أخبار

فوز دا سيلفا.. براغماتية أم أيديولوجية؟

عودة «المد الوردي» وتنامي قوة اليسار..

1444 / 2022 06 ربيع / / Class="articledate">الاثنين هـ

لولا دا سيلفا

عواصم) «عكاظ» _online@ (جدة،

بفارق ضئيل للغاية، فاز الرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في انتخابات الرئاسة بالبرازيل على منافسه الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو مرشح أقصى اليمين، وسط توقعات بالطعن على النتيجة.

وأعلنت المحكمة الانتخابية العليا نتائج جولة الإعادة التي أسفرت عن فوز دا سيلفا بحصوله على 50.9% من الأصوات، مقابل 49.1% لبولسونارو الذي مني

بهزيمة تاريخية، إذ أصبح أول رئيس برازيلي يخسر انتخابات ولايته الثانية.

وفي خطاب الفوز مساء أمس (الأحد)، قال دا سيلفا أمام عشرات الآلاف من أنصاره المبتهجين: «حتى الآن، لم يتصل بي بولسونارو للإقرار بفوزي، ولا أعلم إن كان سيتصل أو يقر بفوزي».

وتعهد بإعادة توحيد البلاد المنقسمة، مؤكدا أنها عادت إلى الساحة الدولية ولم تعد ترغب في أن تكون «منبوذة». وأضاف: ليس من مصلحة أحد أن يعيش في أمة مقسمة في حالة حرب دائمة.

ودعا الرئيس المنتخب، المقرر تنصيبه في الأول من يناير القادم، إلى التعاون الدولي للحفاظ على غابات الأمازون المطيرة، وقال إنه سيسعى إلى التوصل لتجارة عالمية عادلة بدلا من الاتفاقات التجارية التي «تحكم على بلدنا بأن يكون مصدرا للمواد الخام إلى الأبد».

وسجن دا سيلفا أيقونة اليسار البالغ من العمر 77 عاما بتهمة الفساد خلال عامي 2018 و2019، قبل أن تقضي المحكمة العليا ببطلان القضية وتأمر بإخلاء سبيله. وحكم البرازيل على مدى فترتين رئاسيتين بين 2003 و2010، أطلق خلالهما برامج اجتماعية حققت له تأييدا شعبيا واسعا.

ومن المكسيك في الشمال إلى تشيلي في الجنوب، تظهر الخريطة السياسية التي تظهر في المنطقة تلك التي كانت موجودة أوائل القرن الحادي والعشرين، عندما اجتاحها ما يسمى «المد الوردي» للحكومات ذات الميول اليسارية، إلا أن محللين يرون أن الأمر مختلف، وأن الاتجاه تحركه البراغماتية وليست الأيديولوجية.

ويقول المحلل السياسي مايكل شيفتر: «ليس السبب هو أن أمريكا اللاتينية أصبحت أكثر يسارية، لا أعتقد أن هناك أي دليل يدعم ذلك». ولفت إلى أنه في دوراتها الانتخابية الأخيرة، أطاحت دول أمريكا اللاتينية بشكل مدوٍ بالأحزاب القائمة على يمين ويمين الوسط من الطيف السياسي.

وتعد الأرجنتين وهندوراس وبوليفيا من بين أولئك الذين أداروا ظهورهم لليمين، بينما انتخبت كولومبيا أول رئيس يساري لها على الرغم من انعدام الثقة المتجذر.

وبعودة «دا سليفا» لرئاسة أكبر دولة في أمريكا الجنوبية منتصرا على رئيس يميني، تنضم البرازيل إلى المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبيرو وتشيلي، في كتلة يسارية متنامية.

وكان الرئيس المنتخب جزءا من «المد الوردي» الأصلي الذي شهد أيضا صعود القادة اليساريين مثل إيفو موراليس في بوليفيا، وميشيل باتشيليت في تشيلي، ورافائيل كوريا في الإكوادور، وهوجو شافيز في فنزويلا.

وأُطلق مصطلح «المد الوردي،» على صعود الحكومات الاشتراكية المختلفة في معظم دول أمريكا الجنوبية والوسطى خلال العقد الأول من القرن الجديد.

وعاد «المد الوردي» مع تفشي التضخم وتأثير جائحة كورونا، ما دفع الناخبين المحبطين في أمريكا اللاتينية للتخلي عن الأحزاب الحاكمة واتباع التعهدات بزيادة الإنفاق الاجتماعي، بحسب مراقبين.