زوايا متخصصة

«كوفيد» يعاود ترويع أوروبا

بريطانيا تقرّ بالخطر.. وألمانيا تصفه بـ «المخيف جداً»... وأمريكا تتوقع الأسوأ

2022 مارس Class="articledate">الأربعاء Class="articledate">الأربعاء / هـ / 1443 13

كوادر صحية ينفذون الإغلاق في شنغهاي بالصين. (وكالات)

أحمد _online@ (لندن) ياسين

بدأت الدول الأوروبية والولايات المتحدة تجني الحصاد المر لاستعجالها إلغاء التدابير الصحية والوقائية، الهادفة لكبح تفشي فايروس كوفيد-19. فقد بدأ عدد الإصابات الجديدة يرتفع في أرجاء القارة العجوز. وخلال يومي نهاية الأسبوع (السبت والأحد) سجلت بريطانيا وحدها 170985 إصابة جديدة، رافقتها 135 وفاة إضافية. وأعلن رئيس وزراء اليونان أمس أن الفحص أكد إصابته بالفايروس. وقالت ألمانيا إنها تشهد «وضعاً مخيفاً جداً»، جراء عودة التفشي الوبائي إلى أراضيها. وحذر مسؤولون صحيون أمريكيون أمس من أن تحليل مياه الصرف الصحي في مدن أمريكية يشي بأن كوفيد-19 عائد ليقوم بهجمة جديدة في عدد من أرجاء الولايات المتحدة. وأجمع الخبراء على أن من الحمق أن يعتقد بعضهم أن الوباء العالمي بات في ذمة التاريخ.

وعزوا الاتجاه التصاعدي للإصابات الجديدة إلى شيوع سلالة BA.2، وهي سلالة فرعية انحدرت من سلالة أوميكرون المتحورة وراثياً من فايروس كورونا الجديد. وهذه السلالة الفرعية أسرع إفشاء لعدواها. وقالت ألمانيا أمس (الثلاثاء)، إنها سجلت خلال الساعات الـ 24 الماضية رقماً قياسياً لليوم الرابع على التوالي؛ فيما أعلنت هولندا أمس أن الحالات الجديدة لديها تضاعفت منذ إلغائها التدابير الصحية والوقائية في 25 فبراير الماضي. وعلى رغم أن المسؤولين الصحيين في بلدان القارة الأوروبية أعرضوا حتى الآن عن أي توجه إلى فرض إجراءات لكبح الفايروس؛ فإن مسؤولي المدارس ورجال الأعمال بدأوا يشكون من تزايد عدد المتغيبين من جراء الإصابة. وتأتي هذه التطورات المثيرة للقلق والقارة تواجه أزمات عدة، يتصدرها ارتفاع كلفة المعيشة، وتبعات الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي يهدد بزيادة أسعار الغذاء والطاقة في أقطار أوروبا من دون استثناء. وقال رئيس وزراء اليونان كرياكوس ميتسوتاكيس، في صفحته على موقع إنستغرام أمس، «لقد انشغلنا أخيراً بالحرب في أوكرانيا، وارتفاع الأسعار... لكن فايروس كورونا الجديد لا يزال موجوداً». وأعلن الزعيم اليوناني أنه اكتشف إصابته بالفايروس (الإثنين). وعلى رغم التهديد الوبائي الجديد؛ فإن ألمانيا عاقدة العزم على التخلص من غالبية الإجراءات الوقائية اعتباراً من الأحد القادم. غير أن وزير الصحة الألماني البروفسور كارل لوترباخ، وهو طبيب تخصص في مكافحة الأوبئة بجامعة هارفارد، حض المقاطعات الألمانية الـ 16 على الإقدام على فرض تدابير تقييدية في ما سماه «الأماكن الساخنة»، حيث ترتفع الإصابات الجديدة. وأوضح في مقابلة تلفزيونية أمس (الثلاثاء) «لسنا في وضع يتيح لنا التخلي عن كلف الإجراءات الصحية. لدينا هنا في ألمانيا وضع مخيف جداً في الوقت الراهن». وزاد لوترباخ في تغريدة أمس الأول: لدينا الآن 200 وفاة إضافية يومياً. وقد يزيد هذا العدد قريباً.

