استشاري لـ«عكاظ»: ابتعاد الأطفال عن النوم الصحي بسبب الإلكترونيات
Class="articledate">الاثنين هـ 17 الاثنين 2022 أبريل / 18 1443
محمد Mdawood77@ داوود (جدة)
أكد لـ«عكاظ» استشاري الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف أن نسبة كبيرة جدًا من الأطفال ابتعدوا عن النوم الصحي بسبب التقنيات والألعاب الإلكترونية، إذ أصبحوا ينامون بمعدلات وساعات لا تتفق مع أعمارهم وهو ما يؤثر على نموهم وتحصيلهم العلمي وغير ذلك من الانعكاسات السلبية الأخرى.
وتابع أن الإنسان يحتاج إلى عدد كاف من ساعات النوم حتى يرتاح جسمه ودماغه وأعصابه، وحتى يستيقظ بحيوية وانتعاش، إذ تختلف ساعات النوم حسب الفئة العمرية، حيث إن حاجة الجسم للنوم تختلف من فئة عمرية لأخرى، وأحياناً تختلف من شخص لآخر من نفس المرحلة العمرية، فالأطفال حديثو الولادة يحتاجون إلى 18 ساعة نوم في اليوم في الشهر الأول من حياتهم، ثم يبدأ هذا العدد بالتناقص؛ حيث يحتاج إلى ما يقارب 16 ساعة بعد الشهر الأول ثمّ 13 ساعة بعد السنة الأولى، وفي عمر خمس سنوات يقل عدد ساعات النوم الصحي للطفل، بحيث يصبح 11 ساعة يومياً، ويُمكن تقسيمها إلى ساعة ونصف خلال النهار وما تبقّى خلال الليل، وعند بلوغ الإنسان مرحلة المراهقة تصبح حاجته للنوم 9 ساعات في اليوم، أما ساعات النوم عند البالغين فهي من 7 - 8 ساعات في اليوم، ولكن هذا العدد رأى العديد من الباحثين والأطباء أنه ليس دقيقاً، فهناك أشخاص بالغون يحتاجون إلى 10 ساعات نوم في اليوم بينما يستطيع البعض الآخر الاكتفاء بـ7 ساعات يومياً، وقد أشارت الدراسات إلى أن هذا الأمر يعود إلى تركيبة الجينات لدى الإنسان؛ فبعض الأشخاص لا يستطيعون النوم بشكل متواصل خلال الليل فيعوضون المتبقي من حاجتهم خلال النهار.
ولفت إلى أن أهمية النوم الصحي عند الأطفال تكمن في إفراز هرمون الميلاتونين وهو هرمون عصبي يتم إنتاجه في الغدة الصنوبرية ليلاً، ففي النهار يتحول الحمض الأميني التربتوفان إلى هرمون السعادة «السيروتونين»، وهو ناقل عصبي، ثم يتم تخزينه في الغدة الصنوبرية، بينما خلال الليل تقوم أنزيمات خاصة بتحويل هرمون السعادة «السيروتونين» إلى الميلاتونين الذي يفرز من طرف شبكية العين بصورة إيقاعية، خصوصاً خلال الظلام، ويبلغ ذروة نشاطه بعد منتصف الليل، مما يؤدي إلى تغييرات فيسيولوجية تساعد على النوم مثل انخفاض درجة حرارة الجسم ومعدل التنفس.
وأكد الدكتور الشريف أن النوم الصحي عند الأطفال يكون من خلال تهيئة غرفة النوم جيدًا بدرجة الحرارة، ومنع أي مصادر الإضاءة، وتجنب وجود الأجهزة الإلكترونية، مثل التلفاز والهاتف المحمول والحاسوب في غرفة نوم الأطفال، لأن قضاء الوقت على السرير مع استخدام هذه الأجهزة يعني إفساد جودة النوم، والحرص على النوم مبكرًا في الليل للاستفادة من هرمون الميلاتونين الذي يصل ذروته في فترة الليل وبالتالي يزيد من جودة النوم، وقبل الذهاب إلى الفراش، يجب الانتهاء من الاستعدادات للنوم مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الذهاب للحمام، وتجنب تناول الأطعمة قبل النوم مباشرة، والابتعاد بشكل خاص عن مشروبات الكافيين مثل الشاي والقهوة، كما يجب المحافظة على مواعيد محددة للنوم والاستيقاظ بما يشبه العادة، ويشمل ذلك إجازات نهاية الأسبوع.