أخبار

سُنّة لبنان يدفنون «الجيف السياسية»

ينتصرون للدولة في مواجهة «الدويلة» وأشباه الرجال

مايو 1443 / / Class="articledate">الجمعة Class="articledate">الجمعة 06 / هـ 2022

زياد (بيروت) Ziadgazi@ عيتاني

«ما حدا أكبر من بلده».. قالها رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في عزّ الحصار عليه من قبل «حزب الله» وحلفائه، اليوم سيقولها سُنّة لبنان بوجه الداعين لمقاطعة الانتخابات والمنظّرين لهذه المقاطعة البلهاء.سيتوجه سُنّة لبنان في 15 مايو إلى صناديق الاقتراع محوّلين أصواتهم إلى شبكة دفاع متطورة وقوافل مقاتلة بوجه المليشيا والهيمنة والفساد، سينتصرون للدولة بمواجهة الدويلة وصواريخ حزب السلاح.

سيذهب سُنّة لبنان في بيروت ليصوّتوا للمرشحين المؤمنين بالسيادة والاستقلال، سيصوّتون لكل من يحمل الهوية العربية مؤمناً بها ومدافعاً عنها أنها هوية نهائية لا تتبدل ولا تُهان.

سيصوّت السُنّة في مدينة طرابلس بوجه من دفعهم لركوب قوارب الموت، ومن أغرقهم بالوعود الجوفاء، ومن يغيب عنهم 4 سنوات ليُطل عليهم في يوم الانتخاب مفتتحاً جسراً سبق له أن افتتحه لأكثر من 5 مرات، واعداً إياهم كما وعدهم في السابق أن يُنشئ المستشفيات والمدارس والمعاهد، وأن يوجد لأبنائهم فرص العمل، وهي وعود لم تغادر أوراق الخطابات.

سيتوجه السُنّة في البقاع الغربي والأوسط ليصوتوا بوجه المشروع الفارسي، مؤكدين أن سهلهم سهل المروءة والشهامة، سهل الرجال والأبطال. مؤكدين أن لا مكان هناك لفارس ومليشياتها. سيصوّتون لأبنائهم الأحرار الذين ما غادروا السهل يوماً وما استسلموا في ساحات القتال.

سيصوّت السُنّة في صيدا بوابة الجنوب لكرامتهم ولعزهم ولإصرارهم على رفع الهيمنة عنهم، مؤكدين أنهم ليسوا مجرد بوابة، بل هم قلعة بوجه كل الغزاة كما فعلوا عبر التاريخ، أليس هناك على أسوار قلعتهم قبل مئات السنوات أسقطوا وأحرقوا قوارب الفرس الغزاة، ثم أحرقوا المدينة ولم يستسلموا؟

سنُة لبنان سيصوتون في 15 مايو 2022 لحريتهم، لتحررهم من وصاية الشخص، ومن سيل التنازلات، سيصوتون ضد المقاطعة وضد الاحتلال، كما أنهم سيحجبون أصواتهم عن كل الأذناب الذين شاركوا الشخص في ارتكاب الموبقات، سيعطون الفرصة لأبنائهم الذين لم يُلوثوا بأي من الانتهاكات، سيؤكّدون بأصواتهم في صندوق الاقتراع أنهم قادرون على المحاسبة وعلى القرار وعلى المواجهة في أصعب الأوقات.

في 15 مايو سيدفن سُنّة لبنان كل الجيف السياسية التي أنهكتهم طوال تلك السنوات، سيدفنونها دون أن يضعوا شاهداً على قبورها في مقابر الغرباء، دون أن يلتفتوا إليها وهم يغادرونها، لقد أصابتهم التخمة من أشباه الرجال.

سُنّة لبنان ليسوا طائفة ولا حزباً ولا تياراً، هم جزءٌ من أمّة لها تاريخها ومجدها ومواقفها الواضحة التي لا تحتمل الالتباسات.

سُنّة لبنان هم عصب الدولة، عماد المؤسسات، سلاحهم موقفٌ ولم يتورطوا يوماً بالدماء. سُنّة لبنان هم دولة ولا يمكن لدويلة أن تختصرهم مهما كانت الضغوطات، سيصوّتون بقلوبهم للوائح السيادة المؤمنة بقيمهم الأخلاقية والسياسية، هم العروبة الضامنة بمواجهة كل الاحتلالات.