وفي لندن، قال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد أمس إن على الشعب البريطاني أن يكون مهيأ لارتفاع في إصابات كوفيد-19، بحكم تخلي الدولة عن القيود الصحية. ووصف وضع المملكة المتحدة الصحي بأنه جيد جداً؛ لكن ارتفاع عدد الحالات الجديدة متوقع. وأشارت أرقام المكتب الوطني للإحصاءات إلى أنه خلال الأسبوع المنتهي في 5 مارس الجاري تمت إصابة شخص من كل 25 في إنجلترا، وشخص من كل 13 شخصاً في أيرلندا الشمالية، وشخص من كل 18 في أسكتلندا، وشخص من كل 30 من سكان مقاطعة ويلز. وأكد الوزير البريطاني اكتشاف عدد من الإصابات الجديدة في بريطانيا بسلالة «دلتاكرون»، التي تحوي خصائص سلالتي دلتا وأوميكرون. لكنه ذكر أن 99.9% من حالات بريطانيا هي من سلالة أوميكرون. ومن المقرر أن تلغي بريطانيا غداً (الخميس) آخر قيودها الصحية، وهو مجانية الفحوص. وأعلنت سلطات مطار هيثرو اللندني وشركة فيرجن للطيران التخلي عن إلزامية ارتداء الكمامة. وعلى رغم هذا التحرر؛ فإن عدد المنومين من مرضى كوفيد-19 بمشافي بريطانيا ارتفع نحو 18% عما كان عليه منذ أسبوع.

حققت السعودية تقدماً جديداً في كبح أزمتها الصحية. فقد تراجعت أمس مرتبتين، من المرتبة الـ 70 إلى الـ 72، في ترتيب دول العالم من حيث عدد الإصابات بكوفيد-19. ووصل العدد التراكمي لإصابات السعودية (الإثنين) إلى 748915 حالة، فيما بلغ عدد وفياتها بالفايروس 9020 وفاة. وانحدر عدد الحالات الحرجة في مشافي المملكة إلى 272 حالة فقط. ويعزو الخبراء العالميون النجاحات السعودية المتوالية في مكافحة الوباء العالمي إلى الجودة العالية لبروتوكولاتها العلاجية، والصرامة في تنفيذ التدابير الوقائية، وتضافر الأجهزة الحكومية والعلمية في إيجاد حلول مستدامة للأزمة الصحية.

«الرابعة».. سبب انقسام فايزر وموديرنا !

على رغم اتفاق الرئيسين التنفيذيين لشركتي فايزر وموديرنا الدوائيتين الأمريكيتين على أن فايروس كوفيد-19 باقٍ مع الإنسانية؛ فإنهما اختلفا على مدى الحاجة إلى جرعة تنشيطية رابعة من لقاحي كوفيد-19 اللذين تنتجهما الشركتان. فقد ذكر الرئيس التنفيذي لفايزر ستيفن بورلا في لقاء تلفزيوني أن المناعة التي توفرها الجرعة الثالثة ستؤول إلى التلاشي، وأن ثمة حاجة ماسّة الى جرعة رابعة؛ بينما اعتبر رئيس موديرنا ستيفن هوغ أن الجرعة الرابعة قد تكون ضرورية فقط للمسنين، ومن يعانون ضعفاً في المناعة بسبب مرض مزمن. وكشف بورلا أن شركة فايزر ستقدم بيانات إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بشأن تأثير جرعة رابعة من لقاح فايزر. وأكد أنه متفائل بإمكان ابتكار نسخة من اللقاح قادرة على صد سلالة أوميكرون، وأية متحورة جديدة. وقال رئيس موديرنا هوغ إن شركته تعكف على ابتكار جرعة سنوية لتوفير مناعة ضد التأثيرات طويلة المدى لكوفيد-19.