الجرائم الرياضية.. بثور على وجه الكرة الجميل
لاعبون وإعلاميون وقانونيون وجماهير يكشفون آراءهم
/ Class="articledate">الجمعة 04 / 02:04 الآخرة الجمعة جمادى يناير 1443 هـ /
السعيد (الرياض) Amal222424@ أمل
مع كل ما تحمله مباريات كرة القدم من متعة وإثارة.. تطفو أحيانا ظواهر سالبة مصاحبة لها، يتسبب فيها البعض، فتسيء لجاذبية المستديرة التي تعتبر الرياضة المفضلة لدى الكثيرين. ويعرف الجمهور نوعية هذه الظواهر السالبة المتمثلة في التعصب الأعمى والانفعال المنفلت، فيتحول الأمر إلى سباب وشتائم وبصق ورمي أوعية الماء وغيرها من تصرفات، وكلها تصرفات تشكل بثورا في وجه كرة القدم، وترقى في بعض صورها إلى مرتبة الجريمة الرياضية المستحقة للعقاب.
لاعبون: نعم للعقوبات..
وهناك أولويات
«الجماهير تحتاج لتوعية متكررة».. هكذا قال الكابتن علي كميخ مقترحا طبع العبارات التوعوية على تذاكر المباريات حتى يطلع عليها كل من يحضر، مع تكثيف التوعية بوسائل الإعلام والمدارس والجامعات، وأضاف: هؤلاء الشباب هم مستقبل الوطن المشرق وعماده المتين إن شاء الله، وقدوتنا في ذلك سيدي ولي العهد الذي يدعمهم ويتحدث عنهم بثقة ويحفزهم وفقه الله.
وأبدى كميخ تأييده لعقوبات يتم تطبيقها على كل من يخرج عن السلوك اللائق، لكنه يرى ضرورة أن يسبق هذه الخطوة توضيح وتوجيه ويجب أن يعرف الجميع ذلك ودور كل فرد كمشجع، مردفا: «كلمتي للجماهير الرياضية هي الذهاب للملاعب للمتعة والمشاهدة والتحفيز للاعبين والإدارة، وكذلك الوقوف مع أنديتهم. فالملعب كالمدرسة والبيت، له آداب وسلوكيات تحترم، خصوصا أن من يحضر الآن هي العائلة.. الأم والبنت والطفل والزوج، لذا علينا أن نحذر من أي لفظ او سلوك غير لائق، وهناك رصد بكاميرات الملعب ورجال الأمن لكل من يتجاوز الحدود، ونحن تعلمنا من ولاة امرنا الصفات الحميدة، وقدوتنا في كل سلوك طيب وخلق حسن هو الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم».
والتقط الحديث لاعب النصر محسن القرني الذي أمّن على ضرورة أن تكون هناك عقوبات واضحة لأي تصرفات أو سلوكيات غير لائقة في ملاعبنا، لكنه استدرك بأن الأهم هو ارتقاء المشجع بفكره، «نريده أن يشاهد تنافسا رياضيا نظيفا بعيدا عن هذه التصرفات، وجماهيرنا السعودية ذواقة ومحبة للاستمتاع بالمباريات، وهي في غالبيتها العظمى تنأى عن التصرفات التي تسيء لها كمشجعين قبل اللاعبين»، حسب قوله.
أما الكابتن ماجد الطفيل فقد ساند رأي علي كميخ بأن الجماهير تحتاج إلى توعية وتثقيف عن طريق مختصين في هذا المجال، شارحا الفكرة بقوله: «الخطوات تكون بعمل ندوات ومحاضرات وورش عمل حتى يتم ايقاف أي ظواهر سيئة دخيلة على ملاعبنا».
ولفت الطفيل إلى التطور الملحوظ في رياضتنا والدعم اللامحدود من حكومتنا الرشيدة لهذا القطاع، مشددا على ضرورة وجود عقوبة ضد السلوكيات السيئة تكون رادعا قويا لأي شخص سواء داخل الملعب أو في المدرجات لمنع تكرارها، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، حسب قوله، كما أن على الجميع التحلي بالروح الرياضية والابتعاد الكامل عن التعصب الرياضي ونبذه والتواضع عند الفوز والابتسام عند الخسارة.
