رفعت عطفة.. ترجم الإبداع.. وطوى صفحات الحياة
نقل للعربية «طواحين الهواء» وكتب «الرجل الذي لم يمت»
2023 / Class="articledate">الخميس 26 هـ 1444 / 04 Class="articledate">الخميس رجب /
علي الرباعي (الباحة) Al_arobai@
رثى شعراء وكتاب وناشرون ونقاد من كافة أرجاء الوطن العربي، المترجم السوري رفعت عطفة، إذ أجمعوا على أن تجربة «أبو زيدون» في الترجمة تسطّر على الورق جوانب من دماثة خلقه وإنسانيته وعنايته بأصدقائه.
وترجم عطفة نحو 70 عملاً إبداعياً، إلى العربية، وجُلّ ترجماته عن اللغة الإسبانية، ووصفه صديقه جعفر العلوني في مقالة رثائية، بالجناح الثاني مع الراحل صالح علماني، لأي طير معرفي، يود قراءة الأدب الإسباني. ويراه العلوني «يُترجم الكتب وكأنَّه يترجم النجوم، ويحوِّل كلَّ كتابٍ يترجمه إلى أوركسترا من الكلمات، وترجماته كونشيرتو، ومفرداته رقصٌ لغوي في الهواء».
وتابع العلوني: كانت كتب رفعت عطفة، حتى تلك التي تبدو شاقّة وسوداء في لغتها الأم (الإسبانية)، شلّالات من ضوء، في لغتها الثانية، (العربية) مضيفاً: تعلّمتُ منه أنّ الترجمة قلبٌ وصدر مفتوحان لاحتضان العالم كلّه. وأنّها قبل كل شيء حبُّ وارتباطٌ عضويٌّ بالجسد. الترجمة. صدر له في القصة القصيرة مجموعة «الرجل الذي لم يمت».
وفي الرواية صدر له رواية «قربان» وله في الشعر ديوانان «إغفاءات على حلم متكرر» و«قصائد الحب والأمل».
وخيّم الحزن على رحيل المترجم رفعت عطفة عن 76 عاماً بين أوساط الشعراء والكتاب والناشرين والنقاد، وكان من أبرز الأسماء التي ترجم لها الشاعر (بابلو نيرودا، وأغون وولف، وغارثيا ماركيز، وأنطوتيو غالا، وإيزابيل الليندي، ورامون دل بالييه، ولوركا، ورينيه ماركس، ومانويل روخاس سيبّولبيدا، وماريو بارغاس ليوسا)، ويظل العمل الأبرز في الترجمة «دون كيخوت» (عمل لثربانتس). ومن ترجماته الفاتنة «ثلاثية الكوميديا البربرية»، ورواية «البيت الأخضر»، و«ابن اللص» و«المخطوط القرمزي» و«الوله التركي»، و«غرناطة بني نصر»، و«علي بابا العباسي».
ومن العربية ترجم «عطفة» عدداً من المؤلفات منها «مختارات شعرية» لـ«أدونيس»، و«الفرح ليس مهنتي» لـ«محمدالماغوط».
ويعد «عطفة» من المثقفين السوريين، الذين أسهموا في رفد الحركة الثقافية في العالم العربي، بحرصه على تلاقي وتلاقح الثقافات، والراحل حاصل على ماجستير في الأدب الإسباني، وشارك في العديد من الندوات المهتمة بمواضيع الترجمة، من أبرزها محاضرته في المركز الثقافي العربي السوري في مدريد عام 2007، بمشاركة أكثر من 35 باحثاً من جميع أنحاء إسبانيا والعالم العربي، كما منصب مدير المركز الثقافي العربي في مصياف منذ عام 1987 وحتى عام 2004. وكلّف مؤسساً ومديراً للمركز الثقافي السوري في إسبانيا لمدة أربعة أعوام.