنسان، وإننا إذْ نذكّر بهذا الحدث التاريخي؛ لنؤكد بأن تعزيز وحماية حقوق الإنسان؛ يقتضي بذل جهودٍ حثيثة ومستمرة، وتحقيق تحولاتٍ على أرض الواقع؛ تجسّد أهداف هذا الإعلان، ونحن في المملكة العربية السعودية نشهد تحولات تاريخية تمثلت في الكثير من الإصلاحات والتطورات في مختلف ميادين حقوق الإنسان، ما كان له عظيم الأثر على التنمية وجودة الحياة».

ونوهت بما تشهده المملكة اليوم في إطار رؤيتها التنموية 2030 من إصلاحات كبيرة وغير مسبوقة في مختلف المجالات محورها الرئيسي هو الإنسان؛ مشيرةً إلى أن المملكة عملت على تطوير منظومتها التشريعية من خلال إصدار وتعديل العديد من التشريعات، التي شملت نظام الإثبات ونظام الأحوال الشخصية، وأنه يجري العمل حالياً على إعداد مشروعي نظام العقوبات، ونظام المعاملات المدنية.

وأبانت التويجري أن المملكة سجلت في ما يتعلق بالحق في العمل انخفاضاً كبيراً في معدل البطالة خلال الفترة من 2016 إلى 2022 من 11.6% إلى 5.8%. كما صدرت السياسة الوطنية لتشجيع تكافؤ الفرص والمساواة في المعاملة في الاستخدام والمهنة، التي تهدف للقضاء على أي تمييز في هذا المجال.

وأشارت رئيس هيئة حقوق الإنسان إلى أن المملكة حققت خلال السنوات الأخيرة تقدُّمًا كبيرًا في مجال تمكين المرأة، حيث تم اعتماد هدف استراتيجي لرؤية المملكة 2030 لزيادة نسبة مشاركتها في سوق العمل، كما تم إنشاء مركز تحقيق التوازن بين الجنسين في عام 2021، ونتيجة لهذه الجهود ارتفعت حصة المرأة في سوق العمل خلال الفترة من 2017 وحتى 2022 من 21.2 % إلى 34.7%، وزاد معدل مشاركتها الاقتصاديــة خلال الفترة ذاتها من 17% إلى 37%، كما ارتفعت نسبة تمثيل المرأة في المناصب الإدارية (العليا والمتوسطة) خلال الفترة من 2017 إلى 2021 من 28.6% إلى 39%.

ونوهت بالجهود الإنسانية التي قامت بها المملكة ومن ذلك حرصها على الوقوف إلى جانب المتضررين من أبناء الشعبين السوري والتركي والتخفيف من آثار الزلزال المدمر الذي تسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات؛ مبينةً أن خادم الحرمين الشريفين في إطار ذلك وجه بتسيير جسر جوي لتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية، وتنظيم حملة شعبية لمساعدة ضحايا الزلزال، حيث بلغ إجمالي المُساعدات – حتى هذه اللحظة – أكثر من 160 مليون دولار.

ولفتت التويجري خلال كلمتها النظر إلى أنه انطلاقاً من قيم المملكة الراسخة ودورها الريادي وسعيها لإرساء الأمن والسلم الدوليّين، وتعزيز حقوق الإنسان، وأنها لم تدخر جهداً في دعم القضايا الإنسانية، ومن ذلك، إبداء المملكة استعدادها للوساطة بحل الأزمة الروسية – الأوكرانية فضلاً عن إسهام وساطة الأمير محمد بن سلمان في إطلاق سراح العديد من الأسرى وعودتهم إلى بلدانهم.

وأعربت عن إدانة المملكة واستنكارها لقيام عدد من المتطرفين بإحراق وتمزيق نسخ من المصحف الشريف في عدد من الدول الأوروبية، وتأكيدها على ضرورة التقيد بالمبادئ والأحكام التي نصت عليها المعايير الدولية لحقوق الإنسان، التي تحظر أي دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف.

ودعت في ختام كلمة المملكة، مجلس حقوق الإنسان إلى القيام بمسؤولياته تجاه تحسين أوضاع حقوق الإنسان في العالم، في جوّ من الحوار البناء، والالتزام بالشفافيّة والموضوعية، وتعزيز ثقافة التسامُح، مؤكدةً حرص المملكة على ضرورة إعطاء جميع حقوق الإنسان القدر ذاته من الاهتمام، بحيث لا يتم التركيز على حقوق على حساب أخرى، إعمالاً لمبدأ تكاملية حقوق الإنسان وعدم قابليتها للتجزئة.

وكان مجلس حقوق الإنسان في دورته الـ٥٢ قد افتتح أعماله بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي، والمفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، ورؤساء وفود الدول المشاركة الأعضاء في الأمم المتحدة من رؤساء دول وحكومات ومسؤولين وخبراء ومتخصصين في مجال حقوق الإنسان، لبحث عدد من الموضوعات والقضايا ذات الصلة بأوضاع حقوق الإنسان في العالم.