رأي القانونيين
وحملنا أسئلتنا إلى أهل القانون، وكانت البداية بالقانوني خالد البابطين الذي أشار إلى أن أكثر الجرائم التي تصدر من الجماهير في المباريات هي السب والمشاجرات. وقال إن الإجراءات التي يمكن اتباعها من قبل المجني عليهم أو من قبل رجال الضبط الجنائي هي استعمال التقنية ورجال الضبط وتعاون الجماهير في الإبلاغ عن الجناة والجرائم. أما العقوبات التي قد يواجهها الجناة فتتحدد بحسب ما يثبت وعادة تكون الحبس والغرامة.
وأشار البابطين إلى أن سبل الوقاية من مثل هذه الجرائم تكون بالتوعية ونشر ثقافة الاحترام والمودة.
وضرب القانوني الدكتور ماجد قاروب، أمثلة على الجرائم الرياضية التي تقع كالألفاظ والعبارات ضد الحكام واللاعبين والجماهير وكذلك الشجار بين الجماهير واللاعبين داخل الملعب وخارجه أيضا، والاعتداء على المنشآت بالتحطيم والخلع ورمي علب العصائر والمشروبات والماء داخل الملعب أو على الحكام أو على الجماهير واللاعبين.
وأضاف أن المخالفات تعاقب عليها المؤسسات الرياضية من خلال لجنة الانضباط، أما إذا خرجت السلوكيات عن إطارها الرياضي فيتم التعامل معها من خلال الجهات الأمنية في الشرطة ومن ثم تأخذ مسارها الطبيعي إلى النيابة العامة والقضاء الجنائي.
وواصل: «العقوبات متنوعة ومتعددة من غرامات مالية وأخرى رياضية بنقل مباريات الفريق إلى ملعب آخر أو اللعب دون جماهير، وقد يكون منها حرمان بعض الجماهير من دخول الملاعب».
ووجه قاروب أصابع الاتهام إلى إدارات الأندية والإعلام الرياضي باعتبارها المتسبب الرئيسي في شحن الجماهير وانفعالاتها، وقال إن المطلوب هو تطوير الخطاب الإعلامي الرياضي ليكون أكثر احترافية وتطبيق العقوبات على مسؤولي الأندية والإعلام الرياضي على تصريحاتهم التي تساعد على شغب الجمهور وانفعالاته.
أما القانوني ماجد الفيصل فأشار إلى أن الملاعب الرياضية هي أماكن عامة يسري عليها من الأحكام الشرعية والنظامية ما يسري على الأماكن العامة الأخرى وبالتالي يمكن أن ترتكب فيها جميع أنواع الجرائم، ولعل طبيعة هذه الأماكن «قد تؤدي إلى زيادة في بعض أنواع الجرائم التي تتأثر بكثرة أعداد الحضور في زمان ومكان محددين مثل جرائم الاعتداء على ما دون النفس أو جرائم الاعتداء على الأموال أو الجرائم الأخلاقية أو نحوه، مضيفا أن هذه الجرائم تخضع لما تخضع له الجرائم العادية حيال الإثبات الجنائي سواء من خلال البينات كالإقرار وشهادة الشهود او القرائن مثل تسجيلات كاميرات المراقبة والتصوير أو الوقائع المتزامنة مع ارتكابها. وتخضع هذه الجرائم لنظام الإجراءات الجزائية كأحكام الملاحقة الجزائية والتحقيق الجنائي والمحاكمة. أما بالنسبة لتحريك الدعوى الجنائية في مواجهة الجناة فإنها بحسب الأصل من اختصاص النيابة العامة وتكون ابتداءً بناءً على تقدم المجني عليه او المضرور من الجريمة بشكوى حيال ما تعرض له او من خلال البلاغ عن الجريمة ممن شهدها مما يدخل في تقدير النيابة العامة، وقد تكون من خلال التلبس بالجريمة مما يشهده رجال الضبط الجنائي، إضافة إلى ما يتم رصده من قبل الجهات التابعة لجهة التحقيق والضبط الجنائي خاصة إذا كانت تلك الجرائم في إطار الجرائم المعلوماتية.
