بغرفتين منفصلتين.. وفدا لبنان وإسرائيل يوقعان اتفاق ترسيم الحدود
02 / 27 الخميس 1444 / 17:59 الخميس هـ أكتوبر الثاني /
راوية Hechmirawiya@ حشمي (بيروت)
وقّع الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم (الخميس)، نص الاتفاق الرسمي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل، بعدما تسلّمه من الوسيط الأمريكي أموس هوكشتاين. وقد تزامن التوقيع اللبناني، مع مصادقة الحكومة الإسرائيلية رسمياً على التفاهم.
وزار الوسيط الأمريكي اموس هوكستين الرؤساء اللبنانيين الثلاثة (عون وميقاتي وبري) لتسليمهم الرسالة الأمريكية الرسمية التي تحدد سير اتفاق الترسيم وللتعبير عن امتنانه لهم على روح التشاور والانفتاح التي ظهرت خلال المفاوضات بين لبنان وإسرائيل قبل أن يتوجه إلى مقر الأمم المتحدة بالناقورة حيث تمت مراسيم التوقيع هناك.
وقال هوكستين في تصريحات من قصر بعبدا في بيروت عقب لقائه الرئيس عون اليوم: «إننا نعيش يوماً تاريخياً بعد التوصل إلى اتفاق من شأنه توفير الاستقرار على جانبي الحدود»، مؤكداً ان توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل من شأنه إحداث الاستقرار في المنطقة كما سيشكل هذا الاتفاق نقطة تحول للاقتصاد اللبناني.
وأضاف الوسيط الأمريكي: «لا بنود في اتفاق الترسيم من شأنها تأخير تنقيب لبنان عن الطاقة»، لافتاً إلى أن أهم ما في الاتفاق هو أنه في خدمة الفريقين وليس من مصلحة البلدين خرقه وإذا خرق أيّ طرف الاتفاق لن يكون هذا لصالحهما.
من جانبه وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بـ«الإنجاز الدبلوماسي والاقتصادي» مشدداً بالقول: «نحقق ربحاً اقتصادياً ودبلوماسياً من اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان».
واعتبر لابيد الاتفاق عترافاً لبنانياً بدولة إسرائيل وحدودها البحرية، لكن الرئيس اللبناني ميشال عون سارع إلى نفي ما أورده لابيد، قائلاً: لا أبعاد سياسية لاتفاق ترسيم الحدود البحرية، مؤكداً إن إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي أبعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول، وأن لبنان وإسرائيل في حالة حرب، ولن يلتقي ممثلوهما مباشرة خلال توقيع الاتفاق.
وجرى توقيع المراسيم من قبل وفدي لبنان وإسرائيل وتسلميها إلى الوسيط الأمريكي هوكستين في مقر الأمم المتحدة بالناقورة، وفي غرفتين منفصلتين قبل أن يغادر هوكستين إلى إسرائيل حيث سيلتقي رئيس الوزراء يائير لابيد.
يشار إلى أنه عند وصول الوفد اللبناني إلى الناقورة تبين أن هناك خرقاً إسرائيلياً، فأبلغ الرئيس عون الوفد عدم الدخول إلى الغرفة المخصصة قبل انسحاب الزوارق وبعدها الجيش اللبناني أبلغ بانسحابها.
وقد ضمَ الوفد اللبناني الذي كلفه عون لتوقيع المراسيم، مدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير ومفوض الحكومة لدى القوات الدولية العميد الركن منير شحادة وعضو هيئة إدارة النفط وسام شباط ورئيس مركز الاستشارات القانونية أحمد العرفة.