رياضة

«باخرة» أنقذت المونديال الأول!

كأس العالم 1930 في الأوروغواي

/ أكتوبر الثاني Class="articledate">الأربعاء هـ Class="articledate">الأربعاء / 1444

باخرة الإنقاذ.

Faqeeh_1979@ كتب: عمرو فقيه

الحلقة الأولى:

الأوروغواي «مونتفيديو»تلك الدولة الصغيرة في القارة الأمريكية، التي كانت تئن من الصراع الثلاثي الاستعماري إسبانيا والبرازيل والأرجنتين، استقلت عام 1828، واعتمدت دستورها الأول في 18 يوليو 1830، فكان الاحتفال بمئوية البلاد أحد أهم أسباب قبول الاستضافة، فضلاً عن التكفل ببناء ملاعب جديدة وتكاليف المنتخبات المشاركة، ورياضياً كان منتخب الأوروغواي بطل أولمبياد باريس وأمستردام عامي 1924 و1928.

استضافت العاصمة مونتفيديو، التي اكتشفها الملاح البرتغالي ماجلان، جميع مباريات نهائيات كأس العالم 1930 في حدث غريب وفريد على البطولة لم يتكرر لاحقاً، وباتت المدينة الوحيدة في العالم التي نالت هذا الشرف والسبق التاريخي الأول والأخير، كما أنها كانت البطولة الوحيدة التي لم تكن بها تصفيات، وشاركت فيها المنتخبات بدعوات وجهت لها.

باخرة الإنقاذ: كونتي فيردي «الكونت الأخضر»:

الباخرة عابرة المحيطات التي انطلقت رحلتها الأولى من جنوى إلى بيونس آيرس قاصدة نيويورك بتاريخ 21 /‏‏‏4/‏‏‏ 1923، ولكن رحلتها الأشهر، والتي أنقذت كأس العالم كانت قبل بدء البطولة عام 1930 بثمانية أسابيع، والتي أقلت منتخبات فرنسا ورومانيا وبلجيكا في رحلة انطلقت 21/‏‏‏6/‏‏‏ 1930 من مدينة فيلفرانش سور مير الفرنسية، ووصلت مطلع يوليو، تكفل بمصاريفها الفرنسي العاشق ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم -آنذاك- جول ريميه لإنقاذ البطولة، توقفت الباخرة في البرازيل لنقل منتخبها أيضاً، ورغم أنها باخرة إيطالية إلا أنها لم تقل منتخب بلادها.

يوغوسلافيا كما تذكر بعض المصادر، سافر منتخبها على متن الباخرة فلوريدا، وملك رومانيا كارل الثاني من أمر بالمشاركة في المونديال بل هو من اختار تشكيل اللاعبين.

انطلقت كأس العالم لأول مرة الساعة الثالثة ظهراً من يوم الأحد 13/‏‏‏ 7/‏‏‏ 1930 بمباراتي فرنسا والمكسيك على ملعب بوكيتوس، وأمريكا وبلجيكا على ملعب بارك سنترال، وتعد بعض المصادر أن الفرنسي أندريه ماشينو أول لاعب يلمس كرة في تاريخ كأس العالم، ومواطنه لوسيان لوران صاحب أول هدف في تاريخ كأس العالم سجل في شباك المكسيك الدقيقة (19) وسبق بذلك الأمريكي بارت ماكغي الذي سجل هدفه في الدقيقة (41).

مفارقة نصف نهائي:

شهد الدور نصف النهائي من النسخة الأولى مفارقة تاريخية مثيرة، حيث كسبت الأرجنتين أمريكا (6/‏‏‏1) والأخيرة خاض أغلب لاعبيها أولى مبارياتهم الدولية تاريخياً داخل البطولة، بل إن منتخب أمريكا لم يخض أي مباراة خلال سنتين قبل بدء البطولة.

البلد المضيف الأوروغواي فازت كذلك بذات النتيجة على يوغوسلافيا (6/‏‏‏1) وسجلت يوغوسلافيا الهدف الأول، ثم توالت أهداف الأوروغواي على عكس هدف أمريكا في الأرجنتين سجل بعد الأهداف الستة.

نهائي الأحداث الغريبة والمثيرة:

نهائي الأوروغواي والأرجنتين ذلك النهائي الدراماتيكي بتاريخ 30/‏‏‏ 7/‏‏‏ 1930، قاده الحكم البلجيكي يان لانجينوس الذي ارتدى لباساً غريباً يشمل ربطة عنق وظهر كلاعبي الغولف. واجهت الحكم مشكلة الكرة التي سيلعب بها النهائي، حيث أصر كل منتخب على اللعب بالكرة الخاصة به، وهي مشكلة ظهرت من أول البطولة، ولعبت معظم المنتخبات بكرة الأرجنتين على عكس مباريات الأوروغواي التي لعب بكرة الأخيرة.

حسم الحكم الجدل وقرر أن يلعب كل منتخب بكرته الخاصة شوطاً واحداً، هذا ما حصل لعبت الأرجنتين الشوط الأول بكرتها الخاصة وتقدمت (2/‏‏‏1)، وفي الشوط الثاني لعبت الأوروغواي بكرتها الخاصة وتفوقت (4/‏‏‏2) لتكسب النهائي وكأس العالم بفضل كرتها الخاصة ويرفع قائدها خوسيه ناسازي الكأس كأول إنسان في العالم.

تعزو بعض المصادر أيضاً أن المافيا الإيطالية كانت تدخلت في حسم لقب البطولة لمصلحة الأوروغواي ورشوة الحكم لتبديل الكرة، وتوجيه التهديد لبعض لاعبي منتخب الأرجنتين بالقتل بسبب المراهنات، هددت جماهير الأوروغواي لاعبي الأرجنتين بالقتل أيضاً فوضع ذلك الأمر عناصرها تحت ضغط الجانبين فخسروا الكأس رغم تقدمهم.

أعلنت الأوروغواي اليوم التالي 31 /‏‏‏7/‏‏‏ 1930 عيداً وطنياً لفوزها بكأس العالم. في المقابل، اعتبرت الأرجنتين تلك ليلة سوداء وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع جارتها الأوروغواي، ووصفت لاعبي منتخبها بالنساء ومنع معظمهم من تمثيل المنتخب مجدداً.

* مؤرخ رياضي

في الثامن من شهر سبتمبر من عام 1928 وبمدينة زيورخ السويسرية، تقرر أن يقام كأس العالم لأول مرة، بعد ولادة قيصرية وعدة محاولات بدأت قبل عام 1906، تعرضت جميعها للإجهاض ولأسباب مختلفة.

وفي اجتماع برشلونة من 17 – 18/‏ 5/‏ 1929 تقرر إقامة البطولة واعتماد لوائحها وفتح باب طلبات الاستضافة لصيف عام 1930، تقدمت دول إيطاليا وهولندا وإسبانيا والسويد والمجر والأوروغواي، وعلى الأخيرة وقع الاختيار لتنظيم أول نسخة لأسباب عدة، ولكن ردة فعل القرار كان انسحاب جميع الدول الأوروبية التي تقدمت للاستضافة وقاطعت معظم أوروبا البطولة ومنها إنجلترا التي لم تكن عضواً في الاتحاد الدولي -آنذاك- رغم أنها مهد الكرة.