وفي هذا السياق فإن للنيابة العامة سلطة تقديرية وسلطة ملائمة وذلك يشمل تقدير أدلة الاتهام في تحريك الدعوى الجزائية أمام القضاء الجزائي المختص حال ترجيح الإدانة، ويشمل سلطتها في حفظ الأوراق وحفظ الدعوى حال عدم ترجيح الإدانة، وايضاً سلطة ملائمة حال تنازل المجني عليه أو المضرور من الجريمة وتقدير الضرر المترتب على الجريمة.
وتطرق الفيصل لتقدير العقوبات الحزائية المترتبة على الجرائم المرتكبة في الملاعب، فقال إن المبدأ العام هو مبدأ الشرعية الجنائية وهو أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بناء على نص، وبالتالي فإن العقوبات الجزائية تتفاوت بحسب الفعل المجرّم المرتكب من الجاني وما يخضع له هذا الفعل من قاعدة جزائية شرعية أو نظامية أو كلتيهما معا، وتتفاوت العقوبة بحسب ما إذا كان هذا الفعل المجرّم هو اعتداء على ما دون النفس أو اعتداء على الأموال أو جرائم الاعتداء على العرض او الأخلاق أو الآداب العـامة أو الذوق العام أو نحوه، مشيرا إلى أن النظام الجزائي السعودي يخضع الأفعال المجرمة إلى التشريع الجنائي الإسلامي غير المقنن في ما يتعلق بجرائم الحدود والقصاص والديات وأغلب جرائم التعازير (التي تعمل السلطة التنظيمية حالياً على تقنينها)، كما يخضع العديد من الأفعال المجرّمة إلى أنظمة تعزيرية مقننة صدرت من السلطة التنظيمية وهي عديدة وتتناول العديد من أوجه الحياة المتعلقة بحفظ الضرورات الخمس: الدين والعقل والعرض والنسل والمال، فضلا عن حفظ أمن المجتمع وأمانه.
وختم الفيصل بأن أبرز سبل الوقاية من جرائم الجمهور في الملاعب هو التوعية بجميع أنواعها سواء المسموعة او المقروءة أو المرئية، وتشمل تلك التوعية التعريف بالأفعال المجرّمة والعقوبات المقدرة لها، والاجراءات التي يمكن اتباعها حال التعرض لتلك الجرائم في التقدم بالشكوى والبلاغ والجهات المختصة، كما قد يساهم في التوعية نشر الأحكام الجزائية التي تم تنفيذها في مواجهة الجناة. والتوعية يفضل استمرارها وديمومتها من قبل الجهات صاحبة الاختصاص وبالوسائل المتصلة بالبيئة المعنية مثل الملاعب أو وسائل التوعية المتصلة بها أو ذات الاهتمام بها.
الإعلاميون.. رؤى متعددةودلفنا من بوابة الإعلام حيث توقفنا عند الكاتب الرياضي خالد السبع، الذي اعتبر أن الجماهير تختلف في ثقافاتها وعقلياتها وبيئاتها حيث يوجد المتعلم والمثقف والأمي والجاهل ولذلك كل تصرف ينم عما يعيشه هذا المشجع ومدى تقبله لبعض الأحداث التي تصاحب المباريات.
وقال السبع إن مثل هذه التصرفات غير المنضبطة قد تكون ناتجة عن التعصب الرياضي البغيض الذي يغذيه بعض (اللاإعلاميين) والمشاهير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق طرحهم السلبي والتشكيك في بعض القرارات التي تكون مخالفة لميولهم الكروي دون النظر للمصلحة العامة لرياضة الوطن. كما أشار إلى ضعف العقوبات الشخصية على مثل هؤلاء الجماهير من قبل الجهات المختصة والاكتفاء بعقوبات مادية تفرض على الأندية.
وشدد السبع على أن الرياضة أخلاق وتنافس شريف داخل الملعب وخارجه، والجماهير هي انعكاس لتطور المجتمع ورقيه، لذا يجب على كل مشجع أن يلتزم اولاً بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وكذلك عكس صورة إيجابية ناصعة عن المجتمع السعودي النبيل خصوصا أن جميع المناسبات الرياضية أصبحت مشاهدة على مستوى العالم، مطالبا المشجع السعودي بأن يكون خير سفير لوطنه ومجتمعه وتلك رسالة سامية وواجب ديني ووطني واجتماعي يجب أن نساهم به جميعاً.
