أخبار

نصر الله..زعيم مافيا المخدرات

يمتلك نحو %70 من تجارتها

04 2022 / / Class="articledate">الجمعة 07 07:58 1443 / جمادى

عصابات حزب الله من تجار المخدرات في قبضة الأجهزة الأمنية اللبنانية.

(جدة) _online@ «عكاظ»

على مدار عام 2021، صعدت مليشيا «حزب الله» نشاطها في مجال تجارة المخدرات بشكل كبير، ما أدى لضبط وكشف العديد من عمليات التهريب في مختلف قارات العالم مصدرها لبنان، وجعل أي شحنة تجارية قادمة من لبنان محل شك وريبة، وبات الجميع يعلم أن الحزب الممول الأكبر لعمليات تهريب المخدرات بالمنطقة، أو ما يمكن أن نطلق عليه زعيم المافيا أو رئيس العصابة، فهو يمتلك نسبة لا تقل عن 70% من تجارة المخدرات في المنطقة، وبالمقابل تدر عليه ما لا يقل عن 30% إلى 50% من دخله، وبات الحزب اسما معروفا ورقما يصعب تجاوزه ضمن مافيا تجارة المخدرات العالمية، حتى العمليات التي تتم بمنأى عنه فإنه يوفر لها الغطاء والدعم في المنطقة، وأحيانا يكون هو العقل المخطط والمدبر لها محققا بذلك مكاسب يعتبرها أفضل وأهم من مكاسبه العسكرية.

سلاح إستراتيجي فتاك الباحث السياسي محمد خليفة كشف أن هناك علاقة تاريخية ربطت بين الحزب وهذا النوع من التجارة لم تنشأ لأسباب مادية وحسب، مع عدم إهمال البعد المادي خاصة أنه ليست هناك تجارة أعلى ربحا من المخدرات، وإنما كان الهدف الأساسي للحزب هو استخدامها في مواجهة كل خصومه بالمنطقة، فهو يعتبر المخدرات سلاحا استراتيجيا فتاكا في حروبه وحروب وكلائه بالمنطقة، وهي بالفعل كذلك لما لها من تأثير خطير على المجتمعات والشباب.

وأضاف أن استخدام المخدرات كسلاح في الحروب والصراعات بين الدول ليس جديدا، فقد دخلت المخدرات في حروب الدول وبدرجة أكبر في الصراعات بين المليشيات المسلحة مع بعضها بعضا، باعتبارها أخطر وأشد فتكا من الأسلحة التقليدية، لافتا إلى أن الحزب استغل سيطرته على مفاصل الدولة اللبنانية وسطوته البالغة على مختلف الأجهزة الأمنية أو غير الأمنية في الحصول على تسهيلات واستثناءات صنعت منه عملاقا في تجارة المخدرات فقام بزرعها وصناعتها وتهريبها بكميات ضخمة ومن خلال عمليات منظمة ما كان له أن ينجزها لولا هذه السطوة التي يتمتع بها في لبنان.. فكما هو معروف كل من يرفع شعار الحزب وكل ما ينسب له، هو خط أحمر في لبنان لا يخضع لا للتفتيش ولا الرقابة ولا المحاسبة.

مصدر أساسي للدخل وحول العلاقة بين حزب الله ومافيا المخدرات، أوضح خليفة أنها ليست وليدة اليوم، بل تزامنت بدايتها مع نشأة حزب الله نفسه في الثمانينات من القرن الماضي، لكنها تضاعفت منذ عقدين من الزمن. ومع الأزمة السورية عام 2011، استغل الحزب صعود تنظيم داعش والأزمة العراقية والسورية وانهيار الحدود والفوضى التي سادت المنطقة وضعف سيادة الدول على أراضيها وحدودها في تنفيذ مخططه المتعلق بنشر المخدرات في المنطقة.

وأكد أن تجارة المخدرات ازدادت أهمية بالنسبة له بعد الضربات المتلاحقة التي لاقاها الحزب من جبهات عدة وتراجع الدعم الاقليمي الموجه له، والخسارة المادية والبشرية التي تعرض لها جراء تدخله على خط الأزمة السورية إضافة إلى تحمله عبء دعم الحليف الحوثي، فكان لابد من بديل مادي مربح لمساعدة الحزب في ممارسة نشاطه الإقليمي والمحلي داخل لبنان.

وفي السنوات الخمس الماضية، تحولت المخدرات إلى مصدر أساسي للدخل في الحزب، بعد أن تراجعت ميزانيته بشكل كبير، بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على عدد من أفراد التنظيم، وعلى الدول الداعمة له، فضلا عن الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه لبنان وجمود الحركة في مختلف قطاعات الاقتصاد اللبناني.

واعتبر الباحث السياسي أن دول الخليج شكلت النقطة الرئيسية المستهدفة في خريطة تجارة المخدرات لحزب الله، إلا أنه بدأ في التوسع واتجه إلى أسواق أخرى في بعض الدول العربية والأفريقية ودول أوروبا. وتحدث عن أن دولا كثيرة أعلنت إحباط أطنان من الحشيش والكبتاجون؛ منها اليونان وألمانيا وإيطاليا ودول أفريقية مثل النيجر ونيجيريا ودول عربية منها مصر وليبيا.

واتفقت جميع هذه المضبوطات في كون لبنان الجهة التي خرجت منها هذه الشحنات، وبدأت تظهر إلى العلن تقارير واتهامات غربية وعربية وأفريقية تتهم حزب الله صراحة بالوقوف وراء صناعة متكاملة لتهريب المخدرات وتوزيعها لتدرّ عائدا مفيدا لتمويل أنشطته وأعماله.

وبحسب خليفة، فقد دلت كل الخيوط على أن مصدر هذه التهريب هو حزب الله، وهذا الأمر طبيعي بالنظر إلى أن مضبوطات بهذه الأوزان الضخمة والأثمان الباهظة وعمليات التهريب المحكمة من الصعب أن يكون وراءها أشخاص أو تجار عاديون، وإنما تقف وراءها جهات منظمة تملك إمكانات ضخمة ولديها شبكة اتصالات وعملاء وشركاء منتشرون في مختلف أنحاء العالم، وهو ما قاد جميع الشكوك صوب المليشيا اللبنانية.