زوايا متخصصة

تطعيم الرُّضَّع.. الحقائق الحاسمة

آباء: نطعِّمهم واحتمال إصابتهم ضئيل.. علماء: إصابتهم قد تقتلهم

Class="articledate">الثلاثاء Class="articledate">الثلاثاء / 1443 القعدة هـ / يونيو 22

تصنيع لقاح فايزر للرضع والأطفال حتى سن الخامسة بمصنع الشركة في بوورز ببلجيكا. (وكالات)

ياسين أحمد (لندن) _online@

أثار إعلان الجهات الصحية الأمريكية، نهاية الأسبوع الماضي، الموافقة على لقاحين خصصتهما شركتا فايزر وموديرنا الدوائيتان الأمريكيتان للأطفال من الشهر السادس إلى سنتهم الخامسة قلق الآباء والأمهات حول العالم، وليس في الولايات المتحدة وحدها، حيث يقدر عدد الأطفال من تلك الفئة العمرية بنحو 20 مليوناً. ومنبع القلق اعتقاد كثير من أولياء الأمور بأن الصغار جداً لا يواجهون أصلاً خطر الإصابة بفايروس كوفيد-19، إلا بقدر ضئيل. بيد أن الأرقام الرسمية الأمريكية أكدت عدم صحة تلك المقولة. فقد أصيب نحو 20 ألف رضيع بالفايروس، تم تنويم أكثر من ألفين منهم بالمستشفيات، فيما توفي 440 منهم جراء مضاعفات إصاباتهم، منذ يناير 2020 حتى مايو 2022. والواقع أن تأخر ظهور لقاح الأطفال الصغار تأخر كثيراً. فقد تم إقراره أخيراً بعد أكثر من 18 شهراً من ظهور لقاحات كوفيد-19. ورأى علماء أن مسؤولي هيئة الغذاء والدواء الأمريكية استغرقوا وقتاً أطول في الموافقة على الجرعات المخصصة للصغار جداً لأنهم اعتمدوا معياراً وحيداً لقياس فاعلية تلك الجرعات، وهو قياس عدد الأجسام المضادة في الدم. ويقولون إنه كان حرياً بخبراء الهيئة اعتماد معايير أخرى أيضاً، كالكشف على مناطق بعينها من جهاز مناعة الطفل الخاضع لتجربة اللقاح الجديد. فلربما اتضح لهم منذ وقت مبكر أنه قادر على منع تفاقم مرض الرضيع المصاب؛ إذا لم يكن قادراً على منع إصابته من أساسها. وأشار العلماء إلى أنه كان ينبغي على خبراء هيئة الغذاء والدواء قياس عدد خلايا الذاكرة الدفاعية في نظام المناعة، التي من شأنها قتل الخلايا المصابة وتخليص الجسم من الفايروس. وقد اقتصر علماء هيئة الغذاء والدواء على مراقبة مستوى الأجسام المضادة في الدم، لمعرفة فعالية اللقاح الجديد في منع الإصابة بالمرض المصحوب بالأعراض، ومقارنة ذلك بمستواها لدى البالغين. وقد استخدموا هذا القياس لإقرار اللقاح الذي أعدته شركة فايزر للأطفال من سن الخامسة إلى الـ 11 عاماً، وللمراهقين من سن 12 إلى 15 عاماً. بيد أن شركة فايزر أعلنت في ديسمبر 2021 أن جرعتين من لقاحها للأطفال الصغار جداً لم تسفرا عن توليد مستوى عال من الأجسام المضادة لدى الأطفال من سن سنتين إلى أربع سنوات. وقررت الشركة درس ما إذا كان إعطاء الرضيع جرعة تنشيطية ثالثة سيحدث الفعالية المنشودة. وحين حل الشتاء، أصيب عدد من الرضع المشاركين في التجربة السريرية بسلالة أوميكرون. ومع ذلك فإن هيئة الغذاء والدواء رأت أن الوضع يحتم عليها المضي قدماً بالموافقة على جرعتي الرضع والصغار جداً. غير أن شركة فايزر واصلت تجربتها السريرية المتعلقة بالجرعة الثالثة. وأثناء ذلك تزايد عدد الصغار جداً الذين أصيبوا بسلالة أوميكرون. ولم يكن أمام علماء هيئة الغذاء والدواء سوى إلغاء اتجاههم إلى إقرار الجرعتين. ويقول العلماء إن الاعتماد على قياس مستوى الأجسام المضادة يقوم أساساً على توليد عدد كبير منها بحيث يكفي ذلك لتحييد الفايروس من حيث منفذه إلى الجسم، وبالتالي منع حدوث الإصابة. ومع أن اختبار مستوى الأجسام المضادة سهل ويعطي نتائج فورية، إلا أن اختبار خلايا الذاكرة المناعية يتطلب قدراً أكبر من الدم، وانتظاراً قد يصل إلى يومين لتتضح نتيجته. وهو في كل حال يعطي نتائج أكثر شمولاً، من شأنها أن تعجل باتخاذ قرار الموافقة على اللقاح الجديد منذ وقت مبكر.

والآن، بعد الموافقة على لقاحي موديرنا وفايزر لهذه الفئة من الأطفال، يقول علماء المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إنهم لا يرون ما يحول دون التعجيل بتطعيم الرضيع أو ابن الرابعة أو الخامسة حتى إذا كان قد أصيب أخيراً بالفايروس. والأفضل تطعيمه فور انتهاء فترة العزل الصحي، أو حال شعوره بتحسن الأعراض لديه. والنصح المتبع بالنسبة إلى البالغين في هذه الحال هو أن عليهم أن ينتظروا 90 يوماً بعد تعافيهم، قبل الخضوع للتطعيم بلقاحات كوفيد-19. ويقول العلماء الأمريكيون، إنهم لا يرون ما يحول دون إمكان تطعيم الرضيع أو الصغير جداً بلقاح كوفيد-19 في نفس يوم تطعيمه ببقية الأمصال المقررة على الأطفال في ذلك العمر.

جدوى تطعيم فئة احتمالات إصابتها ضئيلة

تساءل آباء كثيرون: إذا كان الأطفال الصغار جداً يصابون بأعراض خفيفة جداً حال التقاطهم عدوى فايروس كوفيد-19، وإذا كان محتملاً بدرجة كبيرة أن يصابوا حتى لو تم تطعيمهم بلقاح كوفيد-19.. فما جدوى إخضاعهم للتطعيم؟ ورد الأطباء بأنه على رغم صحة القول إن كوفيد-19 أقل مخاطر لدى الصغار مقارنة بالبالغين، فإن الإصابة بالفايروس أدت إلى وفاة 440 طفلاً أمريكياً في سن الرابعة وما هو أدنى من ذلك. وتشير الإحصاءات الصحية الأمريكية إلى أن الإصابة بكوفيد-19 تعتبر واحدة من أكبر 10 أسباب لوفاة الأطفال في الولايات المتحدة. وأضافوا أن الإصابة بكوفيد-19 تؤدي أيضاً إلى تنويم الأطفال في سن الرابعة وما دونها بمعدلات أكبر مما لدى الأطفال الأكبر سناً. كما أن التنويم الناجم عن الإصابة بكوفيد-19 يعد أعلى معدلاً لدى الأطفال من شهرهم السادس حتى سنتهم الرابعة، على رغم عدم إصابتهم بأي أمراض تزيد مخاطر تفاقم إصاباتهم. وتتحدث التقاير الرسمية عن إدخال عدد من الرضع والصغار جداً وحدات الإنعاش الفائق جراء إصابتهم. ولذلك فإن التطعيم بلقاحات كوفيد-19 يعد الخيار الوحيد لمنع تفاقم إصابة الأطفال من هذه الفئة من العمر.