«حرب جبهات».. تمزق «الإخوان»
الجماعة الإرهابية تأكل بعضها
25 ربيع 1444 هـ الأول 00:40 / Class="articledate">الجمعة / 21 الجمعة
Mohamed02613928@ محمد (جدة) فكري
حالة التشظي بظهور جبهة ثالثة عبر مؤتمرها الأول في إسطنبول، والتي خرجت بما زعمت أنها وثيقة سياسية، لما وصفتهم بـ«الكماليون الجدد»، فضحت استمرار الإخوان في اعتماد منهج العنف سبيلاً لتحقيق مآربهم الدنيئة، إذ كشفوا عن نواياهم الخبيثة بالاستعداد للمواجهة وإزاحة السلطة في مصر والدول العربية، بحسب مزاعمهم ورؤيتهم، هذا التوجه -بحسب مراقبين سياسيين- هدف قديم ومتجذر لديهم، إذ إنهم يرغبون في الاستيلاء على السلطة ولو على جثث الشعوب وكرامة الأوطان.
وأكد خبراء في شؤون التنظيمات الإسلامية أن ظهور «جبهة الكماليين»، كشف أن التنظيم الإرهابي يسير في نفق مظلم، وأنه يمر بحالة غير مسبوقة من التفكك والانقسام، مؤكدين أنه بات من المستحيل الحديث عن مصالحة أو إعادة الالتئام من جديد.
ولفت المحللون إلى أن الجماعة التي أنشأها حسن البنا عام 1928، تواجه في الوقت الراهن حالة من التشرذم إلى ثلاث تيارات أو جبهات تدعي كل منها أحقيتها بقيادة جماعة أضحت من الماضي وباتت قاب قوسين أو أدنى من الاندثار والتلاشي بفعل صراعات الملا والنفوذ والتي أدت إلى نشر الغسيل القذر للجماعة على الملأ في سابقة لم تحدث من قبل.
وفي رأي هؤلاء، فإن «الكماليون الجدد» أو التيار الثالث عمق أزمة «الإخوان»، ووضع الجماعة الإرهابية مجدداً أمام صراع من ثلاث فرق بدلا من فريقين، وهو ما يشير إلى أن قادم الأيام يمكن أن يشهد ولادة تيار رابع وخامس، ما يؤكد أن دعاة الدم والخراب يلفظون أنفاسهم الأخيرة، وأن الرأي العام العربي والدولي بانتظار مشهد تشييع التنظيم إلى مثواه الأخير، وهو ما يرى المراقبون أنه ليس ببعيد.
واستبعد مقربون من الجماعة أية إمكانية لرأب الصدع ودمج الكيانات الثلاثة معاً؛ سواء في المستقبل القريب أو البعيد، مؤكدين أن حجم الانقسامات والخلافات بينها أكبر من مساحة التوافق أو احتمالات العودة لمرحلة ما قبل التشظي.
وبحسب رؤية الجناح الجديد المنقلب، فإن التغيير لا يقتصر على ممارسة العنف داخل مصر فقط، ولكنه يتضمن العمل على تغيير الأنظمة العربية بأكملها من خلال بسط نفوذهم في البداية على مصر ومن بعدها انتقال العنف والفوضى إلى بقية الدول العربية، وهي رؤية قوبلت بالسخرية والتهكم من قيادات منشقة عن الجماعة، مؤكدة أن التنظيم الذي كان ممسكاً بكل تفاصيل السلطة لمدة عام في مصر، وفشل فشلاً ذريعاً، لا يمكن له أن يحقق تلك المزاعم التي وردت في رؤيتهم القاصرة، معتبرين أنها مجرد محاولة فاشلة أخرى لإعادة طرح أفكار حسن البنا وسيد قطب بشأن استخدام العنف والتخريب، وهو ما تصدى له الشعب المصري وشعوب المنطقة التي حاول الإخوان جرها إلى الخراب والدمار ورهنها لأجنداتهم الدموية والإرهابية وبيع مقدرات أوطانها، وهو ما فطن إليه الشارع، فما كان منه إلا الثورة عليهم وخلعهم من الحكم.