ومن جهتها ذكرت الإعلامية منيرة عبدالرحمن أن المباريات تشوبها أحياناً تصرفات من بعض الجماهير خاصة عند هزيمة فريقهم الذي يشجعونه مثل السب والشتم ورمي الماء وغيرها، لذلك من الضروري تطبيق عقوبات عليهم من لجنة الانضباط حتى يوقفوا مثل هذه التصرفات. وأعربت عن أمنيتها من الإعلام توعية الجمهور بشكل مستمر من خلال الصحف والقنوات وغيرها من وسائل الإعلام.
وقالت الإعلامية هند محمد: أتمنى الخروج من الملعب عندما اشاهد أحد هذه الأفعال غير اللائقة، وأدعو الجمهور أن يتفهم بأن الكرة فوز وخسارة، وعند الهزيمة ليتنا نتقبلها بروح عالية ونبتعد عن هذه التصرفات المزعجة. وطالبت بأن يعاقب كل شخص يرتكب تجاوزات مرفوضة ويحول للنيابة حتى يكون عبرة لغيره.
استنكارات من الجماهيرولم يكن رأي الجمهور حول السلوكيات الشائنة خلال المباريات بعيدا عن رأي سابقيه، إذ قال بندر العنزي: نتمنى من الجمهور الغالي أن يحضر مباراة فريقه بكل احترام وألا يعرض نفسه للجرائم الرياضية التي يتضايق منها الجميع، فالكرة فوز وخسارة، والروح الرياضية العالية مطلوبة في الملاعب من الجميع جماهير ولاعبين وغيرهم.
كذلك عبر فهد الدوسري عن ضيقه عند رؤيته لردود فعل بعض الجماهير الرياضية برمي علب الماء والبصق وغيرها واللجوء إلى السب والشتم. وتساءل: لماذا كل هذا؟ ووجه رسالة لكل مشجع فحواها:»املك أعصابك حتى لا تتعرض للمساءلة والإساءة لنفسك ولفريقك الذي تحبه وجئت من أجل متابعته وتشجيعه”.
أما المشجع ناصر العوض فقد أيد بشدة تنفيذ قرار صارم من لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم ضد أي مشجع يتسبب بأي نوع من هذه الجرائم. وقال: نريد حضور المباريات والخروج منها دون التعرض لهذه المشاهد، والحمد لله أجد وعيا وتفهما من كثير من الجماهير الرياضية السعودية في المباريات وأتمنى أن يدوم ذلك.
خالد البابطين
ماجد الفيصل
علي كميخ
خالد السبع
لاعبون: نعم للعقوبات..
وهناك أولويات
«الجماهير تحتاج لتوعية متكررة».. هكذا قال الكابتن علي كميخ مقترحا طبع العبارات التوعوية على تذاكر المباريات حتى يطلع عليها كل من يحضر، مع تكثيف التوعية بوسائل الإعلام والمدارس والجامعات، وأضاف: هؤلاء الشباب هم مستقبل الوطن المشرق وعماده المتين إن شاء الله، وقدوتنا في ذلك سيدي ولي العهد الذي يدعمهم ويتحدث عنهم بثقة ويحفزهم وفقه الله.
وأبدى كميخ تأييده لعقوبات يتم تطبيقها على كل من يخرج عن السلوك اللائق، لكنه يرى ضرورة أن يسبق هذه الخطوة توضيح وتوجيه ويجب أن يعرف الجميع ذلك ودور كل فرد كمشجع، مردفا: «كلمتي للجماهير الرياضية هي الذهاب للملاعب للمتعة والمشاهدة والتحفيز للاعبين والإدارة، وكذلك الوقوف مع أنديتهم. فالملعب كالمدرسة والبيت، له آداب وسلوكيات تحترم، خصوصا أن من يحضر الآن هي العائلة.. الأم والبنت والطفل والزوج، لذا علينا أن نحذر من أي لفظ او سلوك غير لائق، وهناك رصد بكاميرات الملعب ورجال الأمن لكل من يتجاوز الحدود، ونحن تعلمنا من ولاة امرنا الصفات الحميدة، وقدوتنا في كل سلوك طيب وخلق حسن هو الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم».
والتقط الحديث لاعب النصر محسن القرني الذي أمّن على ضرورة أن تكون هناك عقوبات واضحة لأي تصرفات أو سلوكيات غير لائقة في ملاعبنا، لكنه استدرك بأن الأهم هو ارتقاء المشجع بفكره، «نريده أن يشاهد تنافسا رياضيا نظيفا بعيدا عن هذه التصرفات، وجماهيرنا السعودية ذواقة ومحبة للاستمتاع بالمباريات، وهي في غالبيتها العظمى تنأى عن التصرفات التي تسيء لها كمشجعين قبل اللاعبين»، حسب قوله.
أما الكابتن ماجد الطفيل فقد ساند رأي علي كميخ بأن الجماهير تحتاج إلى توعية وتثقيف عن طريق مختصين في هذا المجال، شارحا الفكرة بقوله: «الخطوات تكون بعمل ندوات ومحاضرات وورش عمل حتى يتم ايقاف أي ظواهر سيئة دخيلة على ملاعبنا».
ولفت الطفيل إلى التطور الملحوظ في رياضتنا والدعم اللامحدود من حكومتنا الرشيدة لهذا القطاع، مشددا على ضرورة وجود عقوبة ضد السلوكيات السيئة تكون رادعا قويا لأي شخص سواء داخل الملعب أو في المدرجات لمنع تكرارها، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، حسب قوله، كما أن على الجميع التحلي بالروح الرياضية والابتعاد الكامل عن التعصب الرياضي ونبذه والتواضع عند الفوز والابتسام عند الخسارة.
رأي القانونيين
وحملنا أسئلتنا إلى أهل القانون، وكانت البداية بالقانوني خالد البابطين الذي أشار إلى أن أكثر الجرائم التي تصدر من الجماهير في المباريات هي السب والمشاجرات. وقال إن الإجراءات التي يمكن اتباعها من قبل المجني عليهم أو من قبل رجال الضبط الجنائي هي استعمال التقنية ورجال الضبط وتعاون الجماهير في الإبلاغ عن الجناة والجرائم. أما العقوبات التي قد يواجهها الجناة فتتحدد بحسب ما يثبت وعادة تكون الحبس والغرامة.
وأشار البابطين إلى أن سبل الوقاية من مثل هذه الجرائم تكون بالتوعية ونشر ثقافة الاحترام والمودة.
وضرب القانوني الدكتور ماجد قاروب، أمثلة على الجرائم الرياضية التي تقع كالألفاظ والعبارات ضد الحكام واللاعبين والجماهير وكذلك الشجار بين الجماهير واللاعبين داخل الملعب وخارجه أيضا، والاعتداء على المنشآت بالتحطيم والخلع ورمي علب العصائر والمشروبات والماء داخل الملعب أو على الحكام أو على الجماهير واللاعبين.
وأضاف أن المخالفات تعاقب عليها المؤسسات الرياضية من خلال لجنة الانضباط، أما إذا خرجت السلوكيات عن إطارها الرياضي فيتم التعامل معها من خلال الجهات الأمنية في الشرطة ومن ثم تأخذ مسارها الطبيعي إلى النيابة العامة والقضاء الجنائي.
وواصل: «العقوبات متنوعة ومتعددة من غرامات مالية وأخرى رياضية بنقل مباريات الفريق إلى ملعب آخر أو اللعب دون جماهير، وقد يكون منها حرمان بعض الجماهير من دخول الملاعب».
ووجه قاروب أصابع الاتهام إلى إدارات الأندية والإعلام الرياضي باعتبارها المتسبب الرئيسي في شحن الجماهير وانفعالاتها، وقال إن المطلوب هو تطوير الخطاب الإعلامي الرياضي ليكون أكثر احترافية وتطبيق العقوبات على مسؤولي الأندية والإعلام الرياضي على تصريحاتهم التي تساعد على شغب الجمهور وانفعالاته.
أما القانوني ماجد الفيصل فأشار إلى أن الملاعب الرياضية هي أماكن عامة يسري عليها من الأحكام الشرعية والنظامية ما يسري على الأماكن العامة الأخرى وبالتالي يمكن أن ترتكب فيها جميع أنواع الجرائم، ولعل طبيعة هذه الأماكن «قد تؤدي إلى زيادة في بعض أنواع الجرائم التي تتأثر بكثرة أعداد الحضور في زمان ومكان محددين مثل جرائم الاعتداء على ما دون النفس أو جرائم الاعتداء على الأموال أو الجرائم الأخلاقية أو نحوه، مضيفا أن هذه الجرائم تخضع لما تخضع له الجرائم العادية حيال الإثبات الجنائي سواء من خلال البينات كالإقرار وشهادة الشهود او القرائن مثل تسجيلات كاميرات المراقبة والتصوير أو الوقائع المتزامنة مع ارتكابها. وتخضع هذه الجرائم لنظام الإجراءات الجزائية كأحكام الملاحقة الجزائية والتحقيق الجنائي والمحاكمة. أما بالنسبة لتحريك الدعوى الجنائية في مواجهة الجناة فإنها بحسب الأصل من اختصاص النيابة العامة وتكون ابتداءً بناءً على تقدم المجني عليه او المضرور من الجريمة بشكوى حيال ما تعرض له او من خلال البلاغ عن الجريمة ممن شهدها مما يدخل في تقدير النيابة العامة، وقد تكون من خلال التلبس بالجريمة مما يشهده رجال الضبط الجنائي، إضافة إلى ما يتم رصده من قبل الجهات التابعة لجهة التحقيق والضبط الجنائي خاصة إذا كانت تلك الجرائم في إطار الجرائم المعلوماتية.
وفي هذا السياق فإن للنيابة العامة سلطة تقديرية وسلطة ملائمة وذلك يشمل تقدير أدلة الاتهام في تحريك الدعوى الجزائية أمام القضاء الجزائي المختص حال ترجيح الإدانة، ويشمل سلطتها في حفظ الأوراق وحفظ الدعوى حال عدم ترجيح الإدانة، وايضاً سلطة ملائمة حال تنازل المجني عليه أو المضرور من الجريمة وتقدير الضرر المترتب على الجريمة.
وتطرق الفيصل لتقدير العقوبات الحزائية المترتبة على الجرائم المرتكبة في الملاعب، فقال إن المبدأ العام هو مبدأ الشرعية الجنائية وهو أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بناء على نص، وبالتالي فإن العقوبات الجزائية تتفاوت بحسب الفعل المجرّم المرتكب من الجاني وما يخضع له هذا الفعل من قاعدة جزائية شرعية أو نظامية أو كلتيهما معا، وتتفاوت العقوبة بحسب ما إذا كان هذا الفعل المجرّم هو اعتداء على ما دون النفس أو اعتداء على الأموال أو جرائم الاعتداء على العرض او الأخلاق أو الآداب العـامة أو الذوق العام أو نحوه، مشيرا إلى أن النظام الجزائي السعودي يخضع الأفعال المجرمة إلى التشريع الجنائي الإسلامي غير المقنن في ما يتعلق بجرائم الحدود والقصاص والديات وأغلب جرائم التعازير (التي تعمل السلطة التنظيمية حالياً على تقنينها)، كما يخضع العديد من الأفعال المجرّمة إلى أنظمة تعزيرية مقننة صدرت من السلطة التنظيمية وهي عديدة وتتناول العديد من أوجه الحياة المتعلقة بحفظ الضرورات الخمس: الدين والعقل والعرض والنسل والمال، فضلا عن حفظ أمن المجتمع وأمانه.
وختم الفيصل بأن أبرز سبل الوقاية من جرائم الجمهور في الملاعب هو التوعية بجميع أنواعها سواء المسموعة او المقروءة أو المرئية، وتشمل تلك التوعية التعريف بالأفعال المجرّمة والعقوبات المقدرة لها، والاجراءات التي يمكن اتباعها حال التعرض لتلك الجرائم في التقدم بالشكوى والبلاغ والجهات المختصة، كما قد يساهم في التوعية نشر الأحكام الجزائية التي تم تنفيذها في مواجهة الجناة. والتوعية يفضل استمرارها وديمومتها من قبل الجهات صاحبة الاختصاص وبالوسائل المتصلة بالبيئة المعنية مثل الملاعب أو وسائل التوعية المتصلة بها أو ذات الاهتمام بها.
الإعلاميون.. رؤى متعددةودلفنا من بوابة الإعلام حيث توقفنا عند الكاتب الرياضي خالد السبع، الذي اعتبر أن الجماهير تختلف في ثقافاتها وعقلياتها وبيئاتها حيث يوجد المتعلم والمثقف والأمي والجاهل ولذلك كل تصرف ينم عما يعيشه هذا المشجع ومدى تقبله لبعض الأحداث التي تصاحب المباريات.
وقال السبع إن مثل هذه التصرفات غير المنضبطة قد تكون ناتجة عن التعصب الرياضي البغيض الذي يغذيه بعض (اللاإعلاميين) والمشاهير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق طرحهم السلبي والتشكيك في بعض القرارات التي تكون مخالفة لميولهم الكروي دون النظر للمصلحة العامة لرياضة الوطن. كما أشار إلى ضعف العقوبات الشخصية على مثل هؤلاء الجماهير من قبل الجهات المختصة والاكتفاء بعقوبات مادية تفرض على الأندية.
وشدد السبع على أن الرياضة أخلاق وتنافس شريف داخل الملعب وخارجه، والجماهير هي انعكاس لتطور المجتمع ورقيه، لذا يجب على كل مشجع أن يلتزم اولاً بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وكذلك عكس صورة إيجابية ناصعة عن المجتمع السعودي النبيل خصوصا أن جميع المناسبات الرياضية أصبحت مشاهدة على مستوى العالم، مطالبا المشجع السعودي بأن يكون خير سفير لوطنه ومجتمعه وتلك رسالة سامية وواجب ديني ووطني واجتماعي يجب أن نساهم به جميعاً.
ومن جهتها ذكرت الإعلامية منيرة عبدالرحمن أن المباريات تشوبها أحياناً تصرفات من بعض الجماهير خاصة عند هزيمة فريقهم الذي يشجعونه مثل السب والشتم ورمي الماء وغيرها، لذلك من الضروري تطبيق عقوبات عليهم من لجنة الانضباط حتى يوقفوا مثل هذه التصرفات. وأعربت عن أمنيتها من الإعلام توعية الجمهور بشكل مستمر من خلال الصحف والقنوات وغيرها من وسائل الإعلام.
وقالت الإعلامية هند محمد: أتمنى الخروج من الملعب عندما اشاهد أحد هذه الأفعال غير اللائقة، وأدعو الجمهور أن يتفهم بأن الكرة فوز وخسارة، وعند الهزيمة ليتنا نتقبلها بروح عالية ونبتعد عن هذه التصرفات المزعجة. وطالبت بأن يعاقب كل شخص يرتكب تجاوزات مرفوضة ويحول للنيابة حتى يكون عبرة لغيره.
استنكارات من الجماهيرولم يكن رأي الجمهور حول السلوكيات الشائنة خلال المباريات بعيدا عن رأي سابقيه، إذ قال بندر العنزي: نتمنى من الجمهور الغالي أن يحضر مباراة فريقه بكل احترام وألا يعرض نفسه للجرائم الرياضية التي يتضايق منها الجميع، فالكرة فوز وخسارة، والروح الرياضية العالية مطلوبة في الملاعب من الجميع جماهير ولاعبين وغيرهم.
كذلك عبر فهد الدوسري عن ضيقه عند رؤيته لردود فعل بعض الجماهير الرياضية برمي علب الماء والبصق وغيرها واللجوء إلى السب والشتم. وتساءل: لماذا كل هذا؟ ووجه رسالة لكل مشجع فحواها:»املك أعصابك حتى لا تتعرض للمساءلة والإساءة لنفسك ولفريقك الذي تحبه وجئت من أجل متابعته وتشجيعه”.
أما المشجع ناصر العوض فقد أيد بشدة تنفيذ قرار صارم من لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم ضد أي مشجع يتسبب بأي نوع من هذه الجرائم. وقال: نريد حضور المباريات والخروج منها دون التعرض لهذه المشاهد، والحمد لله أجد وعيا وتفهما من كثير من الجماهير الرياضية السعودية في المباريات وأتمنى أن يدوم ذلك.
خالد البابطين
ماجد الفيصل
علي كميخ
خالد السبع