يا الله.. كم أنت جميل يا علي
26 / 1443 27 / Class="articledate">الجمعة Class="articledate">الجمعة / هـ مايو 2022 شوال
أبوسعدة فريد
أقمت مع محمد صالح، وبعض المصريين في شارع بن لادن، وتواصل الحوار مع من أحب وعن ما أحب، وكان علي خالد الغامدي، الذي كان يعمل في جريدة المدينة وقتها فقرة متكررة في الحديث، كانت قد نشأت بينهما مودة وعلاقة ثقافية نادرة، لذا عندما التقيت بعلي في الجريدة كنت أعرف عنه الكثير، كان علي من غيّر فكرتي عن السعودية، فقد ظهر لي أن بعض الانتلجنسيا السعودية لا تزال تذكر بالشكر والثناء الدور الثقافي المصري، منذ عشرينات القرن العشرين، وكيف كانوا في جدة ينتظرون مجلة «الرسالة»، التي تأتي بالبحر إلى ميناء جدة!
عندما علم علي أنني (أوضِّبُ) ديوان محمد صالح الأول «الوطن الجمر» ليأخذه في إجازته للطبع في مصر، يبدو أنه تشجع، وشجعه محمد صالح على إصدار أول كتبه «البكاء على وجه امرأة جميلة»، وبالفعل وضبت كتاب علي، وصممت له الغلاف، وعندما صدر «البكاء» نشرتُ مقالا محبا عن الكتاب في «ملحق الأربعاء»، كان في الحقيقة مفاجئا لي، إذ كان نثر علي مختلفا عن الشائع في المملكة، كان قريبا جدا، حميميا وشعريا، ومتماهيا مع الواقع إلى حد بعيد، وقعت في غرامه ككاتب بالغ الحساسية، وكإنسان نبيل، كأننا جئنا به من الوطن، خصوصا أن هواه كان مصريا، محبا لمصر ودائم السفر إليها. في إحدى السهرات في بيته القديم، اجتمعنا معه أنا ومحمد صالح وآخرين، لمناقشة إصدار مجلة عامة، واتفقنا على أن يكون اسمها «غرابيل»، وقدمت لهم تصميما لغلافها، وتناقشنا طويلا حول سياستها وتبويبها، وتكلمنا عن ترخيصها، الذي قال البعض أن يكون من صقلية أو ما شابه، ولعلي احتفظ بمحضر عن هذا الاجتماع -بشأن المجلة- وعليه توقيعات المجتمعين!
ربما كان التمويل هو ما عرقل الأمر، ومنع التقدم في إجراءات الإصدار!، كان قد ترك العمل في جريدة المدينة، وترك ملحق الأربعاء، وذهب بعيدا إلى جريدة الرياض، لكنه ما إن يبتعد حتى يقترب أكثر وأكثر من القلب، وفي السنة الوحيدة التي جاءت أسرتي إلى جدة، قد زرناه تلبية لدعوته إلى بيته الجديد الفاخر، وعندما غادرنا جدة في عام 1987 كنا ننتظر بشغف أنا ومحمد صالح زياراته المتكررة إلى القاهرة، وربما أكون قد أقنعته بإصدار أعماله التي توالت في دار «شرقيات» للنشر.