اقتصاد

عبد العزيز بن سلمان.. قائد «دبلوماسية النفط» و«أوبك+» الثابتة

استطاع مزج الإدارة بالدبلوماسية المحنكة

أكتوبر Class="articledate">الاحد ربيع / 1444 13 Class="articledate">الأحد 2022 هـ الأول 09 / /

الأمير عبدالعزيز بن سلمان

Taher_ibrahim0@ طاهر (جدة) الحصري

«سيكون يوماً مشمساً.. هو يوم مشمس وسيبقى يوماً مشمساً، وأدعوكم للاستمتاع بالشمس». بهذا الرد الذي يتمتع بحس دعابة شديد التلقائية، ممزوجاً بدبلوماسية محنكة، متمكنة من إرسال رسائلها الهادئة في توقيتات يترقبها الجميع، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي طوال خمسة أيام بتداول تلك الكلمات لرد وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان على أسئلة الصحفيين والإعلاميين، التي انهالت عليه قبيل دخول اجتماع تحالف مجموعة «أوبك+»، الذي أعقبه قرار خفض الإنتاج مليوني برميل يومياً.

رد «أمير النفط»، وشخصيته الحكيمة كانا محور حديث الإعلام العالمي والإقليمي، لتكشف لنا سيرته الذاتية أن الأمير يقف على تاريخ ممتد من الشهادات والدرجات العلمية والمناصب الكبرى التي مكّنته من اتخاذ «الدبلوماسية» آلية لقيادة تحالف «أوبك +» كجبهة ثابتة موحدة، ليستطيع إعادة صياغة الموقف العالمي للتحالف من جديد، بأطر تحقق مصالح جميع الدول والأطراف، على قدم المساواة.

وزير الطاقة، الذي أثقلته خبرة 40 عاماً قضاها في القطاع النفطي، حصل على درجة البكالوريوس في علوم الإدارة الصناعية عام 1982 من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال في عام 1985، وشغل منصب مدير إدارة الدراسات الاقتصادية والصناعية بمركز البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثم مساعداً لوزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول في العام 2004م، ونائباً لوزير البترول والثروة المعدنية بمرتبة وزير، ووزيراً للدولة لشؤون الطاقة في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في 2017م، ووزيراً للطاقة في 8 سبتمبر 2019، وتميزت إجاباته في جميع المؤتمرات واللقاءات التي أدارها بالهدوء والاستفاضة في شرح الموقف السعودي.

لم يتخلَ الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن رزانته أبداً، حتى في ردوده على إحدى وكالات الأنباء العالمية التي دأبت على تغيير حقيقة الموقف السعودي، إذ تحول رد الأمير إلى عتاب راق مهذب، انتهى برفضه الإجابة عن سؤال مراسل تلك الوكالة، فما كان من الوزير النابه إلا أن قال: «لقد أهدرت فيما قبل 25 دقيقة لشرح الموقف السعودي، ولقد أخطأتم مرتين، أنتم لا تؤدون عملاً صحيحاً، ولقد تحدثتم عن قيام روسيا بكذا وكذا، وفي الحقيقة في اليوم الذي نشرتم فيه القصة لم أتحدث لأي شخص من روسيا، وكررتم ذلك في قصة أخرى، وأن السعودية وروسيا تفضلان وصول أسعار النفط لنحو 100 دولار للبرميل». وختم الأمير عبدالعزيز بن سلمان حديثه بالقول: «لن أصرح لكم، حتى تُحترم المصادر الرسمية المتمثلة بوزارة النفط السعودية وعدم اللجوء لمصادر غير رسمية»، محولاً الإجابة إلى أحد وزراء النفط الذي كان يجلس إلى جواره أثناء المؤتمر الصحفي.