جيل يعيش بين نارين
يناير 12 2023 / 1444 الخميس 19 Class="articledate">الخميس جمادى الآخرة / هـ /
الفارس Alfarewf@gmail أوصاف
بما أن الوصول إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة بات سهلاً وفي متناول كل يدٍ عاقلة أو جاهلة، والسباق نحو الشهرة على حساب المحتوى والاحترام للذات؛ انحط مستوى الفكر والحس الرفيع والذوق العام، وانحسر دور المثقفين، وتضاءلت مجهودات الأدباء، وعلت منابر الصعاليك، وهيئت مساحات لغير أهلها، وأصبح التمييز بين الجميل الراقي والمنحط التافه من الأمور الصعبة، خصوصاً على الجيل الذي ولد وفي يده ما يطلعه على هذه المنصات ويجعله منغمساً بها حد أذنيه.
وبالرغم من تلك الصعوبة؛ اعتاد هذا الجيل عليها وأصبحت من الروتين اليومي، فلا هو على دراية وعلم بسوئها، ولا عالم ببشاعتها إلا من رحم ربي.
أما جيل «الفترتين» (قبل وبعد انتشار الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي)؛ فيصعب عليه استساغتها وتقبلها، لاعتياده على القراءة والمعرفة، وبما أُحيط من عادات مجتمعية ذات صبغة مفيدة وهادفة وتعليمية تصوغ من الإنسان عقلاً ناضجاً لا يتقبل من الأمور حقيرها ولا من المواضيع وضيعها.
هذا الجيل يعيش حالة انفصام ومعارك طاحنة مع نفسه، في محاولته لمجاراة ما هو عليه الآن من تغييرات حياتية سريعة مجبر على عيشها، نظراً لنضوجه الفكري في وسط تسيطر عليه الأحداث والاهتمامات الرديئة التي تسود بما أنتجته وسائل التواصل.
كان الكتاب في تلك الأيام في آخر عهده، ومع ذلك تحن في داخلك لمزاولة القراءة ومناقشة ما قرأت، وتحن لبساطة وود تلك الأيام الفاتنة، فترى فيها أطرافاً تسأل عن حال بعضها، وتتسامر في أحاديثها، وتنظر بعيون محدثها، وتصغي إليه، وتغوص في أعماق الحديث، لتشكل هالة من الحميمية وصدق المشاعر التي اختفت في هذا الزمن خلف الكلمات المكتوبة فقيرة التعابير والرموز السريعة خالية المشاعر.
أخيراً..
ها أنا أشتاق في سري لتلك الجلسات التي أصبحت أيامنا الحالية فقيرة منها، وتلك الخلفية التي نشأت فيها تجعلني لا أستطيع مجاراة ما تتلفظ به منصات التواصل الاجتماعي لتمضية الوقت، ولا أستسيغ جلسات السمر الحالية ومواضيعها، فأنا من جيل يعيش بين نارين.
وبالرغم من تلك الصعوبة؛ اعتاد هذا الجيل عليها وأصبحت من الروتين اليومي، فلا هو على دراية وعلم بسوئها، ولا عالم ببشاعتها إلا من رحم ربي.
أما جيل «الفترتين» (قبل وبعد انتشار الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي)؛ فيصعب عليه استساغتها وتقبلها، لاعتياده على القراءة والمعرفة، وبما أُحيط من عادات مجتمعية ذات صبغة مفيدة وهادفة وتعليمية تصوغ من الإنسان عقلاً ناضجاً لا يتقبل من الأمور حقيرها ولا من المواضيع وضيعها.
هذا الجيل يعيش حالة انفصام ومعارك طاحنة مع نفسه، في محاولته لمجاراة ما هو عليه الآن من تغييرات حياتية سريعة مجبر على عيشها، نظراً لنضوجه الفكري في وسط تسيطر عليه الأحداث والاهتمامات الرديئة التي تسود بما أنتجته وسائل التواصل.
كان الكتاب في تلك الأيام في آخر عهده، ومع ذلك تحن في داخلك لمزاولة القراءة ومناقشة ما قرأت، وتحن لبساطة وود تلك الأيام الفاتنة، فترى فيها أطرافاً تسأل عن حال بعضها، وتتسامر في أحاديثها، وتنظر بعيون محدثها، وتصغي إليه، وتغوص في أعماق الحديث، لتشكل هالة من الحميمية وصدق المشاعر التي اختفت في هذا الزمن خلف الكلمات المكتوبة فقيرة التعابير والرموز السريعة خالية المشاعر.
أخيراً..
ها أنا أشتاق في سري لتلك الجلسات التي أصبحت أيامنا الحالية فقيرة منها، وتلك الخلفية التي نشأت فيها تجعلني لا أستطيع مجاراة ما تتلفظ به منصات التواصل الاجتماعي لتمضية الوقت، ولا أستسيغ جلسات السمر الحالية ومواضيعها، فأنا من جيل يعيش بين نارين.