زوايا متخصصة

نبرة بصير.. هالة خبير «بالتي هي أحسن».. برنامج الرُوَاء

محمد العيسى فارس «الاستديو الديني».. شخصية ملهمة فرضت حديثها على المشاهد

/ هـ Class="articledate">الاثنين Class="articledate">الاثنين 1443 10 رمضان

محمد العيسى في إحدى حلقات البرنامج.

(جدة) محفوظ طالب بن Talib_mahfooz@

مع زهده في الظهور الإعلامي حين كان أكاديمياً وباحثاً وقاضياً، ثم وزيراً للعدل وعضواً في هيئة كبار العلماء، إلا أن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى دخل «الاستديو الفضائي الديني» فارضاً آراءه النيِّرة لملايين المشاهدين بشخصية ملهم وطلاوة مظهر وحلاوة لسان.. أطل على الناس بلياقة عالم ولباقة مفكر ليتحدث عن قيم الإسلام ووسطيته، وليقدم التسامح الإسلامي والتعايش والسلام بصورها الحقيقية، كما هو ديدنه في محاضراته وندواته ومناقشاته العملية والبحثية، ومؤلفاته ومقالاته الشرعية والقانونية والفكرية.

وفي «كلاكيت» مرة ثالثة بموسم جديد لبرنامج «بالتي هي أحسن»، منحت «mbc» هذا العالم الغزير شاشتها ليضيف لمشاهديها قيمة معرفية ودينية وفكرية.. وحين جلس ذلك المفكر بهالته الاعتبارية وآرائه الرفيعة بين فريقه أسامة القحطاني (معداً) وعبدالوهاب الشهري (مذيعاً)، وملايين من البشر القابعين عصراً أمام التلفاز؛ قدَّم تجربة حضارية عميقة خارجة عن القوالب التقليدية، في إثراء متفرد بنقاشات حرة وتأملات جمالية.

وحين حمل البرنامج خطاباً إيجابياً موصلاً إلى المقاصد الشرعية؛ صنع صورة إيجابية لغير المسلمين عن الدين الإسلامي وتسامح أتباعه، برؤية رحيبة للسماحة مع المخالف، والرحمة بالرافض، والرفق بالمجادل.. وبين معايير «الاجتهاد» الصحيح والتعامل مع التيارات المتشددة؛ فضح أساليب المتطرفين في سوق الافتراءات والأكاذيب على المختلفين معهم.. وعند التصنيف والإقصاء المؤثرة على لحمة المجتمعات الإسلامية؛ عالج أطروحات التشتت والتفرقة للمتطرفين الذين يستفردون بالرأي في المسائل الخلافية.

وبين جرأة طرح وتجرُّد بحث لمناقشة القضايا الإسلامية المعاصرة؛ لفت البرنامج حال الإيمان في المجتمعات المعاصرة، وعلاقته بالعلم وقيم المواطنة.. وفي صورة شفيفة يفهمها رجل الشارع والمثقف والنخبوي؛ عالج مشكلات الخطاب الإسلامي الناتجة عن التصنيف والإقصاء، وأنصف المرأة من الظلم وإعاقة تمكينها.. وبطريقة علمية فكرية سهلة ممتنعة؛ أعاد تعريف مصطلح «الأقليات الإسلامية»، وشرح أسباب تصاعد ظاهرة «الإسلاموفوبيا».

أما لماذا صنَّف النقَّاد والمراقبون البرنامج باعتباره من أهم البرامج الدينية؟؛ فلأنه أصبح علامة فارقة في قائمة رمضان الدسمة، واكتساح حلقاته عيني المشاهد وأذنيه، فتحوَّل إلى الأكثر مشاهدة في سباق البرامج الرمضانية، كأفضل ما أنتجته الشاشة الفضية من برامج دينية للموسمين الماضيين.