منوعات

«كوفيد».. المسائل المسكوت عنها

«جدري القرود» يواصل تفشيه.. وأمريكا عززت طاقة مختبراتها لمواجهته

/ 2022 هـ القعدة Class="articledate">الثلاثاء / 1443 / Class="articledate">الثلاثاء 31

قطارات بريطانيا عاد لها زحامها بعد انحسار إصابات كوفيد. (وكالات)

ياسين _online@ (لندن) أحمد

يثير تفشي مرض كوفيد-19 أسئلة محيّرة، أبرزها: لماذا تختلف شدة أعراض المرض من شخص لآخر؟ ولماذا يتعافى أشخاص من المرض، بينما يصاب آخرون بما يعرف بمرض «كوفيد المزمن»؟ ولماذا يشعر مصاب بكوفيد المزمن بأعراض قاسية، في حين أن شخصاً آخر تكون أعراضه أخف كثيراً؟ هل يتوقف الأمر على طبيعة «الميكروبيوم»؟ وهو مجموع الميكروبات المتعايشة مع إنسان، أو أي من الأحياء الأخرى (حيوانات، أو ديدان، أو قواقع)، وتعيش على جسمها، أو داخل أمعائها. ويقصد بالميكروبيوم في المقام الأول «النبيت» الجرثومي المعوي، والميكروبات التي تعيش على جلده، مما يسمى نبيتاً جرثومياً جلدياً، أو التي تعيش على أجزاء أخرى من جسم الإنسان، أو داخله في تعايش سلمي، في الفم، والأنف، والعين، والأعضاء التناسلية، وغيرها. وهي تساؤلات يقول علماء كثيرون إنها بحاجة إلى أجيال لتوفير إجابات شافية عنها.

والسؤال الأكثر إغاظة للعلماء هو: لماذا التباين بين شخص وآخر، حتى في المنزل الواحد، أو بين الأب والابن، أو الأم وابنها، أو ابنتها؛ في شدة وقلة الأعراض المرضية؟ وهو سؤال يثير بوجه الخصوص حيرة العلماء الذين كرسوا حياتهم العلمية لدرس ما يعرف بـ«الفايروسات النائمة»، وهي التي تصيب الإنسان في طفولته وتبقى في جسمه بقية حياته. وغالباً تكون غير مصحوبة بأعراض، وقد لا ينتبه الشخص مطلقاً لوجودها. بيد أن دراسات حديثة أكدت أن بعض تلك الفايروسات تشرع في إلحاق الضرر بالجسم في وقت لاحق. وأشارت دراسة أجريت في يناير 2022 في جامعة هارفارد إلى أن ثمة صلة عارضة بين الفايروس المسمى إيبشتين-بار (EBV) والإصابة بمرض التصلب اللويحي المتعدد (MS). واستغرقت تلك الدراسة نحو 20 عاماً. وترى أستاذة مكافحة الأوبئة والإحصاءات الحيوية بجامعة أريزونا الدكتورة اليزابيث جاكوبس أن مثل هذه الدراسة ستكون ذات أهمية خاصة بالنسبة لمرضى كوفيد المزمن. وأضافت أنها تتوقع دراسات تستمر عقوداً في هذا الشأن. وعلى رغم أن آليات عمل فايروس كورونا الجديد تختلف اختلافاً كبيراً عن الآلية التي تعمل بها الفايروسات الكامنة في جسم الإنسان، ومن ذلك مثلاً أن فايروس كوفيد-19 قد لا يبقى في الجسم لفترة طويلة تماثل فترة بقاء الفايروسات الكامنة كفايروس إيبشتين-بار، فإن العلماء يحاولون معرفة تفاصيل كيفية تفعيل الفايروس الكامن لنشاطه لمعرفة إجابات تتعلق بأسرار مرض كوفيد الزمن. وحصل علماء شعبة المناعة الحيوية بجامعة أريزونا على منحة حكومية تبلغ 9.2 مليون دولار لدرس ألغاز كوفيد المزمن، خصوصاً معرفة السبب في قدرة كوفيد المزمن على إيذاء شخص أكثر من الآخر.

جدري القرود

يثير القلق

يتفاقم القلق شيئاً فشيئاً من تزايد رقعة تفشي فايروس جدري القرود في أرجاء العالم. فقد أعلنت بريطانيا أن 71 حالة إضافية انضمت إلى المصابين بهذا المرض. وفيما ذكرت الإمارات أن عدد المصابين في أراضيها ارتفع إلى 3 أشخاص؛ قالت إسبانيا إن عدد المصابين لديها ارتفع إلى 120 شخصاً. وأشارت السلطات الصحية البرازيلية إلى أن عدد حالاتها ارتفع إلى 96 إصابة. وفي واشنطن؛ أعلنت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها الليل قبل الماضي أنها قررت مضاعفة إنتاج وتوزيع الفحوص المخبرية القادرة على كشف الإصابة بجدري القرود، تحوطاً من احتمال اندلاع تفشٍ كبير لهذا الفايروس. وذكرت شبكة «سي إن إن» أن 74 مختبراً في 46 ولاية أمريكية تستخدم فحصاً حصل على إقرار هيئة الغذاء والدواء. ويستطيع كل من هذه المختبرات إجراء نحو 7 آلاف فحص أسبوعياً. ويعتقد أن هذه الطاقة المخبرية تم تطويرها أصلاً تحسباً للرد على أي هجوم بيولوجي محتمل قد تشنه روسيا على الولايات المتحدة مستخدمة فايروس الجدري. ويعتقد أن فايروس الجدري انقرض في العالم، باستثناء عينات مجمدة منه لدى روسيا والولايات المتحدة. وينتمي فايروسا الجدري وجدري القرود إلى عائلة مجموعة من الفايروسات تسمى فايروسات الجدري الأصلي. وبالطبع فإن فايروس الجدري هو أخطرها، لقدرته على الفتك والتشويه والتعويق. ومع أن المراكز الأمريكية للحد من الأمراض طوّرت فحصاً مخبرياً خاصاً لتأكيد تشخيص الإصابة بجدري القرود؛ إلا أن مسؤوليها يرون أن الفحص ليس ضرورياً لتشخيص الإصابة بجدري القرود، لأن أعراضه عند ظهورها كافية لكي يتخذ الطبيب قراراً ببدء العلاج، أو التطعيم.

باكسلوفيد مفيد.. رغم عودة الأعراض لمستخدميه

أكدت مديرة المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها الدكتورة راشيل فالينسكي، في مقابلة أجرتها معها شبكة سي بي إس التلفزيونية الأمريكية، أن ثمة مخاوف من عودة أمراض كوفيد-19 لأشخاص أصيبوا به وتم إعطاؤهم أقراص باكسلوفيد، التي تمنع احتمالات تنويمهم في المشافي، أو وفاتهم. وقالت: إذا تناولت أقراص باكسلوفيد فقد تصاب بالأعراض من جديد. لكننا لم نرَ بعد أي شخص تناولها وعاد بالأعراض في وضع يستدعي تنويمه بالمستشفى. إذن فالمسألة بوجه عام أن الأعراض تكون معتدلة.

ويقول العلماء إن عودة أعراض كوفيد بعد تناول أقراص باكسلوفيد لمدة خمسة أيام تحدث عادة خلال فترة تراوح بين يومين و8 أيام بعد استكمال العلاج بباكسلوفيد. وعلى رغم ذلك فإن المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها تتمسك بأن فائدة باكسلوفيد تفوق مخاطره. وحتى بالنسبة للأشخاص الذين لم يخضعوا للتطعيم بلقاحات كوفيد-19، نجح باكسلوفيد في تقليص احتمالات تردي حالاتهم الصحية إلى درجة التنويم والوفاة بنسبة تقارب 90%. ولا يُعرف بوجه قاطع لماذا تعود الأعراض للظهور مجدداً بعد إكمال التداوي بعقار باكسلفويد. لكن ثمة أطباء يرون أن تلك الأعراض ناجمة عن الفايروس نفسه، وليس من إصابة جديدة. وتقول المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إنه لا توجد أدلة على أن ثمة حاجة إلى مزيد من التداوي في مثل هذه الحالة. كما قررت شركة فايزر الدوائية التي ابتكرت هذا العقار الإبقاء على مقدار وصفتها العلاجية على ما هي عليه، من دون حاجة إلى تغيير، أو زيادة. وتقول فايزر إن نسبة من عادت الأعراض إليهم لا تتجاوز 2%، لكنها تراقب الوضع من كثب.