لبنان رهينة جندي في ولاية الفقيه
04:06 Class="articledate">الجمعة هـ جمادى الجمعة / 2022 04 يناير
حشمي Hechmirawiya@ راوية (بيروت)
رغم محاولة بعض الأطراف السياسية اللبنانية أخيراً تلميع صورة «حزب الله» واعتباره مكوّناً أو حزباً سياسياً لبنانياً، وتصوير لبنان على أنه بلد مستقل غير خاضع لسطوة خارجية، إلا أن هذا المكوّن يأبى إلا أن يتصرف كمليشيا مرتهنة لأجندة خارجية.
ورغم الأزمة الدبلوماسية العميقة التي تسببت بها هذه المليشيا وأدت إلى قطع العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ودفعت أرباب السلطة دون استثناء للبحث عن حلول وتقديم مبادرات حسن نية وخطت من وجهة نظرها عدداً من المربعات باتجاه رأب الصدع مع دول الخليج، إلا أن أمين مليشيا حزب الله حسن نصرالله آثر أن يطل في ذكرى مقتل المجرم قاسم سليماني بخطاب توجه فيه إلى السعودية ليضرب عن عمد بكل تلك الجهود عرض الحائط ويعيد جميع الرهائن في السلطة اللبنانية إلى نقطة الصفر، موجهاً رسالة واضحة إلى الداخل والخارج مفادها أن لبنان قابع تحت سطوة ذاك الجندي في ولاية الفقيه، وأن قرارات الدولة مرهونة بإشارة منه، وما تعطيل الحكومة والتحقيقات في جريمة تفجير مرفأ بيروت وغيرهما من حالات الشلل التي أصابت لبنان إلا نموذج مصغر مما قد يحدث في قادم الأيام.
حسن نصرالله يدرك جيداً خطورة الخطاب الذي خصصه عن عمد في ذكرى مقتل المجرم سليماني على الواقع اللبناني، في مثل هذا التوقيت وهذا الظرف الحرج من تاريخ لبنان، وأن خطابه سيؤدي حتماً إلى مزيد من أزمات السلطة مع الخارج وسيزيد من رفض غالبية اللبنانيين الذين يتطلعون إلى أفضل العلاقات مع المملكة ودول الخليج، ويرفضون مضاعفة خسائر لبنان وضرب حضوره العربي. أمين مليشيا حزب الله يدرك جيدا حجم هذه المخاوف ويدرك أيضاً أن هجومه على المملكة والخليج قد يعزز العزلة العربية والانقسام اللبناني والانهيار الداخلي، خصوصا أن البلاد أحوج ما تكون إلى أي توافق لمواجهة هول الأزمات التي يرزح تحت وطأتها اللبنانيون، ويدرك أيضاً أن بيانات الاستنكار وحملة التبرؤ من كلامه قد تنطلق رفضا للإساءة إلى دول الخليج، إلا أن السلطة وحدها تتنكر من الواقع ومن الاعتراف جهراً بحقيقة أن قيام الدولة اللبنانية لن يتحقق بوجود مليشيا مسلحة.