الهالك عبدالله البكري.. هروب الـ7 سنوات ينتهي في «سامر جدة»
17:05 / 2022 محرم 1444 هـ الجمعة / Class="articledate">الجمعة
إبراهيم (جدة) I_waleeed22@ العلوي
يعد المطلوب الهالك عبدالله بن زايد بن عبدالرحمن البكري الشهري، الذي فجر نفسه بحزام ناسف بعد تعقبه ومباشرة إجراءات القبض عليه في حي السامر بمحافظة جدة أمس الأول (الأربعاء)، أحد أخطر الإرهابيين المطلوبين للأجهزة الأمنية.
إذ تورط الهالك عبدالله البكري الشهري في عده قضايا، من أبرزها: المشاركة في التخطيط لتفجير مسجد قوات الطوارئ في منطقة عسير الذي وقع في يوم الخميس 21 شوال 1436 الموافق 6 أغسطس 2015 أثناء أداء صلاة الظهر، ونتج عنه استشهاد 15 شخصاً (5 رجال أمن من قوات الطوارئ، 6 متدربين بالدورات الخاصة بأعمال الحج، 4 عمال من الجنسية البنغلاديشية)، وأسفرت العملية حينها عن هلاك منفذها يوسف السليمان الذي كانت له علاقة مع الخليتين اللتين تم ضبطهما في حي الفلاح بالرياض، واستراحة محافظة ضرما، واللتين استقبلتاه عند قدومه من الجوف، حيث تدرب على ارتداء الحزام الناسف بضرما، ثم نقل إلى منطقة عسير حيث انضم إلى خليه يقودها الهالك سعيد عايض آل دعير الشهراني، وهو رجل أمن سابق وعم الجندي الخائن صلاح الشهراني الذي مكن الإرهابي من الدخول للمسجد وتنفيذ العمل الإجرامي، حيث حاول الجندي الخائن للأمانة ولزملائه التستر على جريمته بنقل وإسعاف المصابين بعد تنفيذ العملية ولكن بفضل الله تم كشفه والقبض عليه.
وكانت تفاصيل الحادثة قد كشفت قيام الانتحاري يوسف السليمان بارتداء الحزام الناسف وتوجهه إلى مقر قوة الطوارئ بعسير بمساعدة الجندي بقوة الطوارئ الخاصة بعسير صلاح الشهراني، الذي تأثر بأفكار عمه المطلوب سعيد الشهراني، فسولت له نفسه خيانة الأمانة والغدر بزملائه بكل خسة ودناءة، وتمكن بادئ الأمر من التغطية على جريمته قبل أن يفضح الله أمره ويُقبَضَ عليه إضافة إلى اثنين من المتورطين في هذا العمل الإرهابي.
وتوارى بقية المطلوبين الـ9 عن الأنظار وهم: سعيد عائض آل دعير الشهراني (سعودي الجنسية)، طايع سالم يسلم الصيعري (سعودي الجنسية)، عبدالعزيز أحمد محمد البكري الشهري (سعودي الجنسية)، عبدالله زايد عبدالرحمن البكري الشهري (سعودي الجنسية)، عقاب معجب فزعان العتيبي (سعودي الجنسية)، ماجد زايد عبدالرحمن البكري الشهري (سعودي الجنسية)، مبارك عبدالله فهاد الودعاني الدوسري (سعودي الجنسية)، محمد سليمان رحيان الصقري العنزي (سبق الإعلان عنه كمطلوب أمني ضمن قائمة 16 التي أعلن عنها بتاريخ 1436/8/16)، مطيع سالم يسلم الصيعري.
ومنذ ذلك الوقت، توارى المطلوب الهالك عبدالله البكري الشهري (33 عاما) عن الأنظار واختفى، فيما تم القضاء على الخلية التي ضمت 9 أشخاص من ضمنهم شقيقه الأكبر ماجد (36 عاما)، ففي مايو 2016 سقط المطلوب عبدالعزيز أحمد الشهري قتيلا على خلفية العملية الأمنية بمنطقة عسير في محافظة بيشة، إضافة إلى إلقاء القبض على المطلوب معجب العتيبي، تلاه هلاك كل من سعيد عايض الشهراني، محمد سليمان العنيزي، مبارك عبدالله الدوسري، في عملية أمنية داخل استراحة، ضمن قتلى خلية وادي نعمان الإرهابية بمنطقة مكة المكرمة.
وفي عملية أمنية تم خلالها رصد المطلوب الثاني في القائمة طايع بن سالم بن يسلم الصيعري (سعودي الجنسية)، المعلن عنه بتاريخ 1437/4/21 والخبير في صناعة الأحزمة الناسفة التي نُفِّذَت بها عدد من الجرائم الإرهابية، مختبئاً في منزل يقع بحي الياسمين شمال مدينة الرياض، ومعه شخص آخر يدعى طلال بن سمران الصاعدي (سعودي الجنسية)، واتخاذهما من المنزل وكراً إرهابياً لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة، ووفقاً لهذه المعطيات باشرت الجهات الأمنية فجر السبت 1438/4/9 تطويق الموقع وتأمين سلامة سكان المنازل المجاورة والمارة، وتوجيه نداءات في الوقت ذاته لتسليم نفسيهما، إلا أنهما رفضا الاستجابة وبادرا بإطلاق النار بشكل كثيف على رجال الأمن في محاولة للهروب من الموقع، مما أوجب تحييد خطرهما، خصوصا أنهما يرتديان حزامين ناسفين كانا على وشك استخدامهما لولا عناية الله ثم سرعة تعامل رجال الأمن معهما مما حال دون ذلك، ونتج عن العملية مقتلهما.
كما قُتِلَ المطوب التاسع على القائمة مطيع سالم يسلم الصيعري على يد رفاقه بحي الحرازات في جدة، بسبب شكهم في اعتزامه تسليم نفسه للجهات الأمنية، ومع خشية أعضاء الخلية الإرهابية من أن يفضح الصيعري أمرهم، أقدموا على قتله بعد أخذ الموافقة على ذلك الأمر من قيادة تنظيم داعش في الخارج، إذ أمرهم التنظيم بتنفيذ العملية وقتله بواسطة تسديد رصاصة على مقدمة الرأس من سلاح ناري مزود بكاتم صوت، ليخطط الإرهابيون بافتعال خلاف مع الصيعري داخل سكنهم بمنزل شعبي بحي الحرازات، قبل أن يفاجئوه بالانقضاض عليه وتقييد حركته بشكل كامل وقتله نحرا بقطع رقبته، دون اكتراث منهم لتوسلاته ورجاءاته، وبعد ارتكابهم لجريمتهم أبقوا الجثة مكانها بنفس المنزل.
وفي وضع يعجز العقل السوي عن استيعابه لما انطوى عليه من وحشية تقشعر منها الأبدان وتجرد كامل من معاني الإنسانية، فبعد أن بدأت الروائح تنبعث من الجثة لتعفنها لجأوا إلى التخلص منها بلفها في سجادة ونقلها إلى استراحة الحرازات، وإلقائها في حفرة بإحدى زواياها بعمق متر تقريبا وردمها بعد ذلك، ظنا منهم أن الله لن يفضحهم.
وبهلاك عبدالله بن زايد بن عبدالرحمن البكري الشهري، لم يتبق من قائمة الـ9 الذين شاركوا في تفجير مسجد قوات الطوارئ في مدينة أبها عام 2015 سوى شقيقه الأكبر ماجد زايد عبدالرحمن البكري الشهري.