زوايا متخصصة

«الربيعي».. الفلَّاح الذي أصبح مديراً

/ Class="articledate">الاثنين / أبريل 24 Class="articledate">الاثنين رمضان هـ / 25

Arabuie@ (الطائف) الربيعي عبدالعزيز

حين نبحث في أوراق الصحفي والأديب عبدالعزيز عبدالله الربيعي، المولود في بلدة الزلفي عام 1348، تقف احتراما لذلك الشخص الذي آمن بقدراته وطور نفسه حتى أصبح من أبرز الأدباء والمثقفين في الوطن. هو من مؤسسي صحيفة (الجزيرة) السعودية، وهو أول مدير تحرير لمجلة الجزيرة المحتجبة، وعندما نعود إلى بدايات الربيعي فقد كان يعمل مع والده في فلاحته بالغاط حتى بلوغه سن الـ19، ثم خرج إلى الزلفي وفيها استدان عشرة ريالات من أحد معارفه أجرة سيارة النقل للرياض في عام (1369)، واستفاد من إعانة ديوان الملك عبدالعزيز في قوته اليومي وسكنه، لكنه قرر الذهاب إلى مكة المكرمة ليبحث عن لقمة العيش حيث الفرص الوظيفية الأكثر.

وفي مكة المكرمة التقى أحد أبناء بلدته من أصحاب المكانة، الذي لم يتردد في الوقوف بجانبه ومد يد العون له، لكنه ما لبث كثيرا حين قصد جازان وكلفه أميرها بوظيفة بمركز حدودي قريب من مدينة ميدي اليمنية، ورغم بقائه في وظيفته بضعة أشهر إلا أن قناعته بذاته جعلته يغادرها ليعمل في عام 1369هـ موظفاً في إمارة جازان، ثم انتقل إلى الحرس الملكي بالرياض في 1370/‏10/‏10هـ، ثم إلى وزارة الزراعة والمياه في عام 1376هـ أميناً لمستودعاتها العامة، ثم مديراً لإدارة الري والسدود، ثم مديراً لإدارة مصلحة الإحصاء، ثم مديراً للشؤون الزراعية ومديراً للمحافظة على المياه، ثم مستشاراً لوزير الزراعة والمياه ومديراً لوحدة الميزانية.

ومضت الرحلة ليؤسس مجلة الجزيرة السعودية ومديراً لتحرير مجلة الجزيرة، وأعيرت خدماته إلى شركة كهرباء الرياض مراقباً عاماً للشركة، وكان عضواً لجريدة الجزيرة وسكرتيراً لجمعيتها العمومية، وعضواً في لجنة الإشراف على تحرير جريدتها، وسكرتيراً للجانها الفرعية، ومديراً لإدارة مؤسستها، ومثلها في مؤتمر القمة العربي الثاني الذي انعقد في الإسكندرية عام 1964 كمندوب لها. وقال عنه الدكتور محمد رجب البيومي، في كتابه من أعلام العصر «فتى المروءة»، حرص على قراءة واجهة مجلة الأديب أول ما أقرأ منها فأنا أعلم أن صاحبها الملهم يختار لها من روائع الإجاز اللامح وطرائف الأدب الحي ما يقوم في كلماته القليلة مقام مقالة رنانة لكاتب جهير، وقال لقد كنت أطلق عليه بيني وبين نفسي فتى المروءة، وها هي مجلة (الأديب) تنقل عنه ما كنت أريد أن أتحدث به.

وذكر فهد بن عبدالعزيز الكليب، في كتابه علماء وأعلام وأعيان الزلفي، أعماله باختصار وإيجاز ويستحق الكثير.

وأثنى عليه الشيخ ناصر بن سليمان العمري في كتابه (ملامح عربية) بقوله رجل لا يضرب في الظلام. وقال ما نصه عبدالعزيز بن عبدالله الربيعي من أهل الغاط من بلدان سدير وهو دوسري من قبيلة أو فخذ الوداعين، وهو مهتم كثير الاهتمام بشعر أبي الطيب المتنبي ومن شغفه به أنه سمى أحد أولاده محسد كاسم ولد المتنبي، وكان أحد المؤسسين لمؤسسة الجزيرة وإليه يعود الفضل في إصدار مؤسسة فهد أول مدير لها وقد اختلف مع بعض المساهمين بها وخرج منها غاضباً وتوفي في يوم الجمعة 1 من ذي القعدة 1442